هل تحب فعاليات السيارات ونواديها ومناسباتها؟ أنا عن نفسي أحبها كثيراً. وأكثر ما أحبه أيضاً هو عندما يتقيد مالكو سيارات من علامة تجارية معينة بتقاليد غريبة وطريفة. خذ مالكي سيارات جيب كمثال: لديهم تقليد طريف جداً، وهو التلويح لبعضهم البعض عندما يرى سائق سيارة جيب سائقاً آخرًا في سيارة جيب أخرى. ويعتبر بعض مالكو سيارة جيب هذا تقليداً مهماً جداً، بالأخص مالكو سيارات جيب القدامى. وإذا لم تردّ السلام، أو إذا لم تلوّح من الأساس، يعتبره البعض منهم قلة أدب! إنه حقاً تقليد طريف، أليس كذلك؟
هناك تقليد آخر أيضاً، وهو وضع بطة في جيب! نعم، كما قرأت تماماً، وضع بطة. ألا ترغب الآن في معرفة قصة البطة؟ تعال ندخل معاً في بحر تفاصيل القصة الغريبة. وإذا كنت تمتلك سيارة جيب، فأقترح أن تضع أيضاً بطة في سيارة مالك جيب آخر.
القصة وراء وضع البطة في سيارات جيب
آليسون بارلمنت هو اسم الفتاة المسؤولة عن انتشار قصة البطة بين مالكي سيارات جيب. دعني أخبرك قصتها. في خلال أزمة كورونا، قررت صديقتنا آليسون السفر من كندا، حيث كانت تقطن، لرؤية عائلتها وأصدقائها في شمال الولايات المتحدة، في مقاطعة أونتاريو تحديداً. وكانت آليسون تسافر بسيارتها الخاصة جيب رانجلر، ولكنها واجهت أمراً محزناً لم تتوقعه في طريقها إلى منزل والديها. إذ كانت تتوقع ترحيباً حاراً، لكنها تلقت هجوماً حاداً من سكان الولايات المتحدة.
فعندما توقفت لتملأ خزان وقود سيارتها في أحد المحطات، نظر إليها أحد المواطنين باشمئزاز، وأخذ يشتمها ويقول لها: "أيتها المواطنة القذرة، أنت تنشرين الوباء في بلادنا! إذهبي من هنا!" حتى أنه دفع آليسون نحو سيارتها بوحشية! حزنت آليسون كثيراً، وذهبت لتعبئة الوقود في محطة أخرى…
كيف بدأ وضع البطات في جيب
أصيبت آليسون بإحباط كبير، وقادت جيب رانجلر 2018 الخاص بها. ولم تشعر بأنها مرحب بها، واتصلت بصديقتها، ثم سألتها: "هل هكذا ستكون رحلتي بينما أنا متوجهة نحو المنزل؟". إلا أن الصديقة أقنعت آليسون بإكمال رحلتها، وعندما وصلت آليسون، كانت حزينة جداً، وقررت أنها لم ترد الخروج من المنزل أبداً، ولا الاستمتاع بوقتها.
ولكن مرة أخرى، نجحت صديقتها في دعمها نفسياً ورفع معنوياتها وإقناعها بإمضاء وقت رائع والخروج. وهنا تبدأ قصة البطة فعلاً، إذ أرادت آليسون أن ترد الجميل لصديقتها التي كانت تدعمها وتشعرها بالتحسن. فقررت التوقف في محل تجاري، وشراء بطات مطاطية لصديقتها لتخفيها في زوايا المنزل بدافع اللعب والتسلية. ولكن في طريقها إلى خارج المتجر، رأت سيارة جيب مثل سيارتها. ومن لطفها، كتبت على أحدى البطات المطاطية التي اشترتها "سيارة جميلة"، ووضعتها داخل السيارة. وشاءت الصدف أن يراها مالك السيارة تقوم بذلك، فضحك جداً وفرح لرؤية البطة وما كُتب عليها. ثم قال لآليسون:"عليك أن تأخذي لها صورة وتنشريها على مواقع التواصل الإجتماعي!".
هنا تغيرت حياة آليسون
وهكذا تغيرت حياة آليسون بشكل مفاجئ لتصبح فتاة مشهورة للغاية: "فتاة جيب المشهورة". إذ قررت آليسون فعلاً أن تنشر الصورة، وأنشأت مجموعة على الفيسبوك، وقررت أن تدور في المدينة على سيارات جيب وتضع في كل واحدة بطة مطاطية صغيرة. إلا أن توقعات آليسون كانت بأن الفكرة ستنتشر في المدينة، ثم تختفي بعد مدة.
ولكن ما لم تتوقعه هو انتشار الفكرة عالمياً حتى تصبح تقليداً بين مالكي جيب! إذ عندما أنشأت مجموعة الفيسبوك، ونشرت صور البطات في سيارات جيب، سرعان ما أصبح لديها 10 آلاف متابع في غضون أسابيع! ثم بدأت الفكرة تنتشر في مدن أخرى، وولايات أخرى، حتى أصبحت تطال البلدان المجاورة، مثل كندا والمكسيك.
وفي ليلة وضحاها، أصبحت آليسون فتاة جيب المشهورة، وأضحت فكرتها عالمية. إذ في يوم ما، رأت آليسون صوراً لبطات مطاطية في سيارات جيب في اليابان، وألمانيا، وأنحاء أوروبا. وأصبحت الفكرة أيضاً تقليداً في تجمعات سيارات جيب، فأضحى المالكون يضعون لبعضهم في السيارات بطات مطاطية ويكتبون عليها جملاً تحفيزية. وقالت آليسون إنها تجمعها وتسعد بها، كما أنها لم تتوقع يوماً أن تنتشر فكرتها بهذه الطريقة، وتصبح هي مشهورة جيب.
اقرأ أيضاًً: ماذا تعني كلمة "Mistral" في احدث إصدار لبوجاتي؟