قد يكون الألمان هم الوحيدون الذين قاموا بهندسة عكسية لسيارة فاخرة وتحويلها إلى سيارة مساعدة طبية تم إنتاجها بكميات كبيرة. ففي العام 1937، قدمت مرسيدس سيارتها 320 الفاخرة، والتي قامت بتعديلها أيضاً لتكون بمثابة سيارة إسعاف.
السيارة في الاصل رائعة حقاً
كانت نقطة الانطلاق لهذا المشروع الغريب هي مرسيدس 320، وهي سيارة تم إطلاقها قبل 86 عامًا، وتحديداً في فبراير 1937، وقد توفرت في نسختين من قاعدة العجلات، القاعدة القصيرة بطول 2.88 متر والقاعدة الطويلة بطول 3.3 متر، وبنسخة مكشوفة وأخرى مقفلة. وقد تم تزويد السيارة أيضاً بمحرك سداسي الاسطوانات سعة 3.2 لتر، قادر على توليد قوة 78 حصان و218 نيوتن ميتر من عزم الدوران، وقد اعتبر المحرك حينها مثالي لسيارة اسعاف سريعة.
كان هذا المحرك يعمل بشكل أكثر سلسل وهادئ، مع قابض سهل الاستعمال فضلاً عن أن ناقل الحركة اليدوي الرباعي السرعات كان قويًا بدرجة كافية لمنح السيارة سرعة قصوى على الطريق السريع تبلغ 130 كلم/ الساعة. هذا وكان بالامكان أيضاً دحرجة النوافذ بالكامل، فضلاً عن أن المقاعد كانت مريحة بشكل كبير.
إلى جانب ما ذكرنا تلقت مرسيدس 320 الكثير من الثناء في ما يتعلق بالراحة أثناء التنقلات، بفضل نظام تعليقها المميز. لكن وعلى الجانب السلبي، تم اعتبارها أقل شأنا فيما يتعلق بكبر صندوق الامتعة والمساحة الداخلية وجودة الطلاء والرؤية الأمامية، فالزجاج الأمامي يتكون من قطعتين من الزجاج يفصل بينهما عمود معدني.
جاهزة لنقل المرضى
وبالعودة إلى مرسيدس Typ 320 فهي بالفعل سيارة رائعة وقد قامت شركة Lueg، ببناء جسم سيارة الإسعاف، حيث أقدمت على تمديد السيارة أفقيًا وعموديًا بهدف استقبال المرضى داخلها. يمكن الوصول إلى حجرة الرعاية الطبية من خلال طريقتين، الطريقة الأولى هي إما من خلال الأبواب المزدوجة الخلفية، أما الطريقة الثانية فهي عبر الباب الخلفي الأيمن، كما وتستطيع سيارة الإسعاف هذه نقل مريضين في نفس الوقت.
في المقصورة الداخلية يمكن وضع أو إخلاء نقالة مزدوجة بسرعة من السيارة، ومع ذلك وفي حين أن سيارة الاستجابة الطبية قدمت مقاعد لشخصين في الخلف، كان هناك القليل جدًا من المعدات المنقذة للحياة وهذا أمر كان لا بد من معالجته لاسيما وأن السيارة اعتبرت مركبة اسعاف لنقل المرضى.
هل جاءت مع صفارات انذار؟
إضافة إلى ما ذكرنا، قد نستغرب أيضاً أن مرسيدس Typ 320 لم يكن لديها صفارات إنذار ولا أضواء طوارئ بالرغم من أن هاتان السمتان أصبحتا معياراً ضرورياً في كل سيارة إسعاف تتحرك على الطرقات اليوم. ومع ذلك، كان السائق أيضًا مسعفًا، وبطبيعة الحال، وأثناء وجوده خلف عجلة القيادة، كان كل ما يمكنه فعله للمريض هو مراقبته باستخدام المرآة.
حصلت السيارة على انطباع إيجابي حين ظهرت إلى العلن، إذ شكلت ثورة في مجال المحركات، واليوم تتواجد سيارة الإسعاف المشتقة من سيارة ليموزين في متحف مرسيدس بنز في شتوتغارت، ألمانيا، لذلك لا بد من رؤيتها في حال تواجدتهم هناك يوماً.
اقرأ أيضاً: أبرز الميزات في سيارة بي ام دبليو ام 3 سي اس 2024 الصاروخية