ليس أمرا مزاجيا.. لماذا من المهم جدًا أن يجلس ركاب الطائرة في مقاعدهم الصحيحة

هل سبق لك أن تساءلت لماذا تطلب الطائرات الصغيرة من الركاب الجلوس في مقاعد محددة؟ السبب الرئيسي يعود إلى أنه يتم تقدير أوزان الركاب قبل تخصيص المقاعد، بخاصة في الرحلات الجوية الإقليمية.

اهمية الوزن البشري

باستثناء الراكب المفعم بالحيوية الذي قد يحاول في بعض الأحيان شغل مقعد فارغ، عادةً ما يذهب الجميع إلى مقاعدهم المخصصة، والتي تختارها شركة الطيران ذاتيًا. في بعض الأحيان يقوم طاقم الطائرة بإبلاغ الجميع بالجلوس في المقعد المخصص لهم، ولكن لماذا؟

قد يعتقد بعض المسافرين أن السبب في ذلك هو أن شركة الطيران لديها مخطط يوضح من يجلس في مكان ما، وهو ما قد يكوّن معلومات مفيدة في حالة الطوارئ.

ومع ذلك، ليس هذا هو الحال، بخاصة في الطائرات الخفيفة، حيث يتم أخذ توزيع الوزن البشري في الاعتبار قبل أن تغادر الطائرة الأرض، من هنا يلعب تخصيص المقعد دورًا مهمفيُصار اً، إلى التأكد من أن الطائرة متوازنة في كل الأوقات ذلك أن التوزيع غير المتساوي للوزن قد يؤثر على ثبات الطائرة أثناء الطيران خصوصاً في الطائرات الخفيفة الوزن.

مركز جاذبية الطائرة

وفقًا لرئيس عمليات الطيران والسلامة في الخطوط الجوية النيوزيلندية، الكابتن ديفيد مورغان، فإن ضمان وجود الجميع في مقعدهم الصحيح يرتبط بـ "مركز جاذبية الطائرة" (COG). بالطبع، إذا تم نقل راكب واحد للأمام أو للخلف بضعة صفوف على متن طائرة ضخمة ذات جسم عريض مليئة بالوقود والأمتعة، فمن غير المرجح أن يسبب ذلك مشكلة في الإقلاع.

بشكل عام، وبمجرد حساب كل الوقود والأمتعة والركاب، تبدأ الحسابات في تحديد مكان الـ COG، بناءً على التوزيع الدقيق لجميع تلك الأوزان. بعدها يتلقى الطيارون ما يعرف باسم "ورقة التحميل"، والتي تتضمن هذه المعلومات الأساسية، والتي يمكن أن تؤثر على قوة الإقلاع وسرعته.

ماذا عن عملية الهبوط؟

من المثير للاهتمام أن توزيع الركاب له نفس القدر من الأهمية عند الهبوط. سيفهم معظم الناس أن هبوط الطائرة يكون أخف بكثير مما يكون عليه عند إقلاعها، حيث أنها تحرق الكثير من الوقود أثناء الرحلة، لذلك، ومرة أخرى، قبل أن تغادر الرحلة الأرض، يتم حساب مكان مركز الجاذبية عند الهبوط، بناءً على توزيع الوزن البشري.

إذاً وبالنسبة للهبوط، ومع فقدان جزء كبير من الوزن، يصبح تأثير البضائع والركاب كبير على خصائص الرحلة. فإذا كان الركاب أحرارًا في التحرك كما يريدون خلال الجزء الأخير من رحلة معينة، وانتقل عشرة مسافرين متوسطي الوزن من طرف إلى آخر مع أمتعتهم المحمولة المحتملة، فإن ذلك يعني عدة مئات من الكيلوجرامات من نقل الوزن. وبالنسبة لبعض أنواع الطائرات، قد يكون هذا أمرًا مؤثراً للغاية.

من هنا، تتأكد شركات الطيران من تواجد الركاب في مقاعدهم المخصصة قبل الإقلاع وعند الهبوط. ولهذا السبب أحيانًا تقوم شركة النقل بتغيير مقعدك في اللحظة الأخيرة، ربما قام أحد المسافرين بإلغاء خططه، مما تسبب في مشكلة في الوزن والتوازن.

اقرأ أيضاً: أسباب لا تعرفها.. لماذا نشعر بالنعاس على متن الطائرات