مع بداية الثورة الصناعية في عالم المحركات، كان للسيارات أهمية كبيرة، فلم يكن أي شخص عادي يستطيع امتلاك عربة أو سيارة، حتى إنها كانت في الفترة الأولى ليست متوفرة في جميع بلدان العالم، لذلك يبجث المؤرخون دائماً عن تاريخ السيارات في بلادهم ومتى وصلت. تاريخ السيارات حافل بأخبار وأسرار قديمة وغريبة، مثل قصة قصة الشرطة السرية التي حكم بها فورد عمال شركته. من هنا سنكشف اليوم بعض التفاصيل عن سؤال مهم يطرحه البعض عن تاريخ السيارات ووصولها للمنطقة وتحديداً السعودية. فمتى وصلت أول سيارة إلى المملكة الخليحية، وما قصة الرموز الوسوم على لوحات السيارات في القرن الماضي؟!
أول سيارة في المملكة
وصلت أول سيارة إلى المملكة العربية السعودية عام 1921، على يد الملك عبد العزيز، وكان ذلك قبل توحيد المملكة بحوالي 11 عاماً حين كان يحمل إسم سلطان نجد. في ذلك الوقت كان المواطنون يستخدمون الجمال والإبل للتنقل فأنت السيارة الأولى لتكون وسيلة جديدة للتنقل، وكانت آنذاك إبتكار مفاجئ أثار دهشة الجميع.
بعد 5 سنوات من دخول السيارة الأولى، أي في العام 1926، إنتشرت السيارات في المملكة بشكل أكبر وباتت تشاهد في الكثير من الأماكن، في حين بقيت في بعض المناطق أقل إنتشاراً وبقي الإبل والفرس الوسيلة المعتمدة للتنقل.
بين حائل ومكة
تمحور تنقل أول سيارة في المملكة، والتي كان يستقلها الملك شخصياً، بين منطقة حائل ومكة، ومن ثم إنتقلت إلى الرياض ويؤكد بعض المؤرخين والمهتمين في تاريخ عالم المحركات في المملكة ان ذلك كان في العام 1922.
في بداية إنتشار السيارات في المملكة، لم تكن العلامات التجارية المعروفة اليوم موجودة، فضلاً عن أن سكان البلاد، وبما أن السيارات وأسماؤها كانت شيء جديد دخيل على ثقافتهم، حولوا أسماء السيارات فكانت سيارات "دمنتي" "Dementy" واحدة من أشهر الماركات في المملكة، هذا إضافة إلى "إنترناش" "Internash" و"الفرت" "Al-Fert".
نظام السير الجديد
كان من المهم ان يبدأ السير وفق قوانين معينة بهدف التنظيم. فنشأت فكرة لوحات السيارات، والتي مازال بعض الأشخاص حتى اليوم يحتفظون بلوحات قديمة والتي كانت تستخدم لإثبات الملكية.
ومن أبرز الوسوم التي استخدمت على لوحات السيارات، وسم السيفين والنخلة، ووسم الإبل الذي كان مخصصا للعائلة الملكية، إضافة إلى استخدام وسم الإبل على جوانب السيارات، فقد كانت كل عائلة او قبيلة ترسم الإبل على جانب معين من السيارة بطريقة مميزة ليدل على أن السيارة مملوكة من هذه العائلة.
مرحلة التطور
في البداية، ومثل اي شيء جديد، كانت تحصل بعض الأمور الطريفة مع السكان، فقد كان بعض الناس يهربون عند رؤية سيارة تتجول في الصحراء، بينما نسج بعض الناس قصصا من الخيال حول السيارات، وربطها البعض بالجن وما إلا ذلك. وهذا طبيعي فكانت السيارات ثقافة جديدة تدخل البلاد، ومع الوقت اعتاد الناس عليها، وباتت أساسية لدرجة إنها دخلت حتى في القصائد المكتوبة.
ولكن مع الوقت إنتشرت السيارات أكثر وأكثر وبدأت تحل محل وسائل النقل التقليدية في بداية الخمسينات، ومن ثم انتشرت بشكل كبير في سبعينات القرن الماضي لتصبح وسيلة النقل الأكثر استخداماً، بحيث بات هناك سائقين ينقلون الناس من منطقة لأخرى في سيارات تسمى "لوري" وهي أشبه بسيارات التاكسي في هذا الزمن.
كان هناك بعض المشاكل التي تواجه السائقين المملكة في ذلك الوقت، ولعل أبرزها المناطق الصحراوية الرملية التي كان يصعب القيادة فيها، فضلاً عن أن محطات البنزين لم تكن متوفرة بالشكل الذي تراه في أيامنا هذه، فكان يضطر السائقون لأخذ كميات إضافية من الوقود معهم لتعبئة سياراتهم، بخاصة في الرحلات الطويلة.