جون كوبر.. المبدع الذي غير مسار سيارات الفورمولا 1

ترك جون نيوتن كوبر، المولود في 17 يوليو 1923 في ساري بإنجلترا، بصمة لا تمحى في عالم رياضة السيارات، كما وكانت حياته ومسيرته المهنية مكرسة للسعي وراء السرعة والابتكار والنجاح على مضمار السباق.

البداية كانت مع والده

جون كوبر

نشأ جون كوبر في عائلة منخرطة بعمق في عالم المحركات، وقد طور شغفًا بالسيارات منذ صغره. كان والده، تشارلز كوبر، مؤسس شركة كوبر كار، هو الذي وضع الأساس لمساعي جون المستقبلية.

في عام 1947، أسس جون ووالده شركة كوبر كار، مع التركيز في البداية على بناء سيارات السباق للفورمولا 3. ظهرت أول سيارة سباق للشركة، كوبر 500، لأول مرة في عام 1948 وكانت بمثابة بداية رحلة رائعة. أثبت التصميم الخفيف والرشيق لسيارة كوبر 500 نجاحاً كبيراً في سباقات الفورمولا 3، مما جعل الشركة قوة لا يستهان بها.

اسم كبير في عالم السباقات

جون كوبر

في عام 1955، خطرت لجون فكرة إنشاء سيارة رياضية بمحرك خلفي. أدى تضييق الهيكل النحيف لسيارات الفورمولا 1 في تلك الفترة إلى السماح لمحرك Coventry Climax بإنتاج تجربة سباق فريدة من نوعها. تم طرح هذا التصميم على سيارات الفورمولا 2 الخاصة بشركة جون ووالده، والتي يمكن أن يسمح تصميمها أيضًا بالترقية إلى الفورمولا 1 إذا لزم الأمر.

بعد عامين من التصميم الأولي، انضم جاك برابهام، الذي سيصبح قريبًا أسطورة السباقات الأسترالية، إلى فريق السباق المتنامي لشركة كوبر، وقد قاد برابهام نسخة سعة 2 لتر من سيارة الفورمولا 2، في بطولة العالم للفورمولا 1. السباق الأول لهذا لزوج كان في جائزة موناكو الكبرى، حيث احتلا المركز السادس. تعجب كثيرون من سيارة كوبر ذات المحرك الخلفي والتي يمكن أن تتحدى سيارات فيراري ومازيراتي والتي كانت موجودة بالفعل على منصة التتويج.

وبعد مرور عام، فاز ستيرلينغ موس بسباق الجائزة الكبرى الأرجنتيني في سيارة كوبر، وقد أصبح هذا الفوز، أول انتصار لسيارة محركها في الخلف. سيفوز موريس ترينتينانت لصالح فريق Cooper-Climax في موناكو في نفس الموسم، متغلبًا على سيارتي فيراري.

مع النجاح الذي حققه، تمكن جون كوبر من إقناع كوفنتري كليماكس ببناء محركات سعة 2.5 لتر من شأنها أن تدفع فريق كوبر إلى بطولتين متتاليتين للفورمولا 1 للصانعين في عامي 1959 و1960، مع فوز جاك برابهام ببطولة السائقين في تلك المناسبات أيضًا. بحلول عام 1962، كانت كل سيارة فورمولا 1 قد وضعت محركاتها في الجزء الخلفي، وهو ما يلخص تأثير جون كوبر وفريقه على رياضة السيارات.

اسم كوبر يظهر إلى جانب سيارات ميني

جون كوبر

امتدت روح جون كوبر المبتكرة إلى ما هو أبعد من المسار. تشمل مساهماته في صناعة السيارات تطوير ما عرف بسيارة ميني كوبر، وهي نسخة معدلة من سيارة اوستن ميني الأصلية التي أصبحت رمزًا للسيارات البريطانية.

كان جون صديقًا لمصمم سيارة ميني الأصلية، Alec Issigonis، وقد اقترح كوبر على شركة British Motor Corporation (BMC) السماح له بإنشاء نسخة معدلة من هذه السيارة. على الرغم من الشك في أنه سيبيع أكثر من 1000 نموذج، إلا أن رئيس BMC، جورج هاريمان، سمح لجون بالمضي قدمًا بمشروعه، وقد بلغ إجمالي المبيعات النهائية لسيارة جون ميني المعدلة أكثر من 125000 وحدة. إضافة إلى ما ذكرنا، أدى نجاح ميني كوبر على حلبة الرالي، بما في ذلك الانتصارات المتعددة في رالي مونتي كارلو، إلى تعزيز سمعة كوبر في التميز الهندسي.

حائز على الكثير من الأوسمة

جون كوبر

لم يتم قياس تأثير جون كوبر على رياضة السيارات فقط في البطولات ولكن أيضًا في الطريقة التي حولت بها أفكاره تصميم سيارات السباق. أصبح تكوين المحرك الخلفي الذي قدمه كوبر هو المعيار في الفورمولا 1 وفئات السباق الأخرى. وفي عام 1969، تم بيع شركة Cooper Car  إلى مجموعة  Chipstead Motor Group.

توفي جون كوبر في 24 ديسمبر 2000، وخلال مسيرته المهنية حصل على الكثير من الأوسمة لمساهماته في رياضة السيارات. في عام 1961، حصل على وسام الإمبراطورية البريطانية (OBE) لخدماته في صناعة السيارات، كما وتم تخليد تأثيره على الفورمولا 1 عندما أطلق الاتحاد الدولي للسيارات على كأس الصانعين اسم كأس RAC John Cooper Trophy  تقديراً لإنجازاته.

اقرأ أيضاً: نيكولا روميو.. الرجل التي حملت سيارات ألفا روميو اسمه

شخصيات
loaing icon