في عام 1971 كانت السيارات القوية قد بدأت في التلاشي، وكان صانعو السيارات الأمريكيون يتصارعون مع لوائح أكثر صرامة بشأن الانبعاثات. ومع ذلك، وسط هذا المشهد المتغير، تجرأت بونتياك على هذا الواقع بسيارة بيجاسوس، وهي سيارة رائعة تحدت كل التوقعات.
السر المفاجئ
بحلول عام 1970، كانت سيارة فايربيرد تجوب الشوارع لمدة ثلاث سنوات. وبعد أن تم توفيرها مع مجموعة مختارة من المحركات ذات الستة والثماني أسطوانات، بدأت بونتياك تتساءل عما إذا كانت السيارة قادرة على فعل المزيد، لذلك طلبت من مصمم جنرال موتورز ميتشل أن يأتي بشيء خاص.
لم تكن بيغاسوس جديدة تمامًا فقد كانت مبنية على سيارة بونتياك فايربيرد عام 1970، وهي سيارة عضلية شهيرة معروفة بخطوطها الأنيقة ومحركاتها القوية. ومع ذلك، تحت غطاء سيارة بيجاسوس كان هناك سر مفاجئ، اذ زودت بمحرك سيارة فيراري 365 GTB/4 مؤلف من 12 اسطوانة. عكست هذه الخطوة الجريئة إعجاب رئيس التصميم في جنرال موتورز ويليام "بيل" ميتشل بجماليات فيراري ورغبته في مشاركتها براعة بونتياك الهندسية.
إنها رائعة حقاً
جاء الإلهام الأولي لميتشل لسيارة بيغاسوس من رسم تخطيطي قام به خبير التصميم في شيفروليه جيري بالمر. لقد رسم بالمر تصوره لما سيبدو عليه التقاطع بين سيارة كامارو وسيارة فيراري 250 تيستا روسا المذهلة.
لم يكن الأمور المميز في بونتياك بيغاسوس هو المحرك فقط، فقد استعان فريق التصميم الذي صنع السيارة بشكل كبير بلغة تصميم فيراري، لذلك تحمل الشبكة الأمامية وفتحات التهوئة تشابهًا مذهلاً مع سيارات فيراري، بينما احتفظت الصورة الظلية الشاملة بطابع فايربيرد الرياضي. إضافة إلى ما ذكرنا، يعكس التصميم الداخلي هذا التجانس، حيث تتميز السيارة بعدادات Veglia Borletti المأخوذ من فيراري والذي تناسق مع تصميم داخلي جلدي مخصص.
هذا وتم الحصول على عجلات سلكية من طراز Borrani لتكمل التصميم المذهل لسيارة Pegasus، في حين تم استعارة مكابح قرصية متقدمة على العجلات الأربع من سيارة كورفيت الرياضية من جنرال موتورز، وقد حصلت السيارة على طلاء باللون الأحمر الداكن مع خطوط ذهبية متنوعة.
شقيقة سيارات فيراري
على الرغم من أنها شقيقة لسيارات فيراري المثيرة للإعجاب، إلا أن بونتياك بيغاسوس لم تكن مخصصة للإنتاج أبدًا. لقد كانت بمثابة دراسة تتعلق بالتصميم حيث عرضت رؤية بونتياك التصميمية وقدراتها الهندسية، ومع ذلك، ترك بيغاسوس بصماتها على عالم السيارات. وجدت بعض إشارات التصميم من بيجاسوس، مثل الزجاج الخلفي الملتف، طريقها إلى نماذج فايربيرد المستقبلية، كما وجسدت السيارة رغبة بونتياك في التجربة ودفع الحدود، حتى خلال فترات صعبة.
لا تزال الأسباب الكامنة وراء نقص إنتاج بيغاسوس غير واضحة. يتكهن البعض أن الأمر يتعلق بالتكلفة، بينما يشير آخرون إلى أنها لا تتناسب مع اتجاهات السوق المتغيرة. وبغض النظر عن ذلك، تبقى سيارة بونتياك بيغاسوس بمثابة مركبة مثيرة للاهتمام في تاريخ السيارات، بالرغم من أن البعض تساءل إن كان يمكن لسيارة رياضية أمريكية تعمل بمحرك فيراري أن تكون ناجحة.
أين السيارة اليوم؟
قاد ميتشل السيارة بانتظام بعد الانتهاء من بنائها في عام 1971، بل وأخذ السيارة معه بعد تقاعده من جنرال موتورز، وقد احتفظ بملكيتها حتى وفاته في عام 1988، حيث أعيدت بعد ذلك إلى جنرال موتورز ووضعتها في مجموعتها التراثية.
تعد سيارة بونتياك بيجاسوس بمثابة تذكير بقوة التصميم الجريء وإمكانية التعاون بين العلامات التجارية، كما وتركت السيارة بصمتها على لغة تصميم بونتياك، وهي تستمر في إلهام عشاق السيارات اليوم.
اقرأ أيضاً: سيارات مستقبلية ظهرت في فترة الخمسينيات ما تزال آسرة حتى اليوم