ماذا تكشف لنا ريما الجفالي أول سائقة سعودية محترفة في السباقات؟

منذ صغرها، أحبت ريما السيارات، وأحبت معرفة أسمائها وتمييزها. وعشقت كل أنواع الرياضة، ككرة القدم وكرة السلة، فكان في داخلها نوع آخر من الشغف اكتشفته عندما كبرت. فعندما صارت في الجامعة، درست في أميركا وتعلمت قيادة السيارة، بينما كانت المرأة السعودية لا تزال محرومة من القيادة. ثم بدأت بمشاهدة الفورمولا 1، فأحبتها. ثم جربت الكارتينج، وبذلك اكتشفت أن لها شغفاً يدعى حب السباق. ولكنها بالطبع، واجهت بعض الصعاب التي على المرء أن يواجهها عندما يسعى جاهداً لتحقيق حلمه. وكشفت الجفالي الكثير عن سباق السيارات في السعودية ورأي اهلها بعالم السباق بعدما قررت الدخول فيه. ايضا ما هي السيارة المميزة التي تقودها الجفالي في السباقات، اعرف اكثر عبر هذا الفيديو؟

رخصة السباق

عندما كانت لا تزال ريما في أميركا، كانت تشاهد الفورمولا 1. واكتشفت من خلالها أنها لم تعرف كل شيء عن السيارات مسبقاً. وكونها محبة للرياضة، اكتشفت أن هناك ما يسمى رياضة الفورمولا 1، فأدركت أنها اكتشفت نوعاً جديداً في عالم الرياضة. ثم بدأت بالتردد مع أصدقائها إلى حلبة الكارتينج لممارسة رياضة السباق. ومعها أدركت ريما أنها تملك حباً للمنافسة وشغفاً تجاه ذلك الشعور الفريد من الأدرينالين والتشويق الذي يولده السباق في نفس السائقين.

وعندما عادت إلى السعودية، أحست ريما أن هناك شيء ناقص في حياتها. فراحت تفكر: ما الذي ينقصها؟ فعرفت أنها أرادت أن تسابق بشدة. ولكن كيف تصل إلى حلبات السباق؟ كيف تحقق حلمها وتتعلم القيادة المحترفة؟ راحت تبحث في الأمر وتحاول إيجاد الطريق إلى عالم السيارات، فاكتشفت أنها بحاجة إلى رخصة سباق. ووجدت صعوبة كبيرة في بادئ الأمر لأنها لم تعرف كيف تتخطى هذا الحاجز. إلا أن والدتها لاحظت عليها توقها إلى الانضمام إلى هذا العالم المشوق، فأصرت أن تسعى ابنتها جاهدة إلى الحصول على الرخصة وتحقيق حلمها. والأفضل من ذلك أن عائلتها دعمتها بشكل كبير. ثم قابلت ريما شخصية مهمة في عالم السباق، وتعمقت في هذا العالم، قدمت الطلب للحصول على الرخصة.

امرأة تتحدى الرجال في عالم السباق

كان الأمر مفرحاً ولكن مربكاً بمثابة التخرج من الجامعة بالنسبة إليها عندما حصلت على الرخصة. فكانت قد خطت خطوتها الأولى، ولكن خطوتها التالية كانت صعبة جداً. فمع الرخصة كبر الحلم وطمعت بعالم السباق التنافسي الكبير. ولكن لم تكن تعرف أحداً في هذا العالم، ولم يكن لديها أي فريق، ولا مدرب، وكأنها تلميذ تخرج حديثها ورمى نفسه في عالم البحث في سوق العمل. إلا أنها آمنت أن لا شيء مستحيل، إيمانها القوي وعزمها فتح لها أبواباً كثيرة. ظلت تتعمق في عالم السيارات وتسأل وترمي نفسها في مواقف تعلمها أموراً جديدة، حتى قابلت شخصاً عرفها على مدرب يساعدها. وبدأت الأبواب تنفتح لها وتيسرت أمورها.

ثم بدأت رحلتها الجديدة، إذ لم تكن تملك أي خبرة. فمعظم سائق الفورمولا 1 والفورمولا اي يملكون الخبرات. ولكنها لم تمتلك أي منها. ولكنها قبل أول سباق لها، ذهبت إلى انكلترا بستة أسابيع، وراحت تتدرب وتبني بناء الخبرة حجراً تلو الآخر. فكان أهم شيء لها هو قضاء المزيد من الوقت مع السيارة واكتساب الخبرات والتعلم.

وعندما حان موعد السباق الأول، بدأت ريما الجفالي بكتابة التاريخ. إذ أنهت السباق وهي السادسة، ولكن الثانية في فئتها، وأثبتت أنها رغم قلة خبرتها شكلت منافساً شرساً. وعندها طُرح عليها السؤال الشهير: ما هو شعورك وأنت أول امرأة سعودية تدخل عالم السباق؟ في ذلك اليوم أدركت ريما أنها فعلت الشيء الصحيح.

سلسلة الانجازات

كانت ريما قد حصلت في 2010 على رخصة قيادتها في الولايات المتحدة عندما كانت تدرس في الخارج. وفي 2017، سمحت المملكة العربية السعودية للمرأة بامتلاك رخصة قيادة. وحصلت ريما على رخصة السباق الخاصة بها بعد ذلك.

وفي أواخر 2018، جاء أول سباق لها كسائقة محترفة، وبدأت بتسجيل إنجازاتها عندما حققت حينها فوزها الأول بالمركز الثاني والثالث في فئتها حلبة ياس مارينا.

وفي 2019، مثلت ريما المملكة العربية السعودية في بطولة F4 البريطانية في براند هاتش، وكان هذا أول ظهور لها في سباق في الفورمولا 4. وفي أواخر عام 2019، أضحت رسمياً أول امرأة سعودية تنافي في سباق دولي في المملكة العربية السعودية. كما شاركت كسائقة VIP The Jaguar I-Pace eTrophy  لعام 2019-2020، الذي أقيم في السعودية.

وفي عام 2020، شاركت في بطولة الفورمولا 4 لعام 2020 في الامارات العربية المتحدة. ثم شاركت في عام 2021في بطولة GB3.

أما في 2022،  حصدت المركز الثاني في فئة جي تي 3 AM في سباق دبي (24 ساعة(. وقد شاركت في بطولة جي تي أوبن الدولية، وحققت نجاحاً مبهراً من خلال الوصول إلى المركز الأول ضمن فئة Pro-Am والحصول على المركز الخامس في السباق الافتتاحي.

شاهد أيضاً: بالفيديو: سوالف سيارات مع حمدة تريم الإماراتية المتسابقة التي تتحدى المستحيل