في هذا العصر الحديث في عالم السيارات والمحركات، ظهرت الكثير من السيارات الذاتية القيادة، ولكن هل يمكن أن يكون هذا النوع من المركبات خطراً ويسبب الموت؟
قد يُطلب من السائق التحكم بالسيارة فجأةً
كشفت دراسة جديدة عن أخطر ما يمكن فعله خلف عجلة قيادة سيارة ذاتية القيادة، وأشارت الدراسة، التي أجرتها جامعة RMIT الأسترالية، إلى ما يحدث لو طُلب من السائق فجأة السيطرة على مركبة ذاتية القيادة.
فمن خلال استخدام جهاز محاكاة المركبات الذاتية القيادة من المستوى 3، اختبر الباحثون سرعة الشخص المتواجد خلف عجلة القيادة في السيطرة على السيارة في حالة الطوارئ.
يشير مصطلح "المستوى 3" إلى أن السائقين يمكنهم رفع أيديهم عن عجلة القيادة وإبعاد أعينهم عن الطريق، على الرغم من أنه يجب أن يكونوا قادرين على استعادة السيطرة على السيارة في أي لحظة.
خبرة السائق ضرورية
تناولت الدراسة المذكورة كيفية تأثير بعض العوامل على قدرة السائق على الاستجابة للحالات التي تطالبه بتولي القيادة، وقد قال الدكتور نينغ تشانغ، المؤلف الرئيسي للدراسة: "لقد جعلنا السائقين يكتبون رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل، ويشاهدون مقاطع الفيديو، ويأخذون استراحة وأعينهم مغلقة بينما السيارة تسير لوحدها، وقد تبين أنه كلما طالت مدة مشاركة السائق في النشاط، كانت استجابته لحالة الطوارئ أسوأ، كما وتبين أيضاً أن السائق الذي يأخذ قسطًا من الراحة يكون أقل استجابةً من الشخص الذي يشاهد مقاطع فيديو ومن ثم الشخص الذي يقوم بعمل".
إضافة إلى ما ذكرنا، ركز البحث أيضًا على مدى خبرة السائق في مجال القيادة، حيث تبين أن السائقين العديمي الخبرة (الذين لديهم أقل من 20 ألف كيلومتر من الخبرة في القيادة) يستجيبون لحالات الطوارئ بشكل أبطأ وأقل فعالية نسبةً لغيرهم من السائقين، لذلك تعتبر المسافة المقطوعة منذ الحصول على رخصة القيادة أهم من عدد السنوات التي مرت منذ إصدار الرخصة.
دور الحكومات
تسلط النتائج التي توصلت إليها الدراسة على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار خبرة السائق متى قرر شراء سيارة ذاتية القيادة، كما ويدرس فريق جامعة RMIT الأسترالية كيفية تحفيز اليقظة وتحسين فعالية السائقين أثناء القيادة الذاتية خصوصاً متى اضطروا على القيادة بأنفسهم.
يقول البروفيسور محمد فارد المشارك في الدراسة: "الهدف من عملنا هو تعزيز التفاعل بين الإنسان والمركبات ذاتية القيادة في حالات الضرورة وتحسين طريقة تفاعل البشر مع هذه المركبات المتقدمة والتحكم فيها بشكل كبير، مما يؤدي إلى تعزيز الكفاءة والسلامة في تشغيلها"، مضيفاً: "يمكن للحكومات أن تحمي بشكل فعال السلامة على الطرق من خلال الاعتراف بالآثار الضارة التي تأتي من السيارات الذاتية القيادة من المستوى الثالث، وتنظيم أنشطة تساهم في زيادة التركيز لدى السائقين القليلي الخبرة".
بينما تقنية القيادة الذاتية من المستوى 3 متاحة بالفعل ومعتمدة للاستخدام على بعض الطرق السريعة المعينة في ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان، إلا أنه من الضروري أن يُصار إلى تدريب السائقين على استعادة زمام القيادة بشكل سريع في حالات الطوارئ لتجنب الكثير من المواقف غير المحببة.
اقرأ أيضاً: ما هو المطار الصامت ولماذا تتجه مطارات العالم لهذه السياسة؟