في عالم المحركات تظهر الكثير من الأسماء التي لمعت والتي كان لها دور في رفع الكثير من الشركات التجارية، واليوم سوف نتعرف على سيرة ليونيل مارتن، الذي أسس شركة أستون مارتن، وهي شركة بريطانية لتصنيع السيارات الرياضية الفاخرة.
نقطة الانطلاق في تاريخ أستون مارتن
تأسست شركة أستون مارتن رسميًا في عام 1914، لكن بداية تاريخها بدأت في عام 1913 عندما كان ليونيل مارتن رجل أعمال من كورنيش يحب السيارات إلى اقصى الحدود. في عام 1914، بدأ ليونيل مارتن في إدارة متجر صغير في منطقة كنسينغتون في لندن. وبعد مرور بعض الوقت، قرر تجميع السيارات ذاتيًا. من خلال سباق فاز به وكان يحمل اسم أستون، ومع إضافة إسم عائلته، قام بإنشاء مؤسسته تحت اسم أستون مارتن.
على الرغم من أن ليونيل مارتن كان لديه خطط طموحة، إلا أنه كان لديه القليل من المال وكان من الصعب إنشاء شركة لتصنيع السيارات من دون دعم مالي من شريك. طلب ليونيل المساعدة من روبرت بامفورد (الصورة الرئيسية على اليمين)، الذي مول تصنيع أول سيارة أستون مارتن. هذا ويصادف الخامس عشر من يناير عام 1913 التأسيس الرسمي للشركة.
في عام 1914، قام بتجميع أول سيارة أستون مارتن، وقد كانت سيارة رياضية خفيفة الوزن بسعة 1.4 لتر مزودة بمحرك Coventry-Simples، مثبت على هيكل السيارة الإيطالية Isotta Fraschini. لكن ولسوء الحظ، أخرت الحرب العالمية إصدار الطراز الجديد حتى عام 1919.
فترة العشرينيات
منذ عشرينيات القرن الماضي، تم تجميع نماذج جديدة في مصنع جديد في طريق أبينجدون، لندن. ومع ذلك، أصيب روبرت بامفورد بخيبة أمل في الصفقة مع ليونيل مارتن وتوقف عن الاستثمار في تصنيع أستون مارتن. احتفظ ليونيل بجأشه وشغفه وطلب المساعدة من الكونت لويس زبوروفسكي، وهو أيضًا شغوف بالسيارات والسباقات، لذلك قرر مساعدة أستون مارتن ومساعدة الشركة أيضاً على المشاركة في المنافسات على أعلى مستوى، بما في ذلك سباق الجائزة الكبرى للسيارات.
بدا أنها كانت فرصة للشركة البريطانية للشروع في طريق النجاح والتطور، كما وقام لويس زبوروفسكي بالاستثمار في أستون مارتن حتى عام 1924. شارك زبوروفسكي بنشاط في سباقات السيارات، ومع انضمامه إلى فريق مرسيدس في عام 1924 وخلال سباق الجائزة الكبرى في Autodromo Nazionale Monza في إيطاليا توفي بعد اصطدامه بالشجرة. كانت خسارة هائلة لفريق أستون مارتن. حتى أن ليونيل مارتن كان مستعدًا للإعلان عن إفلاس شركته، وكان من الممكن أن يكون الأمر كذلك، لكن السيدة تشارنوود أنقذت الموقف واشترت أستون مارتن، وعينت ابنها جون بنسون في مجلس الإدارة.
تمت إعادة تسمية الشركة وباتت أستون مارتن موتورز وقد بات ليونيل مارتن المدير الفني. لكن هذا الترادف استمر لمدة عامين فقط، وكانت الشركة لا تزال غير مربحة وتم بيعها مرة أخرى هذه المرة للمهندس بيل رينويك وشريكه أوغسطس بيرتيلي، اللذين نقلا على الفور المصنع إلى مدينة فيلتهام في مقاطعة ميدلسكس. وهنا كانت نهاية مع ليونيل مارتن.
كان لدى رينويك وبرتيللي مركز البحث والتطوير الخاص بهما، حيث صمم المهندسون لديهما محرك سعة 1.5 لتر مع عمود كامات علوي لأستون مارتن وقد حقق هذا المحرك نجاحًا كبيرًا لدرجة أنه تم تثبيته على كافة طرازات أستون مارتن للسنوات القليلة المقبلة، بما في ذلك السيارات، المعدة للمنافسة في لومان وبروكلاندز وميل ميجليا.
فترة الثلاثنيات
ربما كان أشهر طرازات أستون مارتن في ذلك الوقت هي سيارة رياضية ذات مقعدين صممها بيرتيلي، وبالطبع، كانت تعتمد على محرك سعة 1.5 لتر وقد تم إنتاجها منذ عام 1928. وفي عام 1933، تمت زيادة قوة المحرك إلى 85 حصانًا وكان هذا الحدث علامة على ظهور تعديل جديد للمحرك سمي Mk-II، والذي تم إنتاجه حتى عام 1939.
ومن الجدير بالذكر أن سيارة أستون مارتن أتوم، النموذج الأولي للسيارة المذهل في تلك الأوقات، صممها كلود هيل في عام 1939، وكانت تحتوي على هيكل من الألومنيوم وناقل حركة نصف أوتوماتيكي والعديد من التقنيات المبتكرة الأخرى التي تم تثبيتها على السيارة. كانت Atom نموذجًا أوليًا لسيارة رائعة وكانت سابقة لعصرها بكثير وأصبحت نقطة مرجعية لصناعة السيارات الأوروبية بأكملها. بسبب الحرب العالمية الثانية، اضطرت أستون مارتن إلى التحول إلى إنتاج مكونات الطائرات. ولكن على الرغم من أن Atom ظلت نموذجًا أوليًا للسيارة، فقد لعبت دورًا مهمًا في تاريخ أستون مارتن.
لم يسير العمل بسلاسة مع أستون مارتن في ثلاثينيات القرن الماضي وكانت تحاول إيجاد طريقة مستقرة للنمو وكانت حرفياً يقاتل من أجل البقاء. في عام 1931، بدأت الشركة العمل مع شركة Frazer-Nash البريطانية، التي أسسها Archibald Frazer-Nash في عام 1922، ليُصار إلى إنتاج سيارات رياضية ذات ناقل حركة فريد متعدد السلاسل. لكن تعاونهما المتبادل استمر لمدة عامين فقط وسرعان ما تم شراء أستون مارتن من قبل جوردون ساذرلاند.
وقع جوردون ساذرلاند في حب سيارة أتوم كثيرًا، وفي نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت أستون مارتن على وشك الانهيار. كانت سيارة أتوم هي التي أنقذت الشركة وساعدت في العثور على مستثمر جديد هو David Brown. وقد استثمر في الشركة بعد القيام برحلة في سيارة Atom.
السيارات التي تحمل اسم DB
كانت أول سيارة في العصر الجديد، من فئة DB، هي DB1، وكانت السيارة ذات هيكل ديناميكي هوائي ومحرك سداسي الأسطوانات سعة 2 لتر مع أعمدة كامات علوية مزدوجة. تم إنتاج خمسة عشر من هذه السيارات بالكامل، ليُصار بعدها إلى إطلاق DB2 بمحرك سعة 2.6 لتر ومن ثم أستون مارتن DB2 / 4 وأستون مارتن DB2 / 4 Mk II Touring.
تم تصميم الأخيرة من قبل شركة إيطالية. ومع ذلك، لعب الإيطاليون دورًا مهمًا في مصير النموذج التاريخي DB4. هذا وساعد ديفيد براون سيارة Aston Martin DB4 لتكون كمركبة للوكيل السري جيمس بوند 007.
تم تجهيز أستون مارتن DB4 بمحرك سداسي الأسطوانات مع أعمدة كامات علوية مزدوجة، وقد تم صنع إطار السيارة من ألواح فولاذية. وكما قلنا، تم إنشاؤها بواسطة أتيليه ميلانو Touring. في عام 1959، بدأ تجميع سيارة أستون مارتن DB4 GT المعدلة الرياضية، هذا وصنع المهندسون نسخة رياضية أخرى هي DB4 GTZ.
في عام 1963، أعلنت الشركة عن طرح استون مارتن DB5 لأول مرة، والتي تختلف عن سابقتها فقط بمحرك 4 لتر بقوة 282 حصان. وفي عام 1965 تم الإعلان عن الطراز الأول DB6. وبعد فترة صممت سيارة Aston Martin DBS و Aston Martin DBS Vantage بمحرك 6 أسطوانات.
أستون مارتن في يومنا هذا
في الثمانينيات، أصبح المستقبل المالي لأستون مارتن أكثر غموضًا. خلال السنوات السبع التالية، تم شراؤها من قبل المجموعات الصناعية والمالية البريطانية والأمريكية عدة مرات، لكن هذا لم يقود الشركة إلى تغييرات كبيرة. لم يحدث الاستقرار النسبي إلا في عام 1987 مع شركة فورد وفي 12 مارس 2007، اشترى ديفيد ريتشاردز شركة أستون مارتن مقابل 848 مليون دولار أمريكي واحتفظت شركة فورد بحصة في الشركة بقيمة 70 مليون دولار أمريكي. في 25 يوليو 2013 وقعت أستون مارتن ومرسيدس AMG اتفاقية شراكة.
اقرأ أيضاً: استون مارتن تعود الى فورمولا 1 بعد أكثر من 60 عاما من الغياب