في عالم تصميم السيارات المتطور باستمرار، تجذب بعض التصاميم الخيالية انتباهنا أكثر من غيرها. سيارة فورد GT80 الاختبارية لعام 1978، من إبداع مصمم الديناميكية الهوائية الأسطورة لويجي كولاني، هي واحدة من هذه الإبداعات الرؤيوية. على الرغم من عدم وصولها إلى مرحلة الإنتاج، إلا أن هذه السيارة الاختبارية غير التقليدية تُعدّ لمحة رائعة عن مستقبل كان يمكن أن يكون.
تصميم السيارة ثوري
إذاً، بينما قامت شركة فورد بتمويل وعرض السيارة الاختبارية في معرض فرانكفورت للسيارات عام 1978، كان التصميم نفسه من بنات أفكار لويجي كولاني بالكامل، الذي اشتهر بفلسفة التصميم الديناميكي الحيوي. هذا وكان كولاني يهدف إلى إنشاء سيارة تدمج بين الشكل والوظيفة، ومستوحاة من الأشكال العضوية للطبيعة.
كان تصميم GT80 ثوريًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فقد ابتعدت عن الخطوط الحادة التقليدية لسلفها GT40، لتتباهى بشكلها الناعم والسلس، كما وأشار شكلها العام مع الزجاج الأمامي المائل بشكل حاد، والواجهة الخلفية حادة، إلى أن السيارة سريعة وديناميكية بامتياز. هذا وبدت GT80 مستقبلية بشكل كبير من خلال الأبواب المجنحة القابلة للسحب.
المزايا الميكانيكية
على الرغم من أن GT80 حظيت باهتمام كبير لتصميمها غير التقليدي، إلا أنها لم تكن مجرد فكرة جميلة، لذلك تم تزويدها بمحرك V6 قوي سعة 3.4 لتر من 24 صمامًا، قادرًا على إنتاج قوة 405 حصانًا. قدم هذا المحرك، الذي تم الحصول عليه من Ford Cosworth، أداءً استثنائيًا في تلك الحقبة. أما في ما خص نظام التعليق، فقد تميزت GT80 بنظام تعليق متطور وذلك بهدف توفير قدرة تحكم واستقرار فائقة خلال السرعات العالية.
كانت السيارة أيضاً تحتوي على عجلات وإطارات فورمولا 1، وكان ناقل الحركة عبارة عن علبة تروس يدوية Zf من 5 سرعات، كما وتم تركيب وسادة هوائية في عجلة القيادة، وهو أمر كان فريداً من نوعه في عام 1980.
السيارة خفيفة الوزن
إضافة إلى ما ذكرنا، وعلى الرغم من حجمها الكبير، أعطى كولاني الأولوية للحفاظ على تصميم خفيف الوزن، إذ استخدم مواد متقدمة، مثل الكيفلار، لتحقيق التوازن بين الأداء وكفاءة استهلاك الوقود. كانت سيارة GT80 أغلى من سيارة رولز رويس في ذلك الوقت لأنه، وفقًا لكولاني، تم استخدام أفضل المواد في تصنيعها.
على الرغم من تصميمها المبتكر وميزاتها المتطورة في تلك الفترة، لم تتجاوز فورد GT80 عام 1978 مرحلة التصميم. في النهاية، أعاقت تكلفة الإنتاج المرتفعة للسيارة، إلى جانب تغيرات التصاميم العامة للسيارات في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، تحقيقها. ومع ذلك، يبقى إرث GT80 ذا أهمية كبيرة. إنها بمثابة شهادة على القوة الدائمة للتصميم الرؤيوي والسعي المستمر للابتكار في صناعة السيارات. هذا ويمكن رؤية تأثير السيارة في عناصر التصميم المختلفة لطرازات فورد اللاحقة، مما يسلط الضوء على تأثيرها الدائم.
اقرأ أيضاً: فورد التي تميزت في فيوريس 7.. ما هي قيمتها اليوم؟
