منذ ان بدأ عالم المحركات والسيارات بالتطور، كانت الدهشة سيدة الموقف، فكان الناس حين يروا كم أصبح الإنسان متطوراً بابتكاراته يذهلون، ولكن ماذا عن عالمنا العربي ومتى وصلت السيارات الينا. في الواقع لن تتوقع، لعالم المحركات قصص وروايات مع العالم العربي وتحديداً السعودية، فقد تكلمنا سابقاً عن قصة صورة وسوم الإبل ولوحات السيارات بالسعودية قبل 100 عام، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: متى وصلت اول سيارة الى المملكة العربية السعودية وما هي قصتها؟!
اول سيارة في السعودية
تتضارب المعلومات بما يخص اول سيارة وصلت الى المملكة العربية السعودية، فالبعض يقول ان اول سيارة في المملكة وصلت في ثلاثينيات القرن الماضي، وذلك مع بداية التنقيب عن النفط قبل ان يتم حتى اكتشاف النفط في الستينيات.
هذه احدى الفرضيات التي انتشرت، إلا أن معظم الروايات التاريخية تؤكد ان دخول أول سيارة إلى المملكة حصل في بداية القرن الماضي، وتحديداً سنة 1915 الذي يوافق 1334 هجري، حين وصلت اول سيارة إلى مدينة حائل، وكان ذلك في عهد الأمير سعود بن رشيد.
قدّمت السيارة للأمير كهدية من السلطان العثماني، فأحضرها له رشيد الناصر سفير إمارة نجد في إسطنبول آنذاك، وقيل أنه أحضرها له شخصياً بينما كان جالساً إلى جانب سائق تركي. وهذه المعلومات وثّقها المؤلف والمفكر السعودي فهد المارك في كتابه "محات عن التطور الفكري في جزيرة العرب في القرن العشرين".
مواصفات ثورية في ذلك الوقت
هذه السيارة التي يرجح أن تكون أول سيارة وصلت السعودية، أو على الأقل من ضمن اول السيارات، كانت كذلك من أول السيارات التي صنعتها الشركة الألمانية العملاقة في عالم المحركات مرسيدس، وكانت موديل 1915 وتحمل إسم "38/100".
تم تزويد هذه السيارة بمحرك رباعي الأسطوانات بقوة 100 حصان، مع ناقل يدوي بأربعة سرعات وكان وزن السيارة يبلغ حوالي 1.5 طن وقد كان هذه السيارة ثورة في عالم السيارات في عام 1915 وبداية لتاريخ جديد في صناعة المحركات.
احداث غريبة رافقتها
الملفت فيما حصل أثناء دخولها إلى السعودية هي حادثة طريفة، وهو أن هذه السيارة كان محركها يستهلك وقودا بشكل رهيب فقد كان المحرك بسعة 9.85 ليتر. هل تتخيل ذلك! فما حصل هو ان، من شدة استهلاكها للبنزين، نفذ مخزونها قبل وصولها للمدينة، فاضطر ناقلوها لسحبها بسلاسل حتى تصل لحائل.
أخيراً، في ذلك الوقت وبما ان السيارة كانت ابتكاراً جديداً لم تعتد على رؤيته عين الإنسان، أصيب السكان بالذعر حين رأوها فقد كانت شيئاً غريباً بالنسبة لهم لدرجة وصفوها بكتلة حديد متحركة تحمل الأشخاص على متنها!
إقرأ أيضاً: قصة صورة: رحلة هنري فورد منذ 125 عاماً التي غيّرت حياتنا للأبد