تُعتبر السيارات الكلاسيكية القديمة والغريبة من الأبرز في العالم، لا سيما وأن الناس اليوم يبحثون عنها في كل البلدان ولعل أبرزها سيارة فورد بينتو والتي تعتبر واحدة من أخطر السيارات التي يمكن امتلاكها، ولكن هل لهذا الخوف أي مبرر؟
السيارة المنكوبة
أين سيكون العالم من دون فورد؟ لقد منحتنا شركة السيارات الأمريكية الكثير والكثير من السيارات التي أصبحت الآن أسماء مألوفة. لقد ساعدت السيارات التي ابتكرتها شركة فورد في تشكيل مسار صناعة السيارات الأمريكية، كما أنه إذا كنت تتخيل سيارة عضلية في عقلك، فمن المرجح أنها ستكون سيارة فورد موستنج، أما ولو خطر في بالك واحدة من أفضل سيارات الهاتشباك، بالتأكيد إنها فورد فييستا. لكن وإلى جانب التأثير الكبير الذي حصدته سياراتها، قدمت فورد سيارة منكوبة وهي بينتو.
أصبحت سيارة Pinto من فورد إلى حد ما أسطورة في عالم السيارات، ولكن ليس بطريقة جيدة. الدراما والأحداث الكابوسية التي كانت هذه السيارة جزءًا منها جعلت من السيارة تروي لنا قصة مخيفة، علما إنه تشتهر هذه السيارات الصغيرة المدمجة بالكثير من مشكلات السلامة.
خلفية فورد بينتو
في الستينيات من القرن الماضي، قدم صانعو السيارات اليابانيون والأوروبيون الكثير من المنتجات المميزة لذلك قرر الأمريكيون أن يقوموا بعمل مزدوج لذلك ارتأت فورد منافسة هؤلاء وقد احتاجت إلى سيارة يمكنها منافسة مركبات أخرى مثل فولكس واجن بيتل وداتسون 510، وهكذا، بدأ إنشاء سيارة فورد بينتو.
بدأت فورد بينتو حياتها كفكرة في عام 1967، لأن شركة فورد أرادت إنتاج سيارة خفيفة الوزن يقل وزنها عن 900 كيلوغرام. هذا وشهدت سيارة فورد بينتو إنجازًا سريعًا في 25 شهرًا، والذي أصبح رقمًا قياسيًا في ذلك الوقت. كما أنه وعندما أصدرت شركة فورد أول سيارة صغيرة الحجم في شكل بينتو، كان سعر الطراز الأساسي هو 1850 دولارًا، وقد أدى انخفاض سعر Pinto إلى تقويض الكثير من المنافسة. وتم إنتاج سيارة فورد الجديدة من عام 1971 إلى عام 1980، وكانت متوفرة كسيارة فاست باك ذات ببابين، أو ستايشن واغن ببابين، أو هاتشباك بثلاثة.
مخاطر فورد بينتو
مع التاريخ الذي تمتلكه فورد Pinto، لن تخمن أبدًا أن أكثر من ثلاثة ملايين وحدة غادرت خط المصنع أثناء فترة التشغيل. إن الكشف عن مشاكل Ford Pinto كاد أن يضر بسمعة شركة فورد بشكل كبير. كان الجدل الكبير الذي طال السيارة يتعلق بنظام الوقود المعيب الذي فتح الباب أمام الدعاوى القضائية، مما أدى إلى تشويه صورة سيارة بينتو إلى الأبد. إن وضع نظام الوقود بالقرب من النهاية الخلفية للسيارة، جعل تلك الأخيرة عرضة للحرائق والانفجارات المحتملة جرء الاصطدامات، ولسوء الحظ أدت هذه المشكلة في السيارة إلى ظهور عدد لا بأس به من الوفيات.
كانت المشكلة مع نظام الوقود كبيرة بما يكفي لتبرير التغييرات التي طالت السيارة والتي أيضاً أدت إلى بعض اختبارات التصادم الخلفية التي تبلغ 20 ميل/ الساعة (32 كلم/ الساعة). كما وتم اقتراح معايير أكثر صرامة للمكان الذي يجب أن يكون فيه نظام الوقود. في حين أن وضع نظام الوقود في فورد بينتو لم يكن غريبًا على الإطلاق بالنسبة للسيارات في ذلك الوقت، إلا أن تسرب الوقود منه وبسرعات أقل جعلت المشكلة مميتة. هذا وأظهر الإنتاج المتسارع لسيارة فورد بينتو بعض المشكلات الاخرى مثل الجودة الرديئة والركوب المتواضع، كما وجاءت إحدى الشكاوى حول جودة السيارة من المقاعد غير المريحة.
في حين أن فورد بينتو لا تزال مرعبة حتى بعد عقود، إلا أن شركة فورد العالمية حسّنت من مكانتها في عالم السيارات في السنوات التي تلت ذلك، فضلاً عن أنه قدمت باقة من المركبات الآمنة التي من الممتع قيادتها لاسيما سيارتها موستنج المميزة.
اقرأ أيضاً: اليكم ابرز الفوارق بين كل من مرسيدس بنز اس كلاس 2020 و2023