صحيح أن السيارات باتت الوسيلة الأساسية للتنقلات اليومية، إلا أن هذه العربة المدولبة لها تاريخ حافل بالاحداث الغريبة، فعل أنت على دراية بأن سيارةً أشعلت حرب عالمية؟ تم التقاط الصورة الأساسية لمقالنا في 8 يونيو 1914 في سراييفو، البوسنة وهي تظهر أرشيدوق النمسا فراناس فرديناند وزوجته دوقة هوهنبرغ، أثناء مغادرتهما دار البلدية في سيارة، قبل لحظات قليلة من اغتيالهما، ويعتقد أن الحادث كان العامل الرئيسي في تصاعد التوتر في جميع أنحاء أوروبا وفي نهاية المطاف اندلاع الحرب العالمية الأولى.
السيارة الملكية
في مطلع القرن العشرين، قامت شركة Gräf & Stift ببناء بعض من السيارات الفاخرة والأكثر تميزًا في العالم، كما أن واحدة منها شاركت في اغتيال الأرشيدوق فرانتس فرديناند الأمر الذي أشعل فتيل الحرب الأكثر عنفًا في العالم حتى تلك اللحظة. لكن المفاجأة إنه إضافة إلى اغتياله، تقول بعض الأخبار أن ثلاثة عشر شخصًا واجهوا نهايات مماثلة في تلك السيارة نفسها.
بقيت Gräf & Stift كشركة مصنعة للنقل حتى عام 2001، حيث أنتجت عددًا من الشاحنات والحافلات، كما أنه في أوائل القرن العشرين، اشتهرت ببناء بعض من أفضل السيارات. أما السيارة التي تتواجد وهي Gräf & Stift Double Phaeton موديل 1910 فقد تم شراؤها من قبل الكونت فرانز فون هاراش، وهو ضابط في فيلق النقل بالجيش النمساوي، وقد تم استخدام الليموزين هذه لنقل فرديناند حول مدينة سراييفو النمساوية المجرية في 28 يونيو 1914.
اندلاع الحرب العالمية الاولى
لكن وفي وقت مبكر من ذاك اليوم، تعرض فرديناند وزوجته صوفي لهجوم من قبل نيديليكو زابرينوفيتش، الذي ألقى قنبلة يدوية على سيارتهما، لكن السائق تمكن من الالتفاف بالسيارة بالرغم من إصابة من كان في الخلف. في هذا الوقت كان جافريلو برينسيب البالغ من العمر تسعة عشر عامًا، وعضوًا في يونغ البوسنة وأحد مجموعة القتلة جالسًا في مقهى في الشارع، وهنا أدرك فرصته، وسار على الطريق وأطلق النار على الارشيدوق وزوجته، فأصاب صوفي بجروح بالغة وقتل فرديناند.
كان اغتيال فرديناند نقطة الانهيار في التوتر بين الدول الأوروبية، وأدى في النهاية إلى نشوب الحرب العالمية الأولى، وهي حرب متعددة الجنسيات أودت في النهاية بحياة 16 مليون شخص، وهي واحدة من أكثر الحروب دموية في تاريخ البشرية.
السيارة المنحوسة
في السنوات الـ 12 التالية، شهدت السيارة 15 مالكًا مختلفًا، كما أنه خلال تلك الفترة تعرضت لحوادث أودت بحياة 13 شخصًا. هذا وأصيب أحد المالكين للسيارة، وهو جنرال نمساوي، بالجنون وتوفي في مصحة. كما أنه وبعد امتلاك السيارة لمدة تسعة أيام فقط، اصطدم المالك الجديد مع اثنين من الفلاحين وبشجرة، فيما انتحر مالك آخر.
القصة تستمر أيضاً، فقد عانى حاكم يوغوسلافيا من أربع حوادث منفصلة مع السيارة، إحداها فقدانه لأحد ذراعيه، لذلك قرر بيع المركبة هذه لصديق والذي تعرضه أيضاً لحادث خطر.
كان آخر مالك للسيارة هو تيبر هيرشفيلد، صاحب مرآب قاد مركبته لحضور حفل زفاف مع خمسة من أصدقائه. خلال القيادة خرجت السيارة عن السيطرة فجأة وتحطمت، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها باستثناء واحد.
سواء اخترت أن تصدق كل هذا الأمر متروك لك، ولكن إليك شيئًا مخيفًا أيضاً يتعلق بالسيارة. كانت السيارة معروضة منذ أكثر من قرن في متحف Heeresgeschichtliches في فيينا. وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لاحظ زائر بريطاني يُدعى بريان بريسلاند تفاصيل في لوحة قيادة Gräf und Stift والتي تأتي كالتالي AIII 118. إضافة إلى كونها سيارة منحوسة، إن سيارة الموت تحمل دائمًا تنبؤًا، ليس عن يوم سراييفو الرهيب الذي شهد بداية الحرب العالمية الأولى، ولكن عن يوم 11 نوفمبر 1918 وهو يوم الهدنة وبالتحديد اليوم الذي انتهت فيه الحرب العالمية الاولى.