أصبحنا نعرف أن الجمال ليس فقط الجمال الخارجي، بل جمال الروح، وجمال الشخصية، الجمال الداخلي. فكم هي جميلة المرأة العربية عندما تتحرر من قيودها القاسية من دون التخلي عن مبادئها! وكم هي جميلة عندما تثبت أنها قادرة على تحدي الرجال في أكثر المواقف التي تتطلب شجاعة قد تكلفها ثمناً غالياً! ويقال إن الرجل يثبت أنه يستحق لقب الرجل من خلال مواقفه. وها هي المرأة العربية تثبت أنها تستحق لقب المرأة العربية، عندما تأخذ طريقاً شاقاً قد يتطلب من الرجل خطوة واحدة صعبة، ولكن قد يتطلب منها هي ضعف المجهود، لتصل إلى ذات النتيجة.
آمنة القبيسي، اسمها العربي أصبح معروفاً في عالم السباقات الدولية. آمنة القبيسي، امرأة عربية، إماراتية الأصل، تشع عيناها العربيتان بجمال عربي قوي يصرخ "أنا قدوة". أنا قدوة للمرأة العربية، وقدوة في الشجاعة. إنها الشجاعة التي أوصلتها إلى النجومية في عالم غزاه الرجال، فاخترقته هي والنساء القليلات اللواتي تفيض أرواحهن بذات النفس الشجاعة، واحترفته.
لا تتاح لنا الفرصة كل مرة أن تقوم بطلة فورمولا 4 في العالم، وأول امراة عربية تشارك في فورمولا 3، بالقيادة بنا ومن داخل بي ام دبليو اكس 5 ام مقدمة من وكيل بي ام دبليو في دبي اي جي ام سي AGMC. من الضروري أن تشاهد الفيديو.
من هي آمنة القبيسي؟
عندما ذكرت شجاعة آمنة، فأنا أعنيها بكل ما لها معنى من الكلمة. فليس عالم السباقات بهذه السهولة، إذ فيه مخاطر، وحوادث، وحاجة كبيرة للسرعة. كما يتطلب سرعة البديهة، سرعة رد الفعل، الدخول في مخاطر من خلال التجاوز، اجتياز المنعطفات بسرعة كبيرة وقوة هائلة للتحكم بسيارة مسرعة. وبحسب الدراسات، تعدّ النساء أكثر حرصاً في القيادة من الرجال. لذا أن تتحدى امرأة مخاوفها وتدخل في هذا العالم المليء بالمغامرات هو أمر مذهل حقاً.
وقد بدأت آمنة القبيسي بمسيرتها في عام 2014 عندما دخلت مجال الكارتينج، ثم انضمت إلى أكاديمية ضمان السرعة. فدخلت عالم السباق، وتركت بصمتها الأنثوية فيه، فأصبحت أول امرأة عربية تشارك في سباقات فورفولا 4، وأول امرأة عربية تشارك في سباقات فورمولا اي.
إنها المرأة التي افتتحت عالم سباقات الإناث العربي بشغف وحب للسباقات. وقد أخذت هذا الشغف من والدها خالد القبيسي، الذي كان بدوره سائق سباقات. وقد علمها كيفية التركيز في هذا النوع من الرياضية، على الرغم من أنها شخص يُشتت بسهولة. وهي اليوم سائقة فورمولا 3 ترسم خطاها على طريق الوصول إلى سباقات فورمولا 1 العالمية.
انجازات آمنة القبيسي
على الرغم من صغر سنها، حققت آمنة القبيسي الكثير من الانجازات. فهي اليوم في الثانية والعشرين من عمرها. ومن إحدى انجازاتها أنها كما ذكرنا المرأة العربية الأولى التي تشارك في سباقات فورمولا 4. وفي عام 2017، كانت أول فتاة عربية تفوز بتحدي روتاكس ماكس لسيارات الكارتينج. كما شاركت في إحدى المرات مع أختها في نهائيات بطولة اكس 30 للكارتينج، وبطولة اكس 30 الايطالية.
وكانت أول امرأة ترعاها شركة كاسبرسكي لاب. وتم اختيارها من قبل نادي الإمارات للسيارات لتمثيل دولة الإمارات العربية المتحدة في برنامج أكاديمية السائقين الشباب لدول مجلس التعاون الخليجي. وقد حققت من قبل فوزاً في أحد بطولات فورمولا 4 في عام 2019. أضف إلى ذلك أنها كانت واحدة من بين 9 نساء تم اختيارهن لخوض اخبار فورمولا اي.
وما زالت تكمل آمنة الشابة سلسلة إنجازاتها حتى تصل في يوم ما إلى ما تحلم به، وهو سباقات فورمولا 1. وقد بدأت بالفعل تمهد طريقها لذلك، فقد قدمت في عام 2021 جائزة أسرع لفة للبطل لويس هاملتون.
اقرأ أيضاً: ماذا تكشف لنا ريما الجفالي أول سائقة سعودية محترفة في السباقات؟