هناك صور لا تنسى، تبقى في الذاكرة ولا يمحوها الزمان، وتنتشر بشكل عالمي فيصبح معظم الناس يعرفونها، تماماً مثل قصة صورة الصراع بين فورد وفيراري في الستينات. وهناك صورة أخرى مشهورة أيضاً يجهل البعض سرها، فما قصة الفيراري المدفونة؟!
سيارة مدفونة تحت الرمال
هذه الصور، التي التقطت في فبراير 1978، تظهر Dino 246 GTS تم اكتشافها من الفناء الأمامي لمنزل في لوس أنجلوس. كانت الصور تنتشر عبر الإنترنت لسنوات. لكن ما هي القصة الحقيقية؟ كيف انتهى الأمر بالدينو تحت الأرض ، وأين هي الآن؟
عام 1978، كانت مجموعة من الأطفال يحفرون في الطين خارج أحد المنازل غرب أثينا في لوس أنجلوس. فاصطدموا بشيء يبدو وكأنه سقف سيارة، ليهرعوا ويبلغوا عمدة الشرطة.
تحقيقات ومعلومات
قام المحققان جو ساباس وليني كارول بالحضور إلى فناء المنزل للتحقق من الموضووع، فقاموا باستخدام جرافة متحركة وفريق صغير من الرجال مع المجارف، ليكتشفوا ان ما هو مدفون في هذا المنزل هو سيارة فيراري من طرازDino 246 GTS .
كانت السيارة في حالة جيدة نسباً، وقدرت قيمتها بحوالي 18000 دولار آنذاك، وقد كانت هذه السييارة مزودة بعجلات Campagnolo ومقاعد Daytona.
بدأ المحققون يبحثون عن معلومات بشأن هذه السيارة، ومن خلال ارقام لوحتها، وصلول لمعلومات تؤكد ان هذه السيارة أنه تم شراؤها في أكتوبر 1974 من قبل شخص يدعى روزيندو كروز من الهامبرا في كاليفورنيا. في 7 ديسمبر 1974، أبلغ كروز عن سرقة السيارة، وتم الاحتفاظ بتقرير الشرطة في ملف في قسم "رامبارد" التابع لإدارة شرطة لوس أنجلوس.
اللغز الأهم
لكن اللغز بقي يحير الجميع وبقي السؤال الأهم: كيف وصلت دينو هناك؟ لم يقدم المستأجرون للمنزل في ذلك الوقت، والذين عاشوا هناك لمدة ثلاثة أشهر فقط أي تفسير، ولم يقل أي من سكان المنطقة أنهم لاحظوا أي شيء غريب يحدث في المنزل في عام 1974. وقد كان من الواضح أن السارق كان يتوقع أن يعود ليأخذ السيارة فيما بعد، لقد حاول "تحنيطها" في خلال تغليفها لغلافات بلاستيكية ووضع مناشف في مآخذها لإبعاد الديدان.
مع عدم وجود خيوط جديدة، تلاشت قضية فيراري المسروقة والمدفونة بعد فترة وجيزة من الكشف الغريب عن السيارة. اتفقت مجموعة فارمرز للتأمين مع الشرطة ودفعت مبلغ قدره 22500 دولار لمالك دينو القانوني، وهو فرع هوليوود لبنك أمريكا. لم يكن هناك المزيد للقيام به. تمت إعادة Dino المكتشفة إلى شركة التأمين.
مصيرة دينو المدفونة
بعد ان قيل ان السيارة مازلت بحالة جيدة تبين انه ليس كذلك بالفعل، فقد كانت طبقات الطلاء الـ 21 لدينو التي تنقسم لـ14 طبقة أولية و 7 طلاء، مهترئة بالكامل. كان الصدأ في كل مكان، بما في ذلك داخل الجلد الداخلي الأنيق، فاللصوص الحمقى قاموا بحشو المناشف ببراعة بين النوافذ ، ولكنهم أهملوا لف النوافذ بإحكام.
تسبب التآكل في إهدار العجلات، إضافة إلى تحطم كلا العادمين المزدوجين المغروسة بالطين. لا بد أن الضربات التي تلقتها دينو أثناء جرها من الحفرة كانت مروعة أيضًا، لأن غطاء محركها قد تحطم جزئيًا ، وكانت هناك علامات خدش وحفر على سقفها، إضافة إلى تحطم الزجاج الأمامي.
أخيراً، عرضت هذه السيارة في مزادات عدة، ولكن لم يعرف مصيرها فيما بعد إذ لم تدرج دينو في اي سجل من السجلات. وبقيت قصة هذه السيارة غامضة رغم الكشف عن بعض التفاصيل عنها، للتشابه قصتها مع قصة صورة شون كونري وأستون مارتن DB5 الشهيرة التي اختفت أيضاً وظهرت في الشرق الأوسط بعد فترة.