على متن أي طائرة حديثة، وسط التصميم الأنيق والتكنولوجيا المتقدمة، لا تزال هناك قطعة غريبة من حقبة ماضية: منفضة السجائر. ففي عالم تم فيه حظر التدخين على متن الطائرة لعقود من الزمن، قد يبدو استمرار وجود منافض السجائر أمراً محيراً. ومع ذلك، هناك سبب مهم يتعلق بالسلامة وراء وجودها، وهو سبب يتجاوز مجرد تلبية عادة منسية.
إجراء حاسم للسلامة
إذا كان التدخين ممنوعاً منعاً باتاً، فلماذا تبقى منافض السجائر موجودة في الطائرات؟ تكمن الإجابة في المخاطر المحتملة التي تشكلها السجائر التي يتم التخلص منها بشكل غير صحيح. على الرغم من الحظر، فقد تم توثيق حالات لركاب يخالفون القواعد ويحاولون التدخين على متن الطائرة. إضافة إلى ذلك، لا يمكن استبعاد احتمال تهريب سيجارة على متن الطائرة، ربما مخبأة بين الأمتعة.
في مثل هذه السيناريوهات، يصبح وجود منافض السجائر إجراءً حاسماً للسلامة. يمكن أن تؤدي سيجارة مشتعلة يتم التخلص منها بلا مبالاة في سلة المهملات المملوءة بالمنتجات الورقية إلى إشعال حريق، مما يعرض الطائرة بأكملها للخطر. توفر منفضة السجائر بمادتها المقاومة للحريق مكانًا مخصصًا وآمنًا لإطفاء عقب السيجارة، وتجنب حدث كارثي ضخم.
أما إذا كنت تتساءل عما إذا كانت السجائر هي السبب في حوادث تحطم الطائرات، فالإجابة هي نعم، على الأرجح. ففي عام 2016، تحطمت رحلة مصر للطيران رقم 804 المتجهة من باريس إلى القاهرة في البحر الأبيض المتوسط. ويعتقد أن السبب هو حريق في قمرة القيادة ناجم عن إشعال سيجارة من قبل الطيار.
هل ستختفي المنفضة قريباً؟
مع تشديد الإجراءات الأمنية وزيادة الوعي بمخاطر التدخين، انخفض عدد حوادث التدخين على متن الطائرة. وهذا يطرح السؤال: هل ستصبح منفضة السجائر من الآثار القديمة في المستقبل؟ الجواب لا يزال غير مؤكد، فطالما أن احتمال تهريب سيجارة على متن الطائرة قائم، فقد يُنظر إلى منفضة السجائر على أنها إجراء وقائي ضروري للسلامة. إضافة إلى ذلك، قد تكون بعض سلطات الطيران مترددة في إلغاء إجراء السلامة البسيط هذا حتى يتوفر حل مضمون تمامًا لمنع حوادث التدخين على متن الطائرة.
تعتبر منفضة السجائر في الطائرات الحديثة بمثابة تذكير بالماضي الذي كان فيه التدخين أمرًا شائعًا. ومع ذلك، فإن استمرار وجودها يدل على الالتزام بسلامة الركاب. وطالما أن هناك خطر نشوب حريق محتمل، فإن هذه الميزة التي تبدو قديمة تعتبر بمثابة إجراء أمان حاسم، وحارس صامت ضد وقوع حادث محتمل.
اقرأ أيضاً: حصلت فعلا لـ28 دقيقة.. ماذا يحدث إذا نام كلا الطيارين في منتصف الرحلة؟
