من القليل، ان لم نقل من النادر ان نرى ملك احدى البلاد، ليس فقط يعشق رياضة السيارات، بل يشارك في سباقاتها ويكون هو صاحب فكرة اطلاق سباق مرتفع الرمان الذي يشكل تحديا كبيرا بين السائق والسيارة والطريق الممتد من القاع الى القمة، بارتفاع يبلغ 257 مترًا وطول 3 كلم.
الملك حسين وسباق مرتفع الرمان
كان الحسين بن طلال ملك الأردن الثالق، وبسبب عشقه للسيارات، الرائد في تنظيم وتنفيذ سباق تل الرمان، لذلك قام بالتحضير لفكرته، حيث اختار طريق تل الرمان لتكون هي طريق السباق الذي يريد ابتكاره وذلك بسبب طبيعة المكان الجميلة والمميزة اذ يتميز بالجبال الرائعة والصخور والاشجار المحيطة بالطريق.
كان السباق الاول ينظم في تل الرمان عام 1953، من ثم كانت الانطلاقة الكبيرة في عام 1965، حيث اصبح موعدا ثابتا سنويا ينتصف فصلي الربيع والخريف، وذلك بسبب تألق فيه الأشجار وروعة الطبيعة.
وما زال هذا السباق ينظم سنويا حتى يومنا هذا ولكن مع تعديل بسيط، وهو تغير اسم سباق تل الرمان الى سباق الحسين الدولي لتسلق مرتفع الرمان، وذلك تكريما للملك حسين بعد وفاته.
الملك حسين وحكاية الرقم 99
لقد عرف الملك حسين بمشاركاته في السباقات من خلال الرقم 99، وهو الرقم الذي كان يضعه على سياراته عند المشاركة بالسباقات، كان الملك يستخدم الرقم 99 لانه يذكره باسماء اللّه الحسنى.
عشق الملك حسين لسباقات السيارات
لم يكن يخفي الملك حسين حبه وشغفه لسباقات السيارات، وقد برز ذلك من خلال مشاركته الدائمة في سباق تل الرمان الدولي، حيث كانت اولى مشاركاته في هذا السباق عام 1953، على سيارة مرسيدس بنز 300 اس ال، حيث حقق اول فوز له.
ومن ثم كانت المشاركة الثانية له وعلى نفس السيارة عام 1965، وكانت هذه النسخة مميزة من حيث المشاركات، فلقد استقطبت العديد من عشاق السيارات، بحيث شارك الأمير محمد بن طلال على متن سيارة أستون مارتن دي بي 5، وكذلك الأميرة منى الحسين.
وفي العام التالي شارك الملك حسين على متن سيارة بورشه 911، اما في عام 1967 فقد شارك بسيارتين في نفس السباق وهما، سيارة بورشه 904، وسيارة رينو 8، اما في عام 1987 كانت مشاركته على متن سيارة لوتس ايسبريت، وهنا حقق افضل توقيت له وكان دقيقتين وثماني وعشرين ثانية.
وبقي الملك حسين يشارك في سباق تل الرمان كل سنة وصولا الى عام 1996، حيث كانت آخر مشاركاته في هذا السباق، وحل أولا في السباق بزمن دقيقة وسبعة وخمسون ثانية، محققًا الرقم القياسي، وظل محتفظا بهذا الرقم لفترة 11 عاما بعد رحيله.
اقرأ ايضا: بورشه كلاسيكية لسباق داكار لم ترها من قبل ستبهر الجميع بفن الجرافيتي