كان سباق ميل ميليا، وهو سباق تحمّل شاق يمتد لمسافة 1000 مايل (1600 كلم) في إيطاليا، بمثابة سباق دفع الآلات والرجال إلى أقصى حدودهم المطلقة. ولعقود من الزمن، أسر هذا السباق الجماهير بمنافسته المثيرة والعرض الذي لا مثيل له لبراعة السائقين. ومع ذلك، وصلت نسخة 1957 إلى نهاية مأساوية، مما أدى إلى تغيير مشهد رياضة السيارات إلى الأبد.
سباق غارق في التاريخ والخطر
بدأ سباق Mille Miglia، الذي يعني "ألف مايل" باللغة الإيطالية، في عام 1927. ولم يكن سباقًا على حلبة، بل كان اختبارًا للسرعة على الطرق العامة المغلقة. خلال هذا السباق تحركت السيارات المنافسة عبر البلدات والقرى، مروراً بكروم العنب والجبال، وبالتأكيد ضمن بسرعات مذهلة. وبسبب التنافس الشديد، اجتذب سباق Mille Miglia السائقين الشجعان والمصنعين الجريئين.
كان سباق Mille Miglia لعام 1957 ليكون معركة كلاسيكية بين العملاقين الراسخين، فيراري ومازيراتي، هذا وكان السباق شرسًا، حيث دفع السائقون سياراتهم إلى الحافة.
الحادث المروع
كان ألفونسو دي بورتاجو، الإسباني الشاب ذو الشخصية الجذابة، نجمًا صاعدًا في رياضة السيارات. شارك في قيادة سيارة فيراري 335 إس في سباق ميلي ميليا عام 1957 مع مساعده الأمريكي إدموند نيلسون. كان بورتاجو معروفًا بأسلوب قيادته العدواني وموهبته التي لا يمكن إنكارها.
لكن وعلى بعد 30 ميلاً (48 كلم) فقط من خط النهاية في بريشيا، إيطاليا، وقعت المأساة. فقد تعرضت سيارة فيراري بورتاجو، التي كانت تسير بسرعة تقدر بـ 180 ميلاً في الساعة (حوالى 290 كلم/ الساعة) لانفجار في إطارها. فقد فقد السائق السيطرة على سيارته، التي انحرفت عن الطريق، والتي اصطدمت بعمود الهاتف قبل أن تنقلب فوق النهر.
كان تأثير الحادث مروعاً. فقد تفككت سيارة فيراري، وتلقى كلاً من بورتاجو ونيلسون حتفهما على الفور. الحادث لم ينته عند هذا الحد، فقد سقط حطام السيارة وأجزاؤها على حشد من المتفرجين، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص، خمسة منهم أطفال. وأصيب كثيرون آخرون. في النهاية احتل بييرو تاروفي، سائق فيراري آخر، المركز الأول في نهاية السباق لكن ومكان الأجواء الاحتفالية ساد شعور بالصدمة والحزن.
نهاية حقبة.. إلغاء سباق ميل ميليا
كان للحادث المدمر الذي وقع عام 1957 تأثير عميق على رياضة السيارات. قامت الحكومة الإيطالية، تحت ضغط شعبي هائل، بحظر سباقات الطرقات المفتوحة مثل سباق ميلي ميليا. كما تم إلغاء أو تغيير سباقات مماثلة في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية بشكل جذري.
كانت مأساة سباق ميل ميليا عام 1957 بمثابة تذكير صارخ بالمخاطر الكامنة في رياضة السيارات. وبينما ظلت إثارة السرعة والمنافسة قائمة، احتلت المخاوف المتعلقة بالسلامة مركز الصدارة، كما وأدى الحادث إلى تقديم لوائح أكثر صرامة، وتحسين ميزات السلامة في السيارات، وتجديد التركيز على ممارسات السباق المسؤولة.
لا يُذكر سباق Mille Miglia لعام 1957 بسبب الإثارة في التنافس، بل بسبب الخسائر المأساوية في الأرواح. لقد كان بمثابة نهاية حقبة ونقطة تحول في سلامة رياضة السيارات. وفي حين تم إحياء سباق ميل ميجليا بشكل أكثر أمانًا بعد عقود من الزمن، إلا أن ظلال حادث عام 1957 لا تزال بمثابة تذكير حزين بالتكلفة البشرية المرتبطة بدفع حدود السرعة.
اقرأ أيضاً: ساعة ميل ميليا مميزة من شوبارد تعيدنا الى الزمن الجميل
