نرى في الصورة اعلاه واحدة من أوائل شاشات العرض على الزجاج الأمامي والتي ظهرت في سيارة أولدزموبيل Cutlass Supreme لعام 1988.
الطيران أولاً
تم تطوير شاشات العرض الأولية في صناعة الطيران في الأربعينيات من القرن الماضي، وقد تم استخدامها من قبل الجيش الأمريكي لعرض المعلومات الهامة للطيارين خلال الحرب العالمية الثانية. تم تصميم هذه الشاشات لعرض معلومات مثل الارتفاع والسرعة الجوية وغيرها من الأمور المهمة على شاشة زجاجية شفافة أمام الطيار، وقد سمح هذا الأمر للأخير بإبقاء عينيه على السماء مع الاستمرار في مراقبة أدواته.
هذا وكانت شاشات العرض الأمامية الخاصة بالطيران بمثابة أمر جذب مصنعي السيارات الذين رأوا إمكانية استخدامها لتحسين السلامة على الطرق، وذلك من خلال مساعدة السائقين على عدم تشتيت انتباههم. هذا وكانت شركة جنرال موتورز من أوائل شركات صناعة السيارات التي عملت على إمكانية وضع شاشة عرض في السيارة.
في الخمسينيات من القرن الماضي، عينت جنرال موتورز هارلي إيرل، مصمم السيارات الرائد في أمريكا، نائب لرئيس قسم التصميم للعمل على التصميمات الداخلية.
فترة الخمسينيات والستينيات
وأثناء العمل على مفهوم شيفروليه كورفيت في عام 1958، قامت روث جليني، إحدى المصممين في فريق التصميم الداخلي لسيارات جنرال موتورز، برسم مجموعة أدوات لها انعكاس على الزجاج الأمامي. ربما يكون هذا الرسم التخطيطي هو المكان الذي بدأ فيه تاريخ شاشات العرض الأمامية داخل السيارة.
وفي عام 1965، أثناء تطوير سيارة Mako Shark II النموذجية والتي أصبحت فيما بعد شيفروليه كورفيت C3، وضع مصممو جنرال موتورز عرضًا يشبه HUD على الزجاج الأمامي.
هذا ويمكن رؤية النسخة التالية لشاشات العرض في منتصف الستينيات في سيارة XP-856 Aero Coupe، وهي سيارة خارقة البعض يعرفها بشيفروليه كورفيت، والبعض الآخر ببونتياك بانشي أو أولدزموبيل تورونادو، ووفقًا لمعلومات من جنرال موتورز، هناك نموذج آخر تم فيه اختبار HUD وهو النموذج الأولي لسيارة شيفروليه كابريس سيدان لعام 1968.
فترة نهاية الثمانينيات
بعد ذلك، لم يُسمع أي شيء عن شاشات العرض لمدة 20 عامًا تقريبًا، حتى ظهرت سيارة نموذجية أخرى، هذه المرة من بونتياك. كان التصميم الخارجي والداخلي لسيارة بونتياك ترانس سبورت الصغيرة رائعاً وكان متقدمًا جدًا، وفي الداخل كان هناك عجلة قيادة التي تحتوي على الكثير من الأزرار وقد جاءت السيارة أيضاً مع شاشة HUD تعرض السرعة ومؤشرات إشارة الانعطاف وربما موجة الراديو المختارة.
كان عام 1988 هو العام الذي أصبحت فيه شاشات العرض الأمامية في المركبات متاحة لمجموعة واسعة من السائقين، فقد ظهرت سيارة أولدزموبيل Cutlass Supreme المزودة بشاشة عرض رأسية كخيار في عام 1988، هذا وكانت تحتوي شاشة العرض العلوية على وظيفتين رئيسيتين: عرض السرعة وإشارة إشارة الانعطاف.
هذا وكانت نيسان أول شركة تصنيع يابانية تقدم شاشات العرض الأمامية. ففي عام 1988، أطلقت نيسان طرازي 240SX وماكسيما، وقد زودتا بشاشة عرض على الزجاج الأمامي كخيار. هذا وكانت شاشة العرض الفردية في بونتياك Grand Prix الجيل السادس تقدم مؤشرات السرعة وإشارة الانعطاف وبعض المؤشرات الأخرى باللون الأخضر على الزجاج الأمامي.
ماذا عن التسعينيات؟
في عام 1991، أصدرت الشركة المصنعة اليابانية الثانية تويوتا سيارة مع شاشة عرض وقد كانت السيارة Crown Majesta، وقد بدت الشاشة أكثر أناقة من تلك الموجودة في سيارات جنرال موتورز أو نيسان. إضافة إلى ذلك، لا تعرض شاشة Crown Majesta السرعة فحسب، بل تعرض أيضًا التحذيرات للسائق، مثل الباب المفتوح أو حزام الأمان غير مربوط.
الطراز التالي من جنرال موتورز الذي يتميز بشاشة عرض رأسية كان طراز بونتياك بونفيل عام 1992. بعد تويوتا، ستعرض شاشة HUD الخاصة بجنرال موتورز قراءات إضافية: مثل انخفاض الوقود وتحذيرات أخرى مثل ضغط الزيت المنخفض، وانخفاض مستوى الزيت، وارتفاع درجة حرارة سائل التبريد.
وفي عام 1997 تم طرح سيارة كورفيت C5 وفي سنة 1999 زودت السيارة بشاشة عرض أمامية كخيار، وقد عرضت إلى جانب السرعة عدد دورات المحرك في الدقيقة، إضافة إلى مقياس إضافي يخبر السائق عن ضغط الزيت ودرجة حرارة سائل التبريد ومستوى الوقود.
أما سيارة كاديلاك ديفيل، التي تم إطلاقها في عام 1999، فكانت تحتوي على شاشة عرض أمامية مع وظيفة مساعد الرؤية الليلية وقد كانت خياراً بقيمة 1995 دولارًا لنماذج DTS وDHS.
ومع دخولنا الألفية الجديدة وحتى يومنا هذا، باتت الشاشات متواجدة بكثرة في الكثير من السيارات الأمريكية والأوروبية والآسوية.
اقرأ أيضاً: شاشات قابلة للانزلاق في الجزء الخلفي من السيارة.. ماذا كشفت لنا إل جي؟