نرى في الصورة اعلاه سائق الرالي هانو ميكولا والملاح آرني هيرتز في سيارة أودي كواترو لبطولة العالم للراليات وهي تطير في الهواء والتي حفرت نفسها في وعي جيل كامل.
الجيش له الفضل في ظهور اودي كواترو
هناك جدل حول من التقط الصورة وأين. أودي تقول رالي سانريمو، 1982، في حين يعتقد ميكولا أنه كان في رالي فنلندا عام 1983. تلخص الصورة فترة من هيمنة السباقات التي ساعدت أودي على ترسيخ وتطوير تكنولوجيا الدفع الرباعي. ومثل كل نجاح، كانت لأودي كواترو فترة لا بأس بها من الإعداد.
نشأ نظام الدفع الرباعي من أودي بفضل العقد العسكري الذي أبرمته ألمانيا الغربية في سبعينيات القرن الماضي لشراء سيارة رباعية الدفع تشبه سيارة جيب. وقد تنافست شركات عدة للحصول على العقد، لذلك قدمت فولكس واجن مركبة إيلتيس، ومرسيدس النموذج الأولي الذي من شأنه أن يتطور إلى جي كلاس، وسرعان ما سعت أودي إلى تطبيق نظام الدفع الرباعي على سيارات الركاب.
السائقون شككوا بقدرات السيارة أولاً
تم تطوير سيارة الطريق كواترو وسيارة سباق الرالي في وقت واحد، مع تدخل كبير من ميكولا. هذا وكانت اودي قد اختارت السائق الفنلندي للتواجد خلف عجلة قيادتها بسبب سنوات خبرته وأسلوب القيادة النظيف، وكلاهما يبدو مناسبًا لديناميكيات مخطط كواترو.
أرادت أودي أن يتسابق ميكولا مع السيارة ذات الدفع الأمامي في النصف الأول من عام 1980، قبل أن تصبح السيارة ذات الدفع الرباعي جاهزة. لكن ميكولا، الذي شكك في إمكانية الانتهاء من تصنيع السيارة بهذه السرعة، والتزم بالاختبار فقط في عام 1980، واستمر في القيادة لصالح شركات مصنعة أخرى، لينضم إلى أودي بدوام كامل في عام 1981.
إن نظام الدفع الرباعي كان في ذلك الوقت تقنية غير مثبتة. وبطبيعة الحال، كان سائقو الرالي الآخرون غير واثقين منه ولم يعتقدوا أبدًا أن السيارة ستكون سريعة. واستغرق الأمر عامين قبل أن يدركوا أن هذا هو المستقبل.
انتصارات عدة
وفي هذه الأثناء، كان المستقبل يحتاج إلى بعض العمل. فقد كانت الأعطال المبكرة أمرًا لا مفر منه، لكن أودي كانت مصممة على تحقيق أقصى استفادة من استثماراتها للوصول إلى الهدف المرجو. يقول ميكولا: "لم يسبق لي أن رأيت فريق رالي مرتبطًا جدًا ببناء سيارات الإنتاج".
استخدم فرديناند بيتش، رئيس التطوير الفني في أودي، سباقات الرالي كقاعدة اختبار للتكنولوجيا الجديدة التي لم تكن في الغالب مخصصة للراليات. هذا وكانت سيارات السباق كواترو مناسبة تمامًا للحصى والثلج ولكنها أقل قدرة على المنافسة على الأسفلت بسبب بعض المشاكل في نظام التيربو، حتى تم التخلص من تلك المشكلات في منتصف الثمانينيات.
بعد التخلص من المشكلات، حصلت أودي على سبعة انتصارات في عام 1982 وحصلت على المركز الثاني في أربع مرات في طريقها إلى بطولة المصنعين الأولى لشركة صناعة سيارات ألمانية، كما وفاز ميكولا ببطولة السائقين في العام التالي.
السيارة الأهم لدى أودي
بحلول نهاية عام 1982، كشفت أودي عن طرازها 80، وهو أول دفعة كبيرة للشركة تعتمد على دفع الرباعي في سيارة إنتاجية، في حين كانت سيارة كواترو كوبيه نموذجًا منخفض العدد نسبيًا، حيث تم تصنيع 11.452 سيارة فقط على مدى 11 عامًا. هذا وواصلت أودي تحقيق المزيد من النجاح في السباقات مع فوز سائق WRC والشركة المصنعة في عام 1984.
إن نجاح اودي كواترو في بطولة العالم للراليات هو أحد أسباب ازدهار سباقات الدفع الرباعي اليوم. لقد ساعدت في إنشاء سوق للسيارات ذات الدفع الرباعي التي حولت العلامة التجارية الألمانية التي كانت خاملة سابقًا إلى لاعب قوي في عالم المحركات والسباقات.
اقرأ أيضاً: قصة صورة أول موستنج بيعت في العالم.. عن طريق الخطأ