كانت سيارات فورد منذ القدم وما تزال من أهم السيارات على الاطلاق لاسيما وأنها تتمتع بتصميمات جميلة وبمحركات قوية تمتعك خلال القيادة، ولعل أبرزها فورد ثندربيرد الأيقونية، لكن تلك الأخيرة، التي كانت ذات يوم رمز الفخامة والأناقة الأمريكية، أصبحت مجرد سيارة عادية أخرى. كيف حصل ذلك؟
سيارة ايقونية بامتياز
كانت ثندربيرد هي السيارة التي أرادها الجميع، وقد رسخت مكانتها في قلوب وعقول عشاق السيارات حول العالم. لكن مع مرور السنين، بدأت ثندربيرد تفقد بريقها.
عندما تم طرحها في عام 1955، كانت ثندربيرد مركبة ثورية، حين قدمت مزيجًا فريدًا من القوة والأداء والتطور الذي لم يسبق له مثيل من قبل، كما وكانت أول سيارة يشار إليها على أنها "سيارة فاخرة شخصية".
على مر السنين، خضعت هذه السيارة للكثير من التحولات، مع الكثير من الميزات والابتكارات. بدأت ثندربيرد كسيارة مكشوفة ذات مقعدين، ثم تطورت لتصبح من أربعة مقاعد بسقف صلب، ثم إلى سيارة أكبر وأكثر فخامة مع مجموعة كاملة من الخيارات.
سيارة تواجدت في الافلام والبرامج
على الرغم من هذه التغييرات، بقيت السيارة رمزًا لتاريخ السيارات الأمريكية. لقد كانت محبوبة ومرغوبة من قبل الناس من جميع الأعمار، وقد تركت بصمة لا تمحى في عالم السيارات.
في السنوات الأولى من وجودها، كانت ثندربيرد مركبة مرغوبة للغاية ومبدعة وقد تم استخدامها حتى في الأفلام والبرامج التلفزيونية الشهيرة. كانت إحدى الميزات التي جعلت ثندربيرد مشهورة في سنواتها الأولى محركها القوي الـ V8، والذي كان قادرًا على إنتاج ما يصل إلى 292 حصانًا، إضافة إلى محركها القوي تم تجهيز السيارة أيضًا بمجموعة من الميزات الفاخرة، بما في ذلك المقاعد الجلدية والنوافذ الكهربائية.
حققت السيارة نجاحًا مميزاً، مع مبيعات تخطت التوقعات. استمرت شعبية السيارة في النمو، وبحلول نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، كانت واحدة من أكثر السيارات نجاحًا وشهرة في العالم.
مرحلة السقوط
لكن مع مرور السنين، بدأ نجم ثندربيرد يتلاشى. كان أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في سقوط فورد ثندربيرد هو سلسلة التغييرات في تصميمها وميزاتها. في السبعينيات، أصبح السيارة أكبر وأكثر فخامة، مع مجموعة كاملة من الخيارات والميزات. في حين تم إجراء هذه التغييرات بقصد الحفاظ على جاذبية Thunderbird، إلا أنه كان لها تأثير معاكس حيث فقدت السيارة شخصيتها الأصلية وأصبحت مركبة عادية أكثر.
بحلول نهاية السبعينيات، كان من الواضح أن ثندربيرد لم تعد السيارة الأيقونية والمطلوبة كما كانت. بدأت مبيعاتها في الانخفاض، وواجهت صعوبة في التنافس مع نماذج أحدث ومبتكرة من شركات صناعة السيارات الأخرى. وفي محاولة لتنشيط العلامة التجارية، قدمت فورد جيلًا جديدًا من ثندربيرد في الثمانينيات، مع التركيز على الأداء. مع ذلك، وعلى الرغم من نقاط القوة الكثيرة، لم يكن هذا الأمر كافيًا لعكس مصير ثندربيرد، واستمرت مبيعاتها في الانخفاض.
في التسعينيات، قامت شركة فورد بمحاولة أخرى لتنشيط ثندربيرد من خلال تصميم جديد. تم الإشادة بهذه الخطوط الجميلة، لكنها لم تكن كافية لتغيير أرقام مبيعات السيارة المتراجعة. في عام 1997، وبعد أكثر من 40 عامًا من الإنتاج، قررت شركة فورد التوقف عن إنتاج Thunderbird. في عام 2002، حاولت شركة فورد إعادة المركبة مع نسخة كوبيه حديثة، ولكن هذا الطراز لم يدم طويلاً وتم إيقافه بحلول عام 2005. أصبحت ثندربيرد، التي كانت ذات يوم سيارة مميزة ومطلوبة للغاية، مجرد سيارة عادية أخرى.
اقرأ أيضاً: تعديل سيارة كلاسيكية تجعل من بلايموث سوبربيرد بقوة 900 حصان