تأتي سيارات الفورمولا 1 بميزة الدفع الخلفي، على الرغم من وجود عدد قليل من السيارات التي قامت بتجربة نظام الدفع الرباعي خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. أضف إلى ذلك أن أنظمة الدفع الرباعي غير قانونية في الفورمولا 1، إلا أنه هناك أسبابًا أخرى خارجة عن قواعد الرياضة تجعل الفرق لا ترغب في استخدام الدفع الرباعي.
مقدار الوزن الزائد
أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع فرق الفورمولا 1 لاستخدام الدفع بالعجلات الخلفية في الوقت الحالي هو مقدار الوزن الزائد الذي تضيفه أنظمة الدفع بالعجلات الأربعة إلى السيارة.
أصبحت سيارات الفورمولا واحد أثقل وأثقل على مر السنين، لكن الفرق لا تزال لا ترغب التخلص من الأوزان الإضافية وغير الضرورية. كما أنه ونظرًا لأن أنظمة الدفع الخلفي تحتاج إلى تشغيل عجلتين فقط، فيمكن أن تكون أخف وزنًا إلى حد كبير.
إضافة إلى ما ذكرنا، الإطارات الموجودة في الناحية الأمامية لسيارة الفورمولا 1 أصغر بكثير من الإطارات الموجودة في الخلف. يتيح هذا الاختلاف لسيارة الفورمولا 1 إمكانية الانعطاف بشكل أفضل. تعتبر الإطارات الصغيرة الموجودة في مقدمة السيارة أفضل للتوجيه، كما وتعد الإطارات الأكبر حجمًا في الجزء الخلفي من السيارة مثالية لنقل الطاقة من المحرك إلى المسار، وهذا ممكن حقًا فقط مع نظام الدفع الخلفي، خصوصاً وأن ميزة الدفع الرباعي تحتاج إلى أن تكون العجلات الأمامية والخلفية بنفس الحجم.
ماذا عن القانون؟
عند السباق في الظروف الرطبة، سيتفوق نظام الدفع الرباعي على الدفع الخلفي. إن الجر الإضافي الذي تكتسبه السيارة من تشغيل العجلات الأربع يكون ملحوظًا للغاية عندما تكون ظروف المسار رطبة. ومع ذلك، عندما يصبح الطقس صافيًا، ستتلاشى هذه الميزة مع ظهور الوزن الزائد للسيارة مرة أخرى.
من غير القانوني للفرق استخدام نظام الدفع الرباعي، فقد حظره الاتحاد الدولي للسيارات في عام 1982. ومع ذلك، توصلت الفرق بالفعل إلى أنه لا توجد فائدة من تجهيز سياراتهم بأنظمة الدفع الرباعي، لأنها كانت ثقيلة جدًا ومعقدة من الناحية الفنية.
سيارات الفورمولا 1 هي سيارات ذات دفع خلفي لأنها أفضل نظام للحصول على أقصى قدر من الأداء والموثوقية. مع اختلاف أحجام العجلات، والحاجة إلى خفض الوزن، والتركيز على الموثوقية، يتفوق نظام الدفع الخلفي بشكل كبير على نظام الدفع الرباعي في سيارات الفورمولا 1.
تعالوا نعود إلى الماضي
يُنظر إلى سيارات الفورمولا 1 على أنها تجسيد للسرعة، هذا وتقوم الفرق كل عام بجلب تطورات جديدة للحصول على أفضل أداء. وهنا فقط التطورات التي أثبتت نجاحها هي تلك التي يتم الاحتفاظ بها.
عندما تمت تجربة أنظمة الدفع الرباعي خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، أظهرت هذه العملية للفرق مدى الفائدة القليلة التي تقدمها، لاسيما وأن أنظمة الدفع الرباعي تعتبر ثقيلة جدًا مقارنة بأنظمة الدفع الخلفي (الدفع الرباعي قد يزيد حوالى 20% من وزن السيارة).
إذاً كانت هناك فرق فورمولا 1 استخدمت سيارات الدفع الرباعي. وطوال المرحلة التجريبية لهذا النظام، كانت الفرق التي حاولت تحسينه هي لوتس، وماكلارين، وفيرغسون، وبي آر إم، وماترا، وكوزورث، إلا أنه تم التخلي عن معظم مشاريع الدفع الرباعي بسبب مقدار الوزن الذي كان على السيارة تحمله.
إلى جانب ما ذكرنا، إن الموثوقية هي واحدة من أهم الأشياء لفرق الفورمولا 1. إذا كانت السيارة سريعة جداً على المضمار ولكنها لا تستطيع الوصول إلى نهاية السباق دون أن يتعطل المحرك، فهذا أمر غير مفيد. هذا وتعتبر أنظمة الدفع الرباعي أكثر تعقيدًا من الدفع بالعجلات الخلفية ما يعني أنها يمكن ان تكون عرضة للمشكلات.
اقرأ أيضاً: أول سباق فورمولا 1.. من مطار عسكري إلى حلبة سباقات دولية