في شهر تموز من العام 2008، ذهب رجل يدعى دون أوبراين مع ابنه غاري لزيارة صديقهما الذي يدعى تشارلز. في هذه الصورة، يظهر تشارلز، الذي قرر أن يعرض أمام ضيوفه سيارة تعود إلى عام 1940. لم يكن يعلم الضيفان، أنهما يشاهدان أول سيارة في العالم بنظام تكييف ونوعها باكارد.
بعد الكثير من المحاولات الفاشلة من الشركات في جميع أنحاء العالم، نجحت شركة باكارد موتور كار في ديترويت بولاية ميشيغان في نهاية المطاف في تقديم نظام تكييف الهواء في طرازات سياراتها الجديدة.
ما قبل نظام التكييف
نشأت الحاجة إلى الحفاظ على برودة الجزء الداخلي من السيارة مع ظهور المركبات ذات الهياكل المغلقة، لذلك تمت تجربة الكثير من الحلول، ولكن بمستويات متفاوتة من النجاح.
أولاً، كان هناك زجاج أمامي قابل للتعديل يقتصر فتحه على حوالي 13 ملم. كان ذلك كافيًا لتقليل تأثير الهواء الساخن الذي يتدفق إلى المقصورة من المحرك. وعندما حلت النوافذ محل الستائر الجانبية في نهاية المطاف، أصبح بإمكان الركاب تحريكها لأعلى ولأسفل لخلق تدفق للهواء.
تجربة أخرى خضعت لها شركات صناعة السيارات كانت وضع فتحات تهوية أسفل لوحة القيادة. ولكن في حين أنها وفرت زيادة في تدفق الهواء داخل السيارة، إلا أن كل هذه الحلول كانت عبارة عن أنظمة تهوئة بدائية، بعيدة كل البعد عن القدرة على تصفية الأوساخ أو الغبار أو إبعاد الحشرات أثناء القيادة.
هل حقاً استخدم الجليد
ولعل المحاولة الأكثر إثارة للاهتمام والمتعلقة بتطوير نظام تبريد للسيارات تعود إلى ويليام وايتلي. في عام 1884، اقترح وايتلي تركيب كتل من الجليد تحت العربات التي تجرها الخيول. تم بعد ذلك توصيل مروحة بالمحور، حيث قامت بنفخ الهواء فوق كتلة الجليد وداخل العربة. إلا أن هذه الفكرة لم تكن عملية على الاطلاق.
هذا وقامت كاديلاك أيضًا بإجراء تجارب على المراوح، في حين جاءت مختبرات أبحاث جنرال موتورز بفكرة نظام ضغط البخار باستخدام سائل التبريد R12 في عام 1930. ومع ذلك، كان على الجمهور الانتظار ما يقرب من عقد من الزمن حتى عام 1939، عندما قامت الشركة المصنعة الأمريكية باكارد بتطوير نظام تكييف هواء فعال.
ظهور شركة باكارد التي لها الفضل في تقديم المكيف
أنتجت شركة باكارد موتور السيارات بين عامي 1899 و1956 وكانت علامة تجارية رائدة للسيارات الأمريكية. تأسست الشركة على يد جيمس وارد باكارد، الذي اشترى سيارة وينتون ووجد نفسه عالقًا عندما تعطلت السيارة أثناء رحلتها البرية الأولى. كان باكارد، الذي كان ميكانيكيًا، مستاءً للغاية واشتكى الأمر إلى شركة وينتون. في المقابل، تحدته وينتون لبناء منتج أفضل، لذلك تعاون جيمس مع شقيقه ويليام للقيام بذلك الأمر.
في البداية، قاموا ببناء مركبة ذات اسطوانة واحدة، النموذج A، والتي لاقت نجاحًا كبيرًا. منذ تلك اللحظة، كان الأخوان يهدفان باستمرار إلى الكمال، حيث قاما ببناء الكثير من السيارات التي تمتع بالموثوقية الأمر الذي اثر على نسبة البيع بشكل إيجابي.
عندما بدأت الحرب العالمية الأولى، حولت شركة باكارد تركيزها إلى إنتاج محركات القوارب والطائرات (وقد حدث نفس الشيء بعد ثلاثة عقود، خلال الحرب العالمية الثانية). ولكن في عام 1919، قررت باكارد التنافس في سوق أوسع، وقد أطلقت سيارة كليبر Clipper، التي تم جاءت بسعر منخفض.
تم تجهيز Clipper بجهاز إنذار على خزان الوقود. تصدر صفيرًا أثناء ضخ الوقود، وتتوقف عن الصفير عندما يمتلئ الخزان. إضافة إلى ذلك، تم إخفاء مفصلات أبواب السيارة عن الأنظار. ومن المثير للاهتمام أن كليبر كانت سيارة واسعة جدًا ووفرت مساحة داخلية إضافية وثباتًا أثناء التوجيه، بخاصة أثناء المنعطفات.
في 1940 تم إطلاق سيارة باكارد 180 والتي جاءت مع نظام تكييف مميز. فبعد أن يختار السائق درجة الحرارة المطلوبة، يقوم نظام تكييف الهواء بتبريد أو تسخين الهواء في السيارة إلى المستوى المحدد، ثم يقوم بتجفيف الهواء البارد وتصفيته لخلق بيئة مريحة. الجدير بالذكر أن هذا الابتكار نال استحسانًا واسع النطاق في في المعرض الوطني الأربعين للسيارات في شيكاغو.
في حين أن كليبر كانت مهمة في وقتها، لكن انخفضت مبيعاتها خلال الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، وفي عام 1953، خسرت باكارد الصفقة مع شركة بريجز للتصنيع، الشركة التي أنتجت هياكل سياراتهم. وبحلول نهاية الستينيات، كانت باكارد قد توقفت عن العمل.
ما بعد باكارد
في عام 1953، تم تجهيز ما يقرب من 30 ألف سيارة بنظام تكييف الهواء المركب في المصنع. قام قسم Harrison Radiator في شركة جنرال موتورز بتطوير نظام تكييف هواء يمكن تركيبه تحت غطاء المحرك، وهو أمر جديد تمامًا. خلال العقد التالي، بدأ المزيد والمزيد من شركات صناعة السيارات في تقديم تكييف الهواء كخيار، بما في ذلك شيفروليه، وفورد، ودودج، وبليموث.
ومع استمرار ارتفاع الطلب على مكيفات الهواء، ارتفعت نسبة السيارات الجديدة المجهزة بمكيفات الهواء. وبحلول عام 1969، كان أكثر من نصف السيارات الجديدة المباعة مجهزة بتكييف الهواء. ولكن في حين استمر الطلب في النمو، كانت شركات صناعة السيارات تتنافس بهدوء مع بعضها البعض لتحسين النظام، في محاولة لجعله أكثر هدوءً وأكثر موثوقية بالنسبة للمستهلكين.
خلال السبعينيات، شكلت قضية طبقة الأوزون تطورًا جديدًا في ما خص تكييف هواء السيارات. فقد تم حظر سائل التبريد R12 بالكامل واستبداله بـ R134a. علاوة على ذلك، تم إجراء الكثير من الدراسات على مر السنين لإثبات ما إذا كان تكييف الهواء يساهم في فقدان الوقود في السيارة أم لا.
اقرأ أيضاً: صيانة التكييف خطواتك لمعرفة سبب المشكلة وكيفية حلها