رودولف ديزل، الذي ولد في 18 مارس 1858 في باريس، فرنسا، لأبوين ألمانيين، هو مخترع ومهندس ميكانيكي ألماني، وهو معروف بابتكاره لمحرك الديزل الذي غير قطاعات السيارات والصناعة.
اختراع غيّر وجهة العالم
بدأ ديزل العمل في تطوير محرك احتراق داخلي أكثر كفاءة في نهاية القرن التاسع عشر، كما كان هدف رودولف هو خلق محرك يكون أكثر كفاءة في استهلاك الوقود من المحركات البنزين الموجودة في ذلك الوقت. وفي عام 1892، حصل على براءة اختراع لتصميمه لمحرك الاحتراق بالضغط، الذي أصبح معروفًا باسم محرك ديزل.
يعمل المحرك الديزل على مبدأ الاشتعال بالضغط، حيث يتم ضغط الهواء داخل أسطوانة المحرك إلى نسبة عالية، مما يتسبب في زيادة درجة حرارته. يتم حقن الوقود بعد ذلك داخل الأسطوانة، حيث يشتعل تلقائيًا بسبب الحرارة العالية والضغط، ومن دون الحاجة إلى تواجد للبواجي. هذه العملية تؤدي إلى كفاءة حرارية وتوفير في استهلاك الوقود نسبة إلى المحركات البنزين.
اختراع رودولف ديزل كان له تأثير كبير على مختلف الصناعات، بما في ذلك قطاعات النقل والشحن وإنتاج الطاقة. يتم استخدام المحركات الديزل على نطاق واسع اليوم في السيارات والشاحنات والقطارات والسفن والمعدات الصناعية بسبب كفاءتها وموثوقيتها.
من هو رودولف ديزل؟
ولد رودولف ديزل في باريس في فرنسا عام 1858، وعند اندلاع الحرب الفرنسية الألمانية، تم ترحيل العائلة إلى إنجلترا في عام 1870 لاسيما وأن العائلة هي من أصول ألمانية، ومن هناك، ذهب ديزل إلى ألمانيا للدراسة في معهد ميونيخ للفنون التطبيقية، حيث برع في الهندسة، كما ودرس الديناميكية الحرارية تحت إشراف Carl von Linde. اعتمد ديزل على قوانين الديناميكا الحرارية لإنشاء محرك من شأنه أن يساعد الحرفيين المستقلين ورجال الأعمال.
صمم رودولف ديزل الكثير من المحركات الحرارية، بما في ذلك محرك الهواء الذي يعمل بالطاقة الشمسية. وفي عام 1892 حصل على براءة اختراع لتطوير محرك الديزل الخاص به.
قضى ديزل عامين آخرين في إجراء تحسينات على محركه، وفي عام 1896 أظهر نموذجًا آخر بكفاءة افضل، وفي عام 1898، مُنح رودولف ديزل أيضاً براءة اختراع أمريكية رقم 608845 لمحرك احتراق داخلي. انطلق محرك رودولف ديزل على الفور وقد ساعد في التطور الصناعي.
بعد وفاته ، أصبحت محركات الديزل شائعة في السيارات والشاحنات (بدءًا من عشرينيات القرن الماضي) والسفن (بعد الحرب العالمية الثانية) والقطارات (بدءًا من الثلاثينيات).
تم استخدام محركات رودولف ديزل أيضاً في محطات الكهرباء والمياه، والسيارات والشاحنات، والمراكب البحرية، وبعد فترة وجيزة تم استخدامها في المناجم وحقول النفط والمصانع والشحن العابر للمحيطات. سمحت المحركات الأكثر كفاءة والأكثر قوة للقوارب بأن تصبح أكبر، ما يعني بيع المزيد من البضائع في الخارج. أصبح ديزل مليونيراً بحلول نهاية القرن التاسع عشر، لكن الاستثمارات السيئة تركته في الكثير من الديون في نهاية حياته.
لغز موته
في عام 1913، اختفى رودولف ديزل في طريقه إلى لندن بينما كان على متن سفينة بخارية عائدة من بلجيكا. هذا ويشير البعض إلى أنه انتحر بسبب ديونه الكثيرة وبسبب سوء الاستثمارات، كما وقالت إحدى الصحف في ذلك الوقت بأن المخترع ألقي في البحر لوقف بيع براءات الاختراع للحكومة البريطانية خلال فترة الحرب العالمية الاولى.
في سبتمبر 1913، عندما اختفى ديزل، كان من المقرر أن يعبر ديزل القناة الإنجليزية لحضور اجتماع في لندن من أجل إنشاء مصنع جديد لمحركات الديزل والالتقاء بممثلي البحرية البريطانية حول تركيب محركاته في غواصاتهم.
حكمت الوفاة رسميًا على أنها انتحار بسبب مصاعبه المالية، على الرغم من أن المشككين يعتقدون أنه نظرًا لعدم فحص الجثة لمعرفة سبب الوفاة، وحقيقة أن محركه كان على وشك أن يتم بيعه للبحرية البريطانية قبل وقت قصير من اندلاع الحرب العالمية الأولى، يمكن ان يكون ديزل قد قُتل.
على الرغم من أن الوفاة الغامضة والمحيطة بالكثير من الشائعات والتكهنات، إلا أن ذلك لا يقلل من إسهام رودولف ديزل في التكنولوجيا الميكانيكية وتطور صناعة المحركات الديزل.
اقرأ أيضاً: الشيخ قوس قزح وسيارة كلاسيكية نادرة تخطف جمال كل مركباته الضخمة