نعلم جميعًا أن الطائرات تطير بنفسها إلى حد كبير بفضل تقنية الطيار الآلي. لكنه في بعض الأحيان نتسائل عن سبب استمرار بقاء الطيارين البشريين جزءًا من المعادلة.
بدون نوافذ أمامية
بغض النظر عن مدى تقدم التكنولوجيا التي تحافظ على سلامة الطائرات، لا يزال البشر بحاجة إلى رؤية الأشياء بأعينهم، لأن ذلك يجعلهم يشعرون بأمان أكبر. لكن هل سيشعر الطيارون بالراحة نفسها في قيادة طائرة بدون نوافذ أمامية، أي طائرة تستخدم الشاشات بدلاً من ذلك؟
فإذا كنت تتابع نضال وكالة ناسا من أجل جعل رحلة الطيران المدني فوق الصوتية حقيقة واقعة، فأنت تعرف الآن طائرة الأبحاث X-59 التي لا تحتوي على نوافذ ولا حتى أمامية للطيار، لكنا تعتمد بدلاً من ذلك على شاشة بدقة 4K.
والسبب في ذلك ليس غرابة من مهندسي ناسا، بل ضرورة من شكل الطائرة. فهيكلها الطويل وأنفها الذي يبلغ طوله 9 أمتار ليسا مناسبين تمامًا للنوافذ، لذا كان لابد من تصور حل آخر. تجدر الإشارة إلى أن الشركة التي اختيرت لجعل هذا التصميم حقيقة واقعة، وهي كولينز إيروسبيس، إستغرقت عامين للتوصل إلى حل، قدمته هذا الأسبوع.
كاميرات مدمجة
ما تقدمه الشركة هو شيء يسمى عرض التنسيق الكبير. وسيتم تسليم الصور التجريبية التي تم التقاطها بواسطة كاميرتين خارج الطائرة ودمجها مع بيانات التضاريس المتاحة والمساعدات البصرية لمقاربات المطار والهبوط والإقلاع، لخلق وعي مثالي بالظروف لمن سيقود الطائرة.
وتتكون أجهزة كولينز من شاشة تعمل باللمس مع نوافذ متعددة الوظائف وإمكانية HUD وأجهزة راديو إتصال. يشتمل النظام أيضًا على شيء يسمى نظام رؤية محسن متعدد الأطياف يسمح للطيار بالهبوط في جميع الظروف الجوية تقريبًا باستخدام مستشعرات بصرية متطورة وتقنية الأشعة تحت الحمراء متعددة الموجات.
ومع كل ذلك يبقى أكثر من عام حتى يتم جدولة X-59 في أول رحلة لها. وتخطط وكالة ناسا لتحليقها جواً فوق مدن أمريكية غير مسماة ومعرفة ما إذا كانت الفكرة التي لديها لتقليل مستويات صوت تعمل بالفعل. لننتظر ونرى ما ستقدمه هذه الطائرة من جديد، وهل فعلاً ستكون أسرع من الصوت ولا تصدر ضجيجاً.
اقرأ أيضًا: طائرة ديكتاتور تباع في مزاد علني بسعر رخيص وهو الذي يملك طائرات غيرها