كان لويس شيفروليه (1878-1941) متسابقًا شجاعًا للسيارات ولم يُبدِ اهتمامًا كبيرًا بسلامته اذ كان هدفه الوحيد هو الفوز فقط. جذبت مهارات القيادة لدى شفروليه انتباه المدير التنفيذي للسيارات ويليام ديورانت وقد جمع الرجلان مواهبهما لتشكيل شركة شيفروليه موتور. صمم شفروليه سيارة سياحية أنيقة سداسية الأسطوانات، والتي حققت نجاحًا تسويقيًا فوريًا.
البداية مع الدراجات
ولد لويس جوزيف شيفروليه في 25 ديسمبر 1878 في لا شو دو فون سويسرا وقد علمه والده المهارات الميكانيكية الأساسية وشدد على أهمية الدقة في تصنيع أجزاء الماكينة، والتي ساهمت لاحقًا في مهارته كمصمم محركات. كانت سباقات الدراجات رياضة رائعة في عطلة نهاية الأسبوع في مدينة بون حيث ترعرع، وهذا هو المكان الذي طور فيه شيفروليه اهتمامه بالسرعة. بينما كان لا يزال في سن المراهقة، أصبح شيفروليه متدربًا في متجر دراجات ليعود ويبدأ بناء الدراجات ومن ثم بيعها تحت اسم فرونتيناك.
لم تكن أعماله في مجال تصنيع الدراجات ناجحة جدًا، وكان قد أصبح متدربًا في مصانع السيارات Darracq و Hotchkiss و Dion Bouton. في عام 1898، حصل على وظيفة في شركة Mors Auto، وتم إرساله إلى وكالة سيارات في مونتريال ليعمل كسائق ميكانيكي لمدة ستة أشهر وينتقل لاحقاً إلى بروكلين، نيويورك. عمل لويس في شركة DeDion Bouton Motorette وسرعان ما أتيحت له الفرصة ليكون سائق سيارة سباق بديل لشركة Fiat في مدينة نيويورك.
انضم إلى فريق Buick Racing
أصبح شيفروليه البالغ من العمر سبعة وعشرين عامًا من المشاهير وجذب انتباه ويليام ديورانت، مؤسس شركة جنرال موتورز. دعا ديورانت شيفروليه وشقيقه الأصغر آرثر إلى فلينت بولاية ميشيغان عام 1907 ليكونا سائقي سباقات وقد طُلب من لويس شيفروليه الانضمام إلى فريق سباقات بويك. على مدى السنوات الثلاث التالية، فاز شيفروليه بالكثير من الانتصارات لفريق بويك وبين الاعوام 1905 و 1920، أمضى شيفروليه ما يعادل ثلاث سنوات في التعافي من الحوادث الخطيرة.
في عام 1909، افتتح شيفروليه مرآبًا للسيارات في ديترويت بولاية ميشيغان، حيث بدأ في تصميم وبناء واختبار محركات السيارات ذات الأربع وست أسطوانات. وصفه أصدقاؤه بأنه شخص مثالي وعامل مجتهد بشكل لا يصدق، وعادة ما يقضي ستة عشر ساعة عمل في اليوم. كان يكره تفويض السلطة ويفضل القيام بمعظم الأعمال المهمة بنفسه. تم وصف شيفروليه أيضًا بأنه غير صبور وسريع الغضب ولم يكن يحب تلقي الأوامر من الآخرين، رغم أنه كان مخلصًا للغاية لعائلته وأصدقائه.
تصميم أول سيارة شيفروليه
عندما أُجبر ديورانت على الانسحاب من جنرال موتورز في عام 1910 بسبب نزاع بين المساهمين، تبعه شيفروليه ليقوم بعرض تصميم سيارة سياحية صغيرة وفاخرة وكانت النتيجة سيارة من ست أسطوانات (تسمى شيفروليه) أظهرت مهارة لويس كمصمم. السيارة الجديدة التي كان سعرها مرتفعًا 2،150 دولارًا بيع منها 3000 وحدة في عام 1912 وحققت ربحًا قدره 1.3 مليون دولار بسبب بيع 16000 سيارة في العامين المقبلين.
قرر شيفروليه ترك الشركة في عام 1914 عندما أضاف ديورانت سيارة أرخص إلى لوحة شيفروليه، من أجل التنافس مع فورد حيث لم يكن يريد أن يرتبط لويس بالسيارات الرخيصة، وكان حريصًا على العودة إلى السباقات، فباع مخزونه من سيارات شيفروليه إلى ديورانت، قبل أن ترتفع قيمتها.
لم يكن شيفروليه رجل أعمال ماهر، بالإضافة إلى عدم قدرته على الاستفادة من النمو المثير للإعجاب لشركة شفروليه موتور واندماجها اللاحق مع جنرال موتورز، فقد خسر أيضًا مبلغًا كبيرًا من المال في محاولته لإنتاج مجموعة من سيارات الركاب.
على الرغم من أن السيارات كانت شغفه الدائم، إلا أن شيفروليه كان لديه اهتمامات أخرى أيضًا. فقد جرب سباقات القوارب السريعة في عام 1925، وفاز بسباق القوارب في ميامي، فلوريدا، كما أنه استمتع برياضة الجولف، وقد فاز بالكثير من بطولات الهواة.
اقرأ أيضاً: كان يحب التلاعب بالأثرياء: ما لا تعرفه عن حياة انزو فيراري