لطالما تفاخرت جمهورية سنغافورة بكونها واحدة من الدول في العالم التي تكافح الفساد. لكن وفي بداية العام 2024 استقال وزير النقل س. إيسواران بعد اتهامه بالفساد، حسبما ذكرت شبكة سي إن إن، حيث ظهرت أخبار تفيد بأنه تلقى هدايا من الملياردير الماليزي أونج بينج سينج، الذي ساعد في جلب الفورمولا 1 إلى سنغافورة والذي يعمل كمساهم وحيد في هذه الجائزة الكبرى. لكن في الوقت الحالي، تصر سنغافورة على أن السباق القادم في سبتمبر من العام الجاري سيستمر كما هو مخطط له.
آخر قضية فساد حصلت في العام 1986
من أجل إبعاد الفساد عن مسؤوليها، تدفع سنغافورة لوزراء حكومتها مبالغ مالية ضخمة، أي أكثر من 800 ألف دولار سنوياً، وفقا لتقارير سي إن إن، كما أن آخر فضيحة فساد تورط فيها أحد الوزراء حدثت في عام 1986، مما أكسب هذه الدولة الآسيوية سمعت ممتازة في ما خص مكافحة الفساد، وهذا يجعل الفضيحة التي ذكرناها في المقدمة أكثر إثارة للصدمة.
تلقى إسواران هدية تعادل ما يقرب من 119 ألف دولار على شكل رشاوى من أونج بينج سينج، كما ويواجه إسواران 27 تهمة، من بينها الفساد وعرقلة العدالة.
هذا وقال إسواران في بيان: "لقد استقلت من منصب وزير في مجلس الوزراء وعضو في البرلمان وعضو في حزب العمل الشعبي لأنني أعتقد أن هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به"، مضيفاً: "كانت الأشهر الماضية صعبة للغاية بالنسبة لي ولعائلتي. أنا بريء وسأركز الآن على تبرئة اسمي".
حتى العام 2028
إحدى المشكلات الكبيرة هنا هي أن إسواران عمل كمستشار لأونج، الذي نظم سباق الجائزة الكبرى. وفي حين أنه تم القبض على الطرفين في يوليو من عام 2023، إلا أنه تم إطلاق سراحهما لاحقًا بكفالة. وعلى الرغم من ذلك، لم يتعرض أونج لأي إجراء قانوني حالي، بينما ستقرر سنغافورة الاستمرار بالاتهامات الموجهة له بناءً على نتيجة محاكمة إسواران.
بعد كل ما قيل، لا يزال من المقرر إقامة سباق الجائزة الكبرى في شهر سبتمبر من العام الجاري. فيما يتعلق بجائزة سنغافورة الكبرى، جرى الاتفاق على استمرار هذا الحدث حتى عام 2028. هذا وتجدر الاشارة أيضاً إلى أن وزارة التجارة والصناعة السنغافورية مقتنعة حاليًا بأن تنظيم الحدث قد تم بشكل قانوني.
ماذا حدث في 2008؟
يبدو أن حلبة سنغافورة تجذب الفضائح. ففي عالم الفورمولا 1، يرتبط عام 2008 بفضيحة هزت الرياضة الميكانيكية. في سباق الجائزة الكبرى في سنغافورة، قام سائق رينو نيلسون بيكيه جونيور بتحطيم سيارته عمدًا، مما أدى إلى تشغيل سيارة الأمان التي ساعدت زميله في الفريق، فرناندو ألونسو. ألونسو، الذي توقف في وقت سابق في محطة الصيانة، تقدم إلى الصدارة بينما كان الآخرون عالقين خلف سيارة الأمان، وحقق فوزًا مثيرًا للجدل.
هذه القضية لا يمكن لأحد أن ينساها لأنه كان بالامكان أن تؤثر على نتائج البطولة في نهاية الموسم حيث خسر فيليبي ماسا اللقب لصالح لويس هاميلتون بفارق نقطة.
اقرأ أيضاً: لماذا يخضع سائقو الفورمولا 1 لتمارين مكثفة تطال عنقهم؟