ماكوتو أوشيدا، الرئيس التنفيذي الحالي لشركة نيسان موتور، يتمتع بمسار وظيفي ممزوج بالخبرة والفهم العميق لصناعة السيارات وهو يعتبر واحداً من أبرز الأشخاص على الساحة العالمية والمتعلقة بعالم المحركات.
مسار وظيفي غارق في الخبرة العالمية
بدأت رحلة أوشيدا في عام 1991 عندما انضم إلى شركة Nissho Iwai التجارية اليابانية. من المحتمل أن تكون هذه التجربة المبكرة قد غرست فيه منظورًا عالميًا للعمليات التجارية. وفي عام 2003، قام أوشيدا بخطوة محورية من خلال الانضمام إلى شركة نيسان، حيث تسلق سلم الوظائف في الشركة بشكل ثابت، وقد شغل مناصب مختلفة وفي أقسام مختلفة، وقد اكتسب رؤى قيمة في مختلف جوانب صناعة السيارات، من الإنتاج إلى المبيعات.
تزامن صعود أوشيدا داخل شركة نيسان مع فترة من التحديات الكبيرة التي واجهتها الشركة. كان للأزمة المالية العالمية في عام 2008 تأثير مضاعف على صناعة السيارات، ولم تكن نيسان محصنة. تم اختبار أسلوب قيادة أوشيدا خلال هذه الفترة، حيث لعب دورًا رئيسيًا في جهود نيسان لتبسيط العمليات والتغلب على الانكماش الاقتصادي.
تحالف رينو-نيسان
كان أحد الجوانب المميزة لفترة ولاية أوشيدا هو دوره داخل تحالف رينو-نيسان-ميتسوبيشي، هذا التحالف هو شراكة معقدة جمعت بين ثلاث شركات كبرى لصناعة السيارات. واجه هذا التحالف نصيبه من التحديات، بما في ذلك اعتقال رئيس شركة نيسان السابق كارلوس غصن في عام 2018. وقد اتخذ أوشيدا نهجا أكثر حذرا تجاه التحالف، مع التركيز على الكفاءة التشغيلية والمنفعة المتبادلة لجميع الشركاء.
وفي عام 2020، كشف أوشيدا النقاب عن نيسان أمبيشن 2030، وهي رؤية طويلة المدى للشركة. تركز هذه الخطة على الكهربة والتنقل الذكي والتخلص من ثاني اكسيد الكربون، من هنا يدرك أوشيدا حاجة نيسان للتكيف مع مشهد السيارات المتغير، حيث تلعب السيارات الكهربائية وتقنيات القيادة الذاتية دورًا متزايد الأهمية. هذا وتعكس نيسان أمبيشن 2030 التزام أوشيدا بالابتكار وتحضير الشركة للمستقبل الصديق للبيئة.
أسلوب القيادة والتحديات
غالبًا ما يوصف أسلوب قيادة أوشيدا بأنه تعاوني وقائم على الإجماع. وهو معروف بتركيزه على معنويات الموظفين وتعزيز بيئة العمل الإيجابية. ومع ذلك، يواجه أوشيدا أيضًا تحديات كبيرة. لقد أدى النقص العالمي في الرقائق إلى تعطيل خطوط الإنتاج في جميع أنحاء صناعة السيارات، ونيسان ليست استثناءً. إضافة إلى ذلك، يجب على أوشيدا أن يتنقل في المشهد التنافسي المتطور باستمرار، حيث تتنافس شركات صناعة السيارات العريقة والشركات الناشئة الجديدة على تقديم الأفضل في السوق.
لقد لعبت قيادة ماكوتو أوشيدا دوراً فعالاً في توجيه شركة نيسان خلال فترة من التغيير الكبير. إن تركيزه على التعاون العالمي والابتكار التكنولوجي ورفاهية الموظفين يضع نيسان في موضع مستقبل تنافسي. ومع استمرار تطور صناعة السيارات، ستكون قدرة أوشيدا على التكيف واتخاذ القرارات الإستراتيجية أمرًا حاسمًا لاستمرار نجاح نيسان. ويبقى أن نرى ما إذا كانت نيسان قادرة على تحقيق أهدافها الطموحة تحت قيادة أوشيدا، ولكن هناك شيء واحد مؤكد، أن خبرته ورؤيته ونهجه التعاوني سوف تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل مستقبل الشركة.
نيسان أمبيشن 2030
في عام 2020، حددت شركة نيسان موتور رؤية جريئة للمستقبل من خلال نيسان أمبيشن 2030. ترسم هذه الخطة طويلة المدى مسارًا نحو عالم صديق للبيئة، مع التركيز على ثلاث ركائز أساسية:
- الكهرباء: تطوير نماذج جديدة ومبتكرة من السيارات الكهربائية والاستثمار بكثافة في تكنولوجيا البطاريات
- التنقل الذكي: دمج التقنيات الذكية في المركبات، ويشمل ذلك التطورات في القيادة الذاتية وميزات مساعدة السائق
- الاستدامة: تلتزم نيسان بتحقيق الحياد الكربوني بالكامل بحلول عام 2050
اقرأ أيضاً: فيليبو بيريني.. الإيطالي الذي اعاد تعريف جماليات السيارات