في سجلات سباقات الفورمولا 1، هناك أسماء قليلة لمعت في هذه الرياضة لعل أبرزها السير جاك برابهام. أكثر من مجرد بطل عالم ثلاث مرات، كان برابهام مبتكرًا لا يكل، وعبقريا ميكانيكيا، ورجلًا تجرأ على إعادة تعريف الرياضة وفقًا لشروطه الخاصة. رحلته، من ميكانيكي إلى أسطورة في رياضة السيارات، هي شهادة على الإصرار والتصميم والشغف الذي لا هوادة فيه.
قبل الفورمولا 1
ولد برابهام في أستراليا في 2 ابريل عام 1926 (توفي 19 مايو 2014) وكانت سنواته الأولى بعيدة كل البعد عن بريق الفورمولا 1. أمضى سنوات شبابه في إصلاح السيارات، وصقل مهاراته الميكانيكية في القوات الجوية الأسترالية خلال الحرب العالمية الثانية. أصبحت هذه الخبرة العملية مع المحركات حجر الأساس لبراعته في السباق.
بعد أن عمل كميكانيكي في القوات الجوية الملكية الأسترالية في الحرب العالمية الثانية، أنشأ برابهام شركته الهندسية الخاصة في عام 1946. وقد شارك في سباقات السيارات القزمية في أستراليا (1946-1952)، وفي عام 1955 انتقل إلى إنجلترا ليقود لفريق كوبر في سباق الجائزة الكبرى في الفورمولا 1.
جذب الأوسمة ايضاً
حقق برابهام فوزه الأول في الفورمولا 1 بعد أربع سنوات في جائزة موناكو الكبرى. وبعد حصوله على بطولة العالم مرتين مع فريق كوبر وبالتحديد في العامين 1959 و1960، ترك الفريق في عام 1961 ليصنع سياراته الخاصة. في ذلك العام، قاد أيضًا سيارته في أول سباقاته الأربعة في إنديانابوليس 500 وقدم أول مركبة ذات محرك خلفي إلى سباقات الإندي. وفي العام 1966 حصل على لقبه الثالث في الفورمولا 1 وهذه المرة وهو يقود لفريه الخاص.
حصل برابهام على وسام الإمبراطورية البريطانية في عام 1967، كما ونال لقب فارس في عام 1979 وتم إدراجه في قاعة مشاهير رياضة السيارات الدولية في عام 1990.
وبعيدًا عن إنجازاته في السباقات، كان برابهام مدافعًا هادئًا عن سلامة السائقين. لقد كان له دور فعال في تطوير تدابير السلامة مثل الخوذات التي تغطي الوجه بالكامل، وساعدت حملته الدؤوبة في جعل الفورمولا واحد رياضة أكثر أمانًا للجميع.
مسيرته في عالم السباقات
ظهر برابهام لأول مرة في الفورمولا 1 في عام 1955 وسرعان ما أظهر موهبته الاستثنائية في القيادة. ومع ذلك، كانت شراكته مع فريق كوبر هي التي سترفعه إلى مكانة أسطورية. في عام 1959، فاز بأول بطولة عالمية له في الفورمولا واحد، ليصبح أول أسترالي يحقق هذا الإنجاز. وفي العام التالي، حصل على بطولته الثانية، مما عزز سمعته كقوة هائلة على المسار.
ما يميز برابهام لم يكن براعته خلف عجلة القيادة فحسب، بل أيضًا عقليته المبتكرة. ففي عام 1966، حقق إنجازًا غير مسبوق بفوزه بالبطولة بسيارة من صنعه وهي Brabham BT19. خلال مسيرته المهنية في قيادة الفورمولا 1 التي امتدت لـ 15 عامًا، شارك برابهام في 126 سباقًا للجائزة الكبرى وحقق 14 انتصارًا، كان آخرها في جنوب أفريقيا عام 1970، وقد اعتزل في نهاية ذلك الموسم بعد أن احتل المركز السادس في بطولة السائقين والمركز الرابع في بطولة الصانعين.
فريق برابهام في الفورمولا 1
تأسس فريق برابهام في عام 1961 على يدين جاك برابهام، الذي كان سائق فورمولا 1 ناجحًا، ورون تاوراناك، المهندس الميكانيكي الأسترالي. كانت إسهامات فريق برابهام في مجال تطوير السيارات والهندسة الرياضية بارزة، وقد حققت السيارات التي صنعها الفريق الكثير من النجاحات في الفورمولا 1 وفي سباقات أخرى.
في عام 1966، حقق جاك برابهام الإنجاز التاريخي بحصوله عل لقب بطل العالم في الفورمولا 1 باستخدام سيارة من صنع فريقه، وهي Brabham BT19، وقد كان هذا الإنجاز الأول من نوعه في تاريخ الفورمولا 1.
كان فريق برابهام رائدًا في التطوير التقني والهندسة في عالم السباقات. وبفضل إسهاماته وإنجازاته، كان له تأثير كبير على الفورمولا 1، كما وتميز الفريق بروح الإبداع والابتكار. انحسر نشاط فريق برابهام في الفورمولا 1 بشكل تدريجي وفي عام 1992، تم بيعه إلى شركة Middlebridge Group، بعد أن شارك في 403 سباقات.
حصل الفريق علي بطولة الصانعين في العامين 1966 و1967 كما وتمكن من الفوز ببطولة السائقين لأربع مرات في الأعوام 1966 (مع جاك برابهام) و1967 (مع ديني هيلمي) و1981 (مع نيلسون بيكيه) و1983 (مع نيلسون بيكيه).
اقرأ أيضاً: مجموعة سيارات مايكل شوماخر تظهر عشق الألماني لكل ما هو إيطالي