باتت سلسلة سباقات "إكستريم إي" للدفع الرباعي الكهربائي، قاب قوسينِ أو أدنى من الانطلاق، وذلك في المملكة العربية السعودية للعام الثالث على التوالي، حيثُ ستكونُ الجولةُ الافتتاحية في "نيوم" يومي 11 و12 مارس 2023.
جهود المملكة لتحقيق الريادة
رحّب صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان العبد الله الفيصل، رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية وشركة رياضة المحركات السعودية، بعودة سلسلة سباقات "إكستريم إي" إلى المملكة، مشدداً على أن انطلاق الموسم للمرة الثالثة من المملكة يجسد التزامها طويل الأمد بدعم مبادرات الاستدامة ورؤيتها لخلق مستقبل أكثر استدامة للأجيال المقبلة، وبما يتماشى مع جهود المملكة لتحقيق الريادة العالمية في مجال الاستثمار في التقنيات المستدامة وتسخيرها لحماية مواردها الطبيعية الفريدة، تماشياً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، مؤكداً سموه على مواصلة الجهود الرامية للاستفادة من قوة الرياضة لدفع عجلة الاستدامة والتنوع.
وقال سموه: "في ظل دعم سخي وغير محدود من من قبل مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، ورؤية الملهم سيدي ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، والمتابعة الحثيثة والتوجيهات المستمرة من سمو وزير الرياضة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، تواصل المملكة ترسيخ مكانتها الريادية كوجهة لأبرز الفعاليات الرياضية العالمية، إذ تنطلق الجولة الافتتاحية لموسم "إكستريم إي" من مدينة نيوم، بعد استضافة المملكة لرالي داكار السعودية، ورالي حائل الدولي، وسباق جائزة الدرعية الكبرى للفرومولا إي، وقبل أيام من استضافة النسخة الثالثة من سباق جائزة السعودية الكبرى للفورمولا 1، ليشكل قطاع رياضة المحركات في المملكة أحد ركائز مسيرتها الرياضية المميزة، ويواصل نجاحاته ليرسخ مكانة المملكة كموطن لأكبر وأهم البطولات العالمية".
حماس كبير
بدوره، عبّر أليخاندرو عجاج المؤسس والرئيس التنفيذي لـ"إكستريم إي"، عن سعادته بعودة الموسم الثالث من السلسلة، مشيراً إلى الحماس الكبير الذي شهدته البطولة العام الماضي، والتي قدمت خلالها بعض أقوى السباقات، إلى جانب اكتمال الاستعدادات لبدء موسم جديد بطموحات أكبر، لتكرار النجاحات التي تحققت في العامين الماضيين.
وقال أليخاندرو: "مع دخولنا للموسم الثالث، نفخر بمشاركة المنسق الموسيقي كارل كوكسطن حيث أننا نحن متحمسون لمشاهدة فريقه "كارل كوكس ريسنيغ" بعد انضمامه إلى شبكتنا، حيث سيشارك هذا العام بتشكيلة من أقوى الفرق يتقدمهم الفائزين ببطولتنا نيكو روزبرغ ولويس هاميلتون، إلى جانب الفرق التي تسعى لتحقيق اللقب مثل "نيوم ماكلارين إكستريم إي"، و"فيلوس ريسينغ"، و"أيه بي تي كوبرا إكس إي".
وأكمل: "يسعدنا افتتاح الموسم مرة أخرى من مدينة نيوم، والتي تتواءم طموحاتها وأهدافها مع القيم التي نتمتع بها في "إكستريم إي"، حيث تعتبر مدينة المستقبل، من خلال تطبيق مبادئ الاستدامة والسيارات الكهربائية، لتوفير بيئة للعيش في وئام مع الطبيعة، وكل هذا يتوافق مع قيم بطولتنا، ومع كل الإثارة والحماس في السباق، لا يمكننا أن نغفل عن هدفنا العام في التسابق من أجل الكرة الأرضية، ونحن مصممون على البناء على النجاحات الذي حققتها منصتنا في زيادة الوعي بقضايا المناخ، ونحن مستعدون للمضي قدماً بينما نستكشف الحلول المستدامة التي يمكننا جميعاً أن نكون جزءاً منها".
حجر الزاوية
تشكل "نيوم" حجر الزاوية في خطط رؤية المملكة العربية السعودية 2030 لتنمية وتنويع الاقتصاد السعودي وترسيخ مكانة المملكة الريادية في التنمية العالمية، وتم بناء "نيوم" بالكامل لتقديم نموذج جديد للاستدامة الحضارية، وتأسيس أعمال مزدهرة مع الحفاظ على البيئة، ويتضمن ذلك أول نظام للطاقة المتجددة على نطاق واسع في العالم، وتحقيق الريادة في استخدام الهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى مركز عالمي لتوليد الطاقة النظيفة والبحث والابتكار.
وستشمل البنية التحتية الرياضية في نيوم مجموعة واسعة من الرياضات، وتشمل طموحات "نيوم" أيضاً تركيزاً قوياً للحفاظ على البيئة تماشياً مع خطط المشروع الرامية إلى الحفاظ على 95٪ من بيئتها الطبيعية.
وشهدت مشاركة نيوم في "إكستريم إي" نمواً كبيراً في الموسم الماضي، لتصبح الراعي الرئيس في فريق "نيوم ماكلارين إكستريم إي"، حيث تعتمد الشراكة مع الفريق على مشاركة "نيوم" في رياضة السيارات بهدف ترسيخ مكانتها كمركز للرياضة العالمية، كما تم الإعلان عن شراكة طويلة الأجل مع شركة نيوم للطاقة والمياه "إينووا Enowa"، إحدى الشركات التابعة لنيوم والمتخصصة في الطاقة والمياه والهيدروجين، وذلك لإدخال الوقود الهيدروجيني الأخضر إلى سلسة سباقاتها العالمية المستدامة.
وتُعتبر شركة "إينووا" الذراع الرئيس للإنتاج المستدام لموارد الطاقة والمياه والهيدروجين في نيوم، في وقتٍ تتزايد فيه الطموحات للاعتماد على الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع كمصدر للطاقة، حيث تدعم هذه التقنية نقل الطاقة المتجددة لمسافات طويلة، وإزالة الكربون من الصناعات الرئيسة والبنية التحتية، وستعزز هذه الشراكة أهمية اعتماد تقنيات الهيدروجين الأخضر، لإبراز مدى الفرص التي تتيحها هذه التكنولوجيا.
الجمع بين الاستدامة والأحداث الرياضية العالمية
يشكّل سباق "ديزيرت إكس" ثالث فعاليات "إكستريم إي" في المنطقة، حيث يسعى لتحقيق الهدف المشترك المتمثل في الجمع بين الاستدامة والأحداث الرياضية العالمية.
وبدوره، قال جان باترسون، رئيس قطاع الرياضة في "نيوم": "يسعدنا أن نرحب بعودة سلسلة "إكستريم إي" إلى نيوم في الجولة الافتتاحية لموسم 2023، وهي الاستضافة التي تواكب رؤية "نيوم" لتصبح وجهة عالمية فريدة في اسضافة أبرز الفعاليات الرياضية العالمية من خلال الجمع بين أقوى المنافسات وأفضل الممارسات في مجال الاستدامة".
ومن المقرر أن تقام الجولة الافتتاحية للموسم على شواطئ البحر الأحمر بالقرب من موقع دورة الألعاب الشاطئية في نيوم 2022، والتي استضافت خلالها أكثر من 300 رياضي من 25 دولة.
وستواجه الفرق مرة أخرى تضاريس رملية في الغالب، على الرغم من وجود تحدٍ وموقع مختلفين تماماً عن الزيارتين السابقتين للسلسلة في المملكة العربية السعودية، واختبر العديد من السائقين مساراً على الشاطئ من قبل، في "أوشن إكس بري" في السنغال في عام 2021، ولكن سيتعين على الجميع أن يكونوا في قمة تركيزهم لمواجهة هذه التضاريس.
وفي جولتها العالمية لهذا العام، وإلى جانب المملكة العربية السعودية وجزيرة سردينيا في إيطاليا وتشيلي، ستحط السلسلة رحالها للمرة الأولى في استكلندا، والبرازيل أو الولايات المتحدة الأمريكية.
الجدير بالذكر أن سلسلة "إكستريم إي" هي شكل جديد ومبتكر لسباقات سيارات الدفع الرباعي الكهربائية وذلك في بيئات قاسية حول العالم والتي تضررت أو تأثرت بالمناخ والتغيرات البيئية، وتتألف السلسلة العالمية من خمسة سباقات وتسلّط الضوء على تأثير تغير المناخ والتحديات البيئية في بعض المواقع النائية في العالم والترويج للتوجه نحو استخدام المركبات الكهربائية ودعم المساعي الرامية إلى تقليل الانبعاثات الكربونية وخلق مستقبل أفضل لكوكب الأرض.
ولضمان أقل تأثير ممكن على البيئة، لن يتاح حضور جماهيري لمشاهدة سباقات "إكستريم إي"، وبدلاً من ذلك يمكن للجمهور متابعة الحدث من خلال البث التلفزيوني المباشر، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما تستخدم السلسلة سفينة الشحن الملكية السابقة كمركز لعمليات "إكستريم إي"، حيث يتم استخدام السفينة لنقل المعدات اللوجستية للسلسلة وبنيتها التحتية، بما في ذلك المركبات، إلى أقرب ميناء، ما يقلل من تأثير "إكستريم إي"، بالإضافة إلى استخدامها لتسهيل عمليات البحث العلمي من خلال المختبر الموجود على متنها.