استون مارتن تعود الى فورمولا 1 بعد أكثر من 60 عاما من الغياب

تستعد علامة السيارات البريطانية الفاخرة أستون مارتن للعودة إلى عالم سباقات الفورمولا 1 بعد أكثر من 60 عاماً، في فرصة مثالية لاستعراض الإنجازات السابقة للعلامة في مجال سباقات السيارات الأكثر تنافسية وصعوبة في العالم.

بذلك، سيشهد فريق أستون مارتن للفورمولا 1، مشاركة العلامة في سباقات الفورمولا 1 للمرة الأولى منذ أكثر من نصف قرن، ومواصلة إرثها العريق الذي بدأه مؤسسا العلامة ليونيل مارتن وروبرت بامفورد.

شاهد أيضا بالفيديو: ماذا قال محمد بن سليم عن استون مارتن DBX؟

شهرة عالمية وتاريخ عريق

استون مارتن فورمولا 1

منذ انطلاق شركة أستون مارتن قبل 107 أعوام، عندما أسسها ليونيل مارتن وروبرت بامفورد عام 1913 ضمن ورشة صغيرة في لندن، كانت المشاركة في سباقات السيارات عالية السرعة جزءاً أساسياً من روح العلامة وهويتها.

وتحظى هذه العلامة بشهرة عالمية واسعة اكتسبتها من نجاحاتها الكبيرة في عالم سباقات السيارات الرياضية، حيث أحرزت العلامة بطولة العالم للسيارات الرياضية في عام 1959 بعد فوزها اللافت في سباق لومان، ونجاحها بتحقيق ثلاثة انتصارات متتالية في سباق نوربورغرينغ 1000 كيلومتر.

وتمتد قائمة الانتصارات متعددة الفئات للعلامة في سباق لومان من عام 1931 وصولاً إلى العام الحالي الذي شهد تحقيق انتصارات في فئات متعددة، أفضت بدورها إلى فوز العلامة ببطولة العالم للتحمل الخاصة بمصنّعي السيارات من فئة جي تي.

كذلك ساهمت الانتصارات الكثيرة التي حققتها أستون مارتن على مر السنين في السباقات وفئات السيارات بترسيخ حضورها بين أبرز الأسماء اللامعة في عالم سباقات التحمل.

المشاركة الأولى: تعرف إلى لويس زبوروفسكي

لويس زبوروفسكي

تقرر أن تتم المشاركة الأولى للسيارتين في سباق جائزة فرنسا الكبرى للسيارات بسعة 2.0 ليتر، والذي أقيم في يوم 15 يوليو بمدينة ستراسبورغ الفرنسية، ما شكّل الظهور الأول لعلامة أستون مارتن في سباقات الجائزة الكبرى.

وتولى الكونت لويس زبوروفسكي الذي تعرف على الشريك المؤسس للشركة ليونيل مارتن، قيادة سيارة تي تي 1 مع ليونيل مارتن (الذي لا يرتبط بعلامة أستون مارتن) كميكانيكي القيادة، في حين قاد كلايف جالوب سيارة تي تي 2 برفقة الميكانيكي إتش جيه بنتلي (لا يرتبط بعلامة بنتلي أيضاً).

وخلال الأشهر والسنوات التالية، حققت السيارتان عدداً من النجاحات بما في ذلك المركز الثاني في سباق بينيا رين الجائزة الكبرى لعام 1922، والذي أقيم على حلبة فيلافرانكا. وحقق الفريق ذات النتيجة في نسخة السباق للعام التالي، وفاز بالمركز الثالث في سباق بولونيا الجائزة الكبرى في عام 1923 أيضاً.

وشكلت الوفاة المفاجئة للسائق زبوروفسكي في عام 1924، والتي كانت شبه حتمية في سباقات السيارات، بداية النهاية لدخول أستون مارتن الأول إلى عالم سباقات السيارات عالية السرعة. وعلى الرغم من المشاركات الناجحة الكثيرة لسيارات العلامة، إلا أنها استغرقت 20 عاماً لتحقق حضوراً قوياً في سباقات الجائزة الكبرى.

المحرك: أستون مارتن تتألق بين عمالقة

محرك استون مارتن فورمولا

وكما هو الحال دائماً في أستون مارتن، كانت هنالك قصة خاصة بابتكار المحرّك. فبينما تم تطوير محركات سيارات السباق المزودة بـ 16 صماماً بنجاح قبل عدة أعوام من عام 1922، حيث نجحت علامات بيجو وبوغاتي وألفا روميو بتطوير محركات كبيرة مزودة بـ 16 صماماً للسباقات وأنشطة تسجيل السرعة، يُعتقد أن عملية تطوير محرك أستون مارتن كانت مثيرة للاهتمام.

فقد كان كلايف جالوب، صديق الكونت زبوروفسكي المقرّب وزميله في السباقات، على علاقة طيبة مع مارسيل جريميليون المهندس الفرنسي الموهوب لدى شركة بيجو، وكان هذا المهندس الفرنسي الموهوب أحد تلاميذ مصمم المحرّكات الشهير إرنست هنري، والذي كان يعمل في ذلك الوقت لدى شركة بالوت.

وأقنع جريميليون هنري بتزويده بتفاصيل حول محرك بالوت سعة 3.0 ليتر. ولكن هنري قام بتمزيق رسومات المحرك إلى قسمين، ومنح جريميليون أحدهما ليقوم الأخير بتعديله واستخدامه في تصميم النصف السفلي من محرك بامفورد ومارتن المزود بـ16 صماماً مع عمود كامة احادي مقابل عدد كبير من العملات الذهبية.

وهكذا، ومن خلال مخطط المحرك الممزق لقسمين، تحوّل المحرك بسعة 3.0 ليتر الذي صممه هنري إلى محرك بامفورد ومارتن أحادي الكامة والمزود بـ 16 صمام بسعة 1.5 ليتر.

خمسينات القرن الماضي

استون مارتن فورمولا خمسينيات

شكلت خمسينات القرن الماضي فترة مميزة جداً بالنسبة إلى أستون مارتن. فقد كان مالك الشركة السير ديفيد براون، والذي استحوذ عليها في عام 1947 قبل إضافة علامة لاجوندا إليها خلال وقت لاحق من ذلك العام، يعمل بشكل حثيث على ابتكار سيارات رياضية بريطانية تتميز بتصميمها الأنيق وجاذبيتها المتنامية.

وكان السير براون يدرك أهمية سباقات السيارات في تحقيق النجاح التجاري للعلامة، ووضع في عام 1955 خطة جريئة لبناء سيارات يمكنها المنافسة بقوة في بطولة العالم للسيارات الرياضية وبطولة العالم للفورمولا 1 التي كانت حديثة العهد نسبياً في ذلك الوقت.

وتركز كتب التاريخ على إنجازات سيارة دي بي آر 1 وفوزها بسباق لومان، وسيارة دي بي 3 إس التي سبقتها. ولكن يمكن اعتبار المشروع الأولي لسيارة دي بي 155 المزودة بمقعد واحد مشروعاً منح العلامة فرصة لاكتساب خبرات مهمة، حيث شكلت نموذجاً رائداً لسيارات سباقات الجائزة الكبرى التالية في خمسينات القرن الماضي.

استون مارتن دي بي ار 4 فورمولا 1

وعلاوة على هذا المشروع، بدأ السير براون العمل على بناء محرّك جديد، وسيارة جديدة مخصصة للطرقات والتي ستصبح فيما بعد سيارة دي بي 4، التي تم إطلاقها في تلك الفترة. وعلى الرغم من اختبارها في عام 1957، إلا أنها لم تدخل عالم السباقات حتى العام 1959 عندما شاركت في سباق كأس نادي سائقي السباقات البريطانيين العالمي، والذي أقيم وفقاً لقواعد سباقات الفورمولا 1 في حلبة سلفرستون خلال شهر مايو من ذلك العام.

وشهد السباق منافسة قوية بين سيارتين، حيث جاءت السيارة التي تحمل الرقم 1، ويقودها روي سالفادوري الفائز بسباق لومان 24 ساعة، في المركز الثاني بعد جاك برابهام الذي قاد سيارة كوبر-كلايماكس تي51. وتم تزويد سيارة دي بي آر4/250 بمحرك آر بي 250 سداسي الأسطوانات سعة 2493 سنتمتر مكعب مع حوض تشحيم جاف، والمستمد من التصميم الأساسي لمحرك سيارة دي بي آر 1 الرياضية. وبلغت قدرة سيارة دي بي آر4/250 المزودة بمقعد واحد 256 حصاناً، ووزنها 575 كيلوجرام.

استون مارتن فورمولا دي بي ار 4

وعلى الرغم من قيادتها من قبل ألمع السائقين في ذلك الوقت مثل سالفادوري وكارول شيلبي، إلا أن سيارة دي بي آر 4 كانت بعيدة عن المنافسة مع السيارات الجديدة ذات المحرك المتوسط، وأخفقت في مجاراة الإنجازات التي أحرزتها سيارة دي بي آر 1 في مجال سباقات سيارات فورمولا 1. وبعد الظهور المخيب للآمال لسيارة دي بي آر 5 بالمقارنة مع سابقتها، انسحبت أستون مارتن من سباقات السيارات عالية السرعة والمزودة بمقعد واحد في عام 1960.

لكن خلال الأعوام الأخيرة، وبعد انقطاع يزيد عن نصف قرن من الزمن؛ عادت أستون مارتن إلى حلبات الفورمولا 1 حول العالم، حيث أصبحت الراعي الرئيسي والشريك التقني لفريق ريد بول ريسينج، وهي علاقة امتدت لتشمل سيارة أستون مارتن فالكيري الخارقة والتي من المقرر أن تدخل مرحلة الإنتاج في عام 2021.

استون مارتن فورمولا 1 بيان صحفي Aston Martin Formula one
loaing icon