على الرغم من أن سوق السيارات الكهربائية في الشرق الأوسط لا يزال في بدايته، إلا أن طرح هذا النوع من السيارات على مستوى العالم يسرع من اعتمادها في المنطقة، كما وتتوقع دراسة جديدة أجرتها شركة Goldman Sachs أن تشكل المركبات الكهربائية حوالي نصف مبيعات السيارات الجديدة في كل أنحاء العالم بحلول عام 2035. ماذا عن مدننا؟ ماذا عن شوارع الرياض وجدة والدمام ودبي وغيرها؟ وهل بدأ العداد في الارتفاع؟
كل الأمور تشير إلى التوجه نحو الطاقة المستدامة
ومع زيادة المنافسة والحوافز الحكومية وانخفاض أسعار المنتجات ومكونات السيارات المتعلقة بالبطاريات، سوف يرتفع الاقبال على المركبات الصديقة للبيئة، مما يجعل السيارات الكهربائية ميسورة التكلفة، هذا وسوف تزداد احتمالية أن تصبح بعض الطرازات زهيدة الثمن مثل السيارات المزودة بمحركات ICE قبل نهاية العام.
وبينما تقود شركة تسلا التابعة لإيلون ماسك سوق السيارات الكهربائية في الشرق الأوسط في الوقت الحالي، ظهرت الكثير من السيارات الكهربائية الاخرى التي يمكن الاعتماد عليها مثل سيارة ام جي زد اس، ورينو زوي إي تاك، ورينو أكس سي 40 الكهربائية وغيرها من السيارات الاخرى.
إن التركيز المتزايد على تبني السيارات الكهربائية، وتحديداً في دول الخليج العربي، مدفوع إلى حد كبير بالالتزامات الوطنية لتسريع الانتقال من الوقود إلى مصادر الطاقة المتجددة. ومع ذلك، لن يحدث هذا التحول بين عشية وضحاها، حيث لا تزال دول الخليج بحاجة إلى زيادة كبيرة في عدد محطات الشحن المتاحة لهذه المركبات الجديدة، وذلك بهدف منحها نطاقًا كافيًا.
ماذا عن دولة الامارات؟
ووفقًا لشركة Mordor Intelligence، بلغت قيمة سوق السيارات الكهربائية في الشرق الأوسط وأفريقيا 40.25 مليون دولار في عام 2021، ومن المتوقع أن تصل إلى 93.10 مليون دولار بحلول عام 2027. فبعد فترة كورونا، انتعشت مبيعات السيارات العديمة الانبعاثات في جميع أنحاء العالم، حيث تضاعفت في عام 2021 عن العام السابق.
أما في العام 2022، زادت المبيعات العالمية للمركبات الكهربائية بشكل لافت، وقد تم بيع مليوني سيارة في الربع الأول فقط. لكن وفي هذا العام، من المتوقع أن تصل عائدات سوق السيارات الكهربائية إلى 322.50 مليون دولار.
في الوقت الحالي، تشكل المركبات الصديقة للبيئة أو الهجينة حوالي 50 بالمائة من أسطول سيارات الأجرة التابع لهيئة الطرق والمواصلات في دبي وقد تم إطلاق خطة مدتها خمس سنوات لاستخدام سيارات الأجرة الهجينة أو الكهربائية أو التي تعمل بالطاقة الهيدروجينية فقط على طرق الإمارة بحلول عام 2027، هذا وتعتبر السيارات الكهربائية مركبات جيدة وهي تعتمد على عدد أقل من الأجزاء المتحركة مقارنة بسيارات محرك الاحتراق الداخلي، والتي لديها تتعرض للأعطال بشكل كبير. في الوقت الحالي، هناك حوالي 325 محطة شحن للسيارات الكهربائية في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة وهي تلبي أقل من 1 في المائة من كل المركبات المسجلة في الدولة. ومع ذلك، يُعتقد أن عدد المركبات الكهربائية على الطريق سيرتفع خلال العامين المقبلين.
يمكن أن تتحول السيارات في السعودية إلى كهربائية
ومع توقع وصول إجمالي الاستثمارات السعودية في إنتاج السيارات الكهربائية إلى 50 مليار دولار على مدى العقد المقبل، يمكن أن تصبح 30 في المائة على الأقل من المركبات على الطريق في الرياض ستكون كهربائية في السنوات السبع المقبلة.
لدى الجمهور السعودي انجذاب قوي لسياراتهم. قال متحدث باسم Ceer، أول علامة تجارية محلية للسيارات في المملكة العربية السعودية، لموقع Arab News أنه هناك الكثير من الحماس للسيارات الكلاسيكية في المملكة، إلا أنه أكد أن السعوديين "لديهم أيضًا تقارب قوي مع التكنولوجيا"، وبالتالي، سوف يتطلعون إلى تبني مفاهيم جديدة في ما خص عالم السيارات.
وقال المتحدث: "يمكنك العثور على سيارات كهربائية تعمل بالبطاريات في شوارع الدمام وجدة والرياض على الرغم من أن الكثير من العلامات التجارية لا تبيع السيارات الكهربائية بشكل رسمي في المملكة العربية السعودية اليوم، وذلك بفضل زيادة الوعي بالموضوعات المتعلقة بالاستدامة".
الأهم هو رغبة المستهلكين
لدعم الانتقال من محركات البنزين التقليدية إلى التنقل الكهربائي، يعتقد محمد شاهين، رئيس مجموعة المملكة العربية السعودية واليمن في شركة شنايدر إلكتريك، أن وجود بنية تحتية قوية لإدارة الطاقة أمر ضروري، مشيراً إلى أن الشاحن الذكي EVlink الذي تم إطلاقه في المنطقة العام الماضي هو مجرد واحد من العديد من منتجات الجيل التالي التي ستساعد في زيادة السيارات الكهربائية.
ومع ذلك، وعلى الرغم من الاستعداد العام المتزايد لاعتماد السيارات الكهربائية في المنطقة، فإن العامل الحاسم في النهاية هو رغبة المستهلكين في استبدال سياراتهم التي تعمل بالبنزين بخيار كهربائي، لاسيما وأن الاستطلاعات تظهر أن الناس يبحثون عن الموثوقية والراحة التي اعتادوا عليها في المحركات التقليدية.
لكن ومع انخفاض أسعار المركبات الكهربائية وزيادة أسعار البنزين، يمكن أن يكون هناك تحول أساسي في السوق. بصرف النظر عن أسعار الوقود، تتمتع المركبات الكهربائية عمومًا بقيمة إعادة بيع قوية، وهذا هو السبب في أن المزيد من الناس ينظرون إليها على أنها استثمار مفيد جداً. فهل ستصبح نسبة السيارات الكهربائية في السعودية مرتفعة، أم أن الناس سوف يبقون على مركباتهم التي تعمل بالوقود؟
اقرأ أيضاً: قصة صورة: هل انتقم ملك هندي من رولز رويس وجعلها سيارة تجمع النفايات؟