تعتبر السيارات الكلاسيكية النادرة مهمة كثيراً لاسيما وأن عددها يكون ضئيلاً ما يعني أن قيمتها المادية سترتفع بشكل تلقائي، لذلك من الطبيعي أن يقوم شخص في المملكة بإهداء الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز سيارة قديمة لها قيمة تاريخية.
أهداها للملك عندما كان حاكماً للرياض
القصة أن العميد المتقاعد عبد الرحمن بن ناصر العبري، قدّم في السابق سيارة قديمة للملك سلمان بن عبد العزيز كهدية. كان العبري قد اشترى السيارة منذ حوالي 22 عامًا وقد نقلها إلى متحفه في القصيم. هذه السيارة الهدية نادرة جداً ولا توجد قطع غيار لها في السعودية. كما وكان المالك الأساسي للسيارة يطلب قطع غيارها من أمريكا بهدف اصلاحها واستخدمها للمشاركة في مهرجانات عدة.
في هذا السياق قال العبري، "لقد قدمت الشاحنة كهدية للملك سلمان عندما كان حاكماً للرياض عام 2006 وكان هو الذي أخبرني أن اسمها هو "دسمان"، وأنها كانت تستخدم لنقل الخيول وأنهم في ذلك الوقت كانوا يتعلمون كيفية قيادتها في صحراء قريبة من الرياض".
يمتلك العبري متحفًا للسيارات الكلاسيكية يضم حوالي 100 سيارة، يعود تاريخ بعضها إلى العام 1946 كما ويعمل حوالى 50 منها بعد إصلاحها بينما يحتاج البعض الآخر إلى قطع غيار نادرة يصعب العثور عليها بهدف تشغيلها. يشير العبري أيضاً إلى أن سيارة "دسمان" تعد من أغلى السيارات التي ضمها المتحف، كما إنها سبب لقائه بالملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
السيارة ما تزال القصر
في إحدى المرات زار العبري الملك سلمان في قصر العوجة بعد أن دعاه الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز. وقال حينها "عندما دخلت إلى القصر، رأيت سيارة "دسمان"، كما يحب الملك أن يسميها، أمام القصر". كما أنه وخلال هذه الزيارة أهدى العميد المتقاعد درعاً تذكارياً يحمل صورة قديمة خاصة بالسيارة الأيقونية.
يقول العبري "كانت هذه السيارة (موديل العام 1955) متواجدة في منطقة القصيم بالقرب من منطقة مهد الذهب، وكانت قديمة ولا تعمل على الاطلاق. لكن وبعد أن تأكدت من ان استمارتها كانت باسم الملك سلمان، أقدمت على شرائها من أحد المواطنين الذي وصلت إليه بعد أن اشتراها مواطن آخر من أحد مرافقي الملك سلمان بن عبدالعزيز. بعد عملية الشراء، قمت بنقل السيارة إلى محافظة الخبراء، وأقدمت على صيانتها واشتريت لها قطع غيار من أمريكا وجهزتها جيداً حتى أصبحت تعمل، كما وشاركت فيها في المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادري".
السيارات الكلاسيكية في السعودية
لا بد من الإشارة في النهاية إلى أن كثيرًا من السعوديين لديهم عشق للسيارات الكلاسيكية، وهذا العشق لم يكن هوايةً فقط، بل وصل الأمر الى اقتنائها والاستثمار فيها، علما أن بعضها يعود إلى أكثر من تسعين عامًا.
وقد دفعت هذه الهواية الكثير من الشباب إلى إقتناء أندر العلامات التجارية وأكثرها عراقة، بعضها صنع في ثلاثينيات القرن الماضي، كما أن غالبية هذه السيارات الكلاسيكية أمريكية ويابانية الصنع.
هذا ويشير أحد المهتمين بجمع السيارات الكلاسيكية القديمة في المملكة، أن هذه الهواية بدأت في السنوات الأخيرة تنتشر داخل أوساط الشباب الخليجي وخاصة السعودي، وأنها بالتأكيد سوف تتطور وتكبر لاسيما وأن السيارات يُصار إلى إعادة ترميمها كي تعود إلى حالاتها الأساسية فيصار إلى بيعها من جديد.
اقرأ أيضاً: من البحرين: هكذا فجرت أستون مارتن فالكيري حدود الهندسة في عالم السيارات