كانت الكونكورد طائرة خاصة تميزت عن الطائرات المعاصرة التي تقل سرعتها عن سرعة الصوت كما وكانت تختلف أيضاً من حيث الأداء والجماليات، إلا أنها توقفت عن العمل بسبب الحوادث الجوية المميتة التي تعرضت لها.
بيبسي وكونكورد
لكن ولمدة أسبوعين في عام 1996، تم تزيين إحدى طائرات الكونكورد بلون أزرق فريد وكجزء من صفقة إعلانية مع شركة المشروبات الغازية العملاقة بيبسي. ومع ذلك، فإن نظام الطلاء الفريد هذا أعاق مستويات أداء الطائرة وقيد المسارات التي يمكن أن تطير بها.
اعتمد اللون الأزرق للطائرة هذه في الوقت الذي كانت فيه شركة بيبسي تعيد طلاء منتجاتها بنظام ألوان جديد، معتمدة على مزيج من الأزرق والأحمر والأبيض. ومن أجل لفت انتباه العالم إلى هذا الأمر، شرعت شركة المشروبات الغازية العملاقة في مشروع تسويق بقيمة 500 مليون دولار.
الإعلان ذكي وجريء
كان أحد جوانب هذه الحملة التسويقية الباهظة الثمن هو إعادة طلاء طائرة كونكورد الأسرع من الصوت بألوان شركة بيبسي وذلك من خلال الاعتماد على نظام الألوان الجديد لشركة المشروبات الغازية الشهيرة. وباعتبارها واحدة من أكثر الطائرات حصرية في السماء في ذلك الوقت، كان من المؤكد أن هذا التسويق سيكون جريئًا ومن شأنه أن يكون دعاية ممتازة وواسعة النطاق للشركة.
وعلى مدار أسبوعين في شهري مارس وأبريل من العام 1996، قامت الطائرة بـ 16 رحلة جوية بزيها المؤقت والمميز. لكن وخلال الرحلة الأسرع من الصوت التي ميزت الطائرة عن الطائرات الأخرى، تعرضت الكونكورد هذه لدرجات حرارة عالية للغاية. لذلك لم يمكن للطائرة أن تطير إلا بسرعة محددة ولمدة تصل إلى 20 دقيقة.
باختصار، تجسد طائرة الكونكورد المطلية بألوان بيبسي مثالاً بارزاً لكيفية توظيف الإبداع والابتكار في مجالات التسويق والإعلان لإبراز العلامة التجارية وجذب الاهتمام. كانت هذه الحملة تعبيرًا عن الشجاعة والتفرد، مما جعلها تحقق نجاحًا كبيرًا كما وتركت بصمة في عالم واضحة في مجال الإعلانات والتسويق.
الطائرة التي نفتقدها
كانت الكونكورد طائرة نفاثة فائقة الصوت، وذروة للابتكار في مجال الطيران. تمت أول رحلة لها في عام 1969، وكانت تستطيع الوصول إلى سرعات تفوق ضعفي سرعة الصوت، محدثة ثورة في السفر الجوي.
كانت هذه الطائرة النحيفة والتي تأتي مع جناح على شكل دلتا تمثل رمزًا للفخامة والأناقة، وتقدم تجربة طيران فريدة ولا مثيل لها. ومع ذلك، تقاعدت طائرة الكونكورد في عام 2003 بسبب التحديات الاقتصادية ومخاوف السلامة، مما أدي إلى نهاية عصر الطيران التجاري الفائق الصوت. وعلى الرغم من توقفها عن العمل، تبقى طائرة الكونكورد رمزًا دائمًا للإنجاز التكنولوجي وعجائب الطيران.
اقرأ أيضاً: تويوتا فورتشنر 2023 أنيقة وقوية في آن.. إليك أبرز ما أعجبنا فيها