تحدثت أربع مهندسات يعملن في شركة إنفينيتي في اليابان والولايات المتحدة الأمريكية عن قصص نجاحهن في قطاع السيارات الذي غالباً ما تحفّز فيه النساء قرارات الشراء. وتحتفي إنفينيتي برحلتهن في مجال الهندسة، وسعيهن لاستخدام مواهبهن من أجل ابتكار سيارات فريدة من نوعها لعملاء الشركة في جميع أنحاء العالم. وقالت أولغا فيليبوفا، المديرة العامة لقسم المبيعات والتسويق العالمي في إنفينيتي "وجهات النظر المتنوعة مهمة للغاية في تطوير السيارات لكي يشعر جميع العملاء أننا نفهم متطلباتهم. كما يعتبر وجود المنظور النسائي ضرورياً، حيث أظهرت الدراسات أن النساء هن وراء الكثير من قرارات شراء السيارات". وأضافت: "في اليوم العالمي للمرأة في الهندسة، نفخر بمشاركة قصص بعض مهندساتنا الموهوبات اللاتي يقدمن حلولاً إبداعية لتعزيز تجربة العملاء".
مهندسة تصميم المقصورة يو أندو
عاشت يو أندو منذ نعومة أظفارها أجواء الابتكار في المنزل، حيث كان والدها مهندس إلكترونيات، مما غرس فيها الفضول وحب الاستكشاف وتصميم الأشياء التي يمكن للآخرين الاستفادة منها، ودفعها ذلك أيضاً إلى محاولة محاكاة عمل والدها ببناء جهاز كمبيوتر شخصي في سن مبكرة.
تعمل "يو" في أنفينيتي على تصميم مقصورة السيارة، مع التركيز على وحدة التجهيزات (لوحة العدادات، الكونسول المركزي، مجموعة العدادات، وما إلى ذلك). تشعر "يو" برضا كبير عن عملها، وتراه جزءاً أساسياً من تجربة العميل. ونظراً لصغر حجم جسمها، فإنها تؤدي دوراً مهماً في التأكد من أن المقصورة مناسبة للجميع مهما كان حجم الشخص الذي يقود السيارة.
وتشجع "يو" الفتيات على العمل في مجال الهندسة وألا يشعرن بالرهبة من هندسة السيارات رغم أن غالبية العاملين في هذا القطاع من الرجال. وقالت: "قد تعتقد النساء أن بيئة العمل هذه ليست مناسبة للمرأة، لكنها في الواقع بيئة تعتمد على التنوع وتوفر فرصاً للجميع بغض النظر عن نوع الجنس، فنحن نعلم مدى أهمية تعدد وجهات النظر من أجل الوصول إلى التصميم الأمثل".
كاناكو كاكيزاكي المديرة الأولى في قسم التخطيط للسيارات
ترى كاناكو كاكيزاكي أن العمل في هندسة السيارات يوفر مزيجاً من التحديات الكبيرة والإحساس بالإنجاز، وتؤكد على تميز هذا المجال بالتنافسية الكبيرة والتطور المستمر بفضل التقنيات والابتكارات الجديدة.
ولكن هذا العمل يمنحها إحساساً كبيراً بالرضا عن نفسها، لأنها "تشارك في صناعة السيارة من البداية من خلال تجميع عشرات الآلاف من الأجزاء". وأوضحت "كاناكو" أن المكافآت المعنوية أكبر بكثير بقولها: "المكافأة الأفضل حين أرى الأثر الإيجابي الذي يمكنني إحداثه في حياة الناس، لأن الهندسة لا ترتبط بالآلة نفسها، بل ترتبط بالبشر الذين نصنعها من أجلهم".
اختارت "كاناكو" هذه المهنة عندما كانت تدرس تصميم بيئة العمل في الجامعة، حيث تصادف عملها إلى جوار مجموعة من الطلاب يجرون بحثاً عن السيارات وقد أثار ذلك اهتمامها. وأدركت حينها أنها تستطيع استخدام معرفتها بعلم تصميم بيئة العمل من أجل تعزيز راحة العملاء. وعقدت العزم منذ هذه اللحظة على أن تعمل في قطاع السيارات.
سامانثا بوبلمان مديرة مشاريع الاختبار
دائماً ما كانت سامانثا بوبلمان تنجذب نحو العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ومع ذلك، لم تدرك رغبتها في ممارسة الهندسة، الجانب التطبيقي والعملي في العلوم والرياضيات، إلا في أحد فصول الفيزياء خلال المدرسة الثانوية. ولكنها لم تكن حينها متأكدة تماماً من المجال الذي تريد التركيز عليه. وعندما انضمت إلى فريق لسباق السيارات يتكوّن من مجموعة من الفتيات وشاركت في العديد من الدورات التدريبية، ترسخ لديها هذا الاختيار.
قالت سامانثا: "كنت أعلم أنني أرغب في تمكين النساء الأخريات في مجال الهندسة من خلال العمل في شركة تصنع شيئاً يؤثر في حياة الناس يومياً". وأضافت: "كانت صناعة السيارات مناسبة تماماً نظراً لأن التنقل جزء أساسي من النشاط اليومي للناس ولدي الفرصة للمساعدة في تحسين حياتهم".
تتمتع "سامانثا" بخبرة كبيرة كمهندسة، وتدرك أن المجازفة وارتكاب الأخطاء جزء مهم من العمل. وقالت: "الهندسة ليست سوى دائرة نجرب فيها الأفكار المختلفة، حيث نضع نصب أعيننا النتيجة المرغوبة، ثم نختار أحد الحلول وننفذه ونقيّم نتائجه. ولكن النتيجة لا تكون مثالية أو صحيحة من المحاولة الأولى أو حتى المحاولة المائة، وعلينا أن نواصل العمل حتى الوصول إلى أفضل حل". وأوضحت أن الآثار الملموسة التي تراها من خلال عملها تمنحها الحافز الذي تحتاجه لمواصلة السعي لتحقيق نتائج أفضل في المستقبل.
بريتاني تيسمر مهندسة مشاريع أولى
ربما أحبت بريتاني تيسمر الهندسة بالوراثة، فقد كان والدها مهندساً أيضاً. كانت تحب دائماً إجراء العمليات الحسابية وتحب مادة الرياضيات في المدرسة، وبمرور الوقت، انجذبت نحو العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، مما دفعها إلى خوض هذه المسيرة المهنية.
ويرتكز عملها الحالي في الشركة على استخدام البيانات وتبني وجهة نظر العميل من أجل تصميم سيارات قادرة على المنافسة وخلق قيمة للشركة. وعلقت على عملها بالقول: "لكي تفهم تجربة العميل حقاً، عليك أن تكون عميلاً، ولذلك، أقضي وقتاً طويلاً في السيارات في معظم الأيام، سواء كانت سيارات إنفينيتي أو سيارات منافسة لمقارنتها بسياراتنا".
ترى "بريتاني" أن مستقبل المهندسات مشرق وتشجع الشابات على التفكير في العمل في مجال الهندسة أيضاً، وقالت: "ليست الهندسة مجموعة من المخططات والأقلام، بل هي استخدام أدوات اليوم للمساعدة في حل مشاكل الغد. فإذا كنتِ تستمتعيني بالرياضيات والعلوم، وترغبين في فهم طريقة عمل الأشياء والسعي لتطويرها، فإن الهندسة هي المهنة الأفضل لكٍ".
يمثل اليوم العالمي للمرأة بالنسبة لهؤلاء المهندسات الأربع فرصة لتأمل رحلتهن وإنجازاتهن بتقديم منتجات فائقة الجودة للعملاء في جميع أنحاء العالم، كما يعد هذا اليوم فرصة لتشجيع النساء الأخريات على الانضمام إليهن في سعيهن لهندسة وبناء غد أفضل.
اقرأ أيضاً: هيلين روثر المرأة التي غيرت مفهوم تصاميم مقصورة السيارات