من المعتقد عمومًا أن المحرك عالي السعة ذات الأسطوانات الكثيرة يمنحك أداءً أعلى وسرعة أكبر. لكن هل هذا هو الحال بالفعل وما هي العوامل الأخرى التي توثر على قوة المحرك؟
مبدأ عام
في الماضي، كانت المحركات الأكبر ذات 8 والـ 12 و 16 أسطوانة توفر تسارعًا أكبر وسرعة قصوى أعلى للسيارات. وهذه المحركات كانت تأتي على السيارات العضلية والخارقة مثل فورد موستنج وشفروليه كمارو ودودج تشالنجر وسيارات السيدان الكبيرة الحجم شأن مرسيدس 600 الشهيرة التي كانت تأتي بخيار محرك سعة 6 لترات من 12 أسطوانة.
وعادة، يفضل عشاق السيارات الرياضية المحركات الأكبر حجمًا بسبب حبهم للسرعة والقوة المتزايدة والأداء الأفضل. من ناحية أخرى، تفضل العائلات الذهاب للسيارات ذات المحركات الأصغر، بسبب الاقتصاد في استهلاك الوقود.
تطور تقنيات المحركات
مع تطور المحركات، وظهور تقنيات التحكم في مزج الوقود والهواء في الأسطوانة، وإنتشار وتطور الشاحن التوربيني، أصبح من الممكن إستخراج القوة نفسها لمحرك 8 اسطوانات، لكن من محرك أصغر حجمًا مؤلف من 4 أسطوانات. وتتمتع السيارات ذات المحركات الصغيرة المزودة بشاحن توربيني بالقدرة على إنتاج المزيد من الطاقة مع الحفاظ على الكفاءة في استهلاك الوقود مقارنة بالمحركات الأكبر.
على سبيل المثال، يمكن أن يولد محرك سيارة رياضية مؤلف من 4 اسطوانات مع توربو قوة 300 حصان، وهي قوة محرك 8 أسطوانات من دون توربو. وإذا وضعنا المحركين على نفس السيارة وأخذنا بالإعتبار الوزن الأخف لمحرك 4 أسطوانات مقارنة بمحرك 8 أسطوانات، ستكون في النهاية السيارة المجهزة بمحرك 4 أسطوانات أسرع.
في الخلاصة
جواباً على السؤال أن عدد أسطوانات أكبر يعني سرعة سيارة أكبر، نقول من دون أدنى شك أن ذلك غير صحيح. فيمكنك الحصول على محركات أصغر حجمًا مع شاحن توربيني، لكنها متساوية في القوة مع المحركات الأكبر، إن لم تكن قوتها أكثر حتى، مع إستهلاك أقل للوقود وإنبعاثات ضارة أقل على البيئة.
وهذه المحركات تأتي بوزن أقل وتوفر سرعات عالية جداً للسيارة وتسارع أفضل. وللمعلومة فقط، تعتمد سيارات فورمولا 1 التي تعتبر الأسرع في العالم على محرك من ست أسطوانات V6 سعة 1.6 لترات فقط، ينتج قوة 800 حصان مع عدد دورات في الدقيقة تصل إلى 15000 دورة. وهذه القوة تتخطى بأشواط قوة محركات الـ 8 والـ 12 والـ 16 اسطوانة، وتوفر لسيارة الفورمولا واحد سرعة تتخطى الـ 350 كلم في الساعة مع إنطلاقة من 0 إلى 100 في أقل من ثانيتين.
كذلك، لا بد من الإشارة إلى أنه هنالك عدة عوامل أخرى تساهم في رفع قوة المحرك وسرعة السيارة بغض النظر عن المحرك التي تأتي به، من بينها نوع علبة السرعات، والأيروديناميكية والإنسيابية ووزن السيارة وغيرها.
اقرأ أيضًا: صح أم خطأ: تكاثر الأعطال في السيارة يعني أن المحرك تالف ويجب تغييره