لأكثر من 75 عامًا، كان لدى الفورمولا 1 مسعى واحد: بناء أسرع سيارة سباق على هذا الكوكب. إن المهندسين الذين يبنون هذه الوحوش ذات العجلات المفتوحة يبحثون في أغلب الأحيان عن بعض الثغرات لاستغلالها في اللوائح والقوانين، وذلك بهدف التفوق على الفرق المنافسة الأخرى. على مر السنين، كان هناك عدد من الطرق والأساليب التي تمكن من خلالها الفريق من تحقيق أداء إضافي على المسار وأحيانًا خارجه.
توقف الصيانة الصاروخي
شهد موسم 2021 من بطولة العالم للفورمولا 1 سرعات رائعة خلال توقف الصيانة، لاسيما وأنه لم يكن التوقف لمدة أقل من ثانيتين أمرًا شائعًا. اكتشف الاتحاد الدولي للسيارات لاحقًا أن كل فريق استخدم نوعًا ما من الخدع، بدءًا من مسدس العجلة وصولاً إلى حصول السائق على الضوء الأخضر، مما يجعل العملية أسرع مما يمكن أن يتفاعل معه الإنسان. غير ان هذه الأمور كانت خطرة مع عجلات مفكوكة أحياناً والتي عرّضت بعض الميكانيكيين للخطر.
الآن يطلب كل فريق من الذين يغيرون الإطارات إرسال إشارة من مسدس العجلة يدويًا، وفقط بعد تلقي الإشارات الأربع من زوايا السيارة، يمكن إظهار الضوء الأخضر للسائق حتى ينطلق من جديد.
نظام DAS
شهد موسم 2020 للفورمولا 1 سائقي مرسيدس المهيمنين لويس هاميلتون وفالتيري بوتاس وهم يدفعان ويسحبان عجلة القيادة أحياناً. وبعد التدقيق تبين ان الفريق الألماني استخدم تقنية اسمها DAS.
يتضمن النظام بشكل أساسي دفع وسحب عجلة القيادة في قمرة القيادة، مما يؤدي إلى تغيير زاوية العجلات الأمامية الأفقية. فإما يُصار إلى تحويل العجلتين الأماميتين تجاه بعضهما البعض لتوليد المزيد من الحرارة في الإطارات لحالات مثل إعادة تشغيل سيارة الأمان، أو للمساعدة على دخول المنعطفات والخروج منها، إلا أنه تم حظر النظام اعتبارًا من موسم 2021 F1 فصاعدًا.
تقنية F-Ducts
تمكن فريق ماكلارين من إحداث ثورة في موسم 2010 للفورمولا 1 عندما قدم في سيارته قنوات غريبة على جوانب سيارة MP4-25. كانت النظرية وراء الاختراع العبقري هذا مرتبطة بالديناميكية الهوائية للسيارة. تخلق أجنحة سيارة الفورمولا 1 في الأمام والخلف قوة سفلية، وهو ما يساعدها على الثبات على الأرض، الأمر الذي يمكنها من التحرك بشكل أسرع عند المنعطفات. ومع ذلك، فإن إنشاء قوة سفلية يأتي مع إضافة قوة سحب أيضًا. يحدث السحب الديناميكي الهوائي عندما يعمل الهواء الذي يساعد السيارة على الثبات على الأرض على إبطاء سرعتها أيضًا في الخطوط المستقيمة، مما يؤدي إلى انخفاض السرعة القصوى.
جاء حل ماكلارين المتمثل في تقنية F-Ducts والتي تنقل الهواء عبر قمرة القيادة إلى الجناح الخلفي للسيارة. يمكن للسائقين تغطية فتحة في قمرة القيادة، وتوجيه الهواء فوق الجناح الخلفي وإيقاف القوة الضاغطة. هذا يعني بشكل أساسي أنه يمكن أن تتمتع السيارة بقوة سفلية عالية إضافة إلى سحب منخفض في أي لحظة على المسار. لكن وللأسف تم حظر هذه الظاهرة من قبل الاتحاد الدولي للسيارات.
توجيه الفرامل
رأى دارين هيث هوبات المكابح الداخلية لسيارة ماكلارين التي يقودها ميكا هاكينن في موسم 1997 تتوهج، مما جعله يتساءل عن سبب توهج جانب واحد فقط منها، وبالتحديد في منتصف المنعطف. واصل هيث التحقيق ووجد حلاً مبتكرًا مع تقديم دواسة فرامل إضافية تسمح بتشغيل المكابح الخلفية على جانبي السيارة من دون تشغيل تلك الأمامية، الأمر الذي جعل فريق ماكلارين يحصل على حوالي نصف ثانية في كل لفة بفضل توجيه السيارة بشكل أفضل في المنعطفات، ولهذا السبب كان لا بد من حظره من قبل الهيئة الإدارية للفورمولا 1.
استخدام المعدات الطبية
عندما كان التزود بالوقود مسموحًا في هذه الرياضة، كان رجل التزود بالوقود يرتدي سماعة الطبيب تحت ملابسه، بهدف سماع إغلاق صمام خرطوم الوقود الأمر الذي يساعده في يرفع ذلك الأخير في الوقت المناسب مما يوفر للفريق بضعة أعشار في كل عملية تزود بالوقود.
اقرأ أيضاً: 5 سائقين شاركوا في أكبر عدد من سباقات الفورمولا 1 مع فيراري