تعتبر الرياح أحد الاعتبارات الأساسية للطيارين، ففي أي وقت أثناء الرحلة، يراقب الطيارون الريح عن كثب، بما في ذلك سرعتها واتجاهها وقربها. هذا ويهدف الطيارون إلى الإقلاع والهبوط في مهب الريح لتقليل السرعة المطلوبة.
الرياح تساعد الطائرة في عملية الاقلاع
على الرغم من أن الأمر قد يبدو غريبًا، إلا أن جميع الطائرات تحاول الطيران عكس الريح عند الإقلاع. تكمن الأسباب في فيزياء الفعل ورد الفعل والديناميكيات الهوائية. عند الإقلاع في مواجهة الرياح المعاكسة، تؤدي القوة القادمة على الأجنحة إلى دفع الهيكل للأعلى، مما يسمح للطائرة بالتحليق في الهواء بسرعة أقل.
هذا ويشير قانون نيوتن الثالث للحركة إلى أن أي قوة تؤثر على جسم ما ستؤدي إلى قوة مساوية لها في الاتجاه المعاكس. لذلك القوة الإضافية على الجناح تجبر الطائرة على الارتفاع، مما يسمح للطيارين بأن يكونوا بحاجة إلى قوة دفع أقل عند الإقلاع، الأمر الذي يوفر الوقت والوقود في هذه المرحلة الأولية من الرحلة. ومع ذلك، بعد الإقلاع، سيحاول الطيارون الانتقال إلى مسار يوفر رياحًا خلفية، مما يدفع الطائرة على طول مسارها.
بشكل عام، تعتمد المطارات على تقارير علم المناخ لتخطيط اتجاهات مدارجها بهدف التأكد من أن الطائرات قادرة على الحصول على رياح خلفية قدر الإمكان لاسيما خلال الاقلاع.
ماذا عن عملية الهبوط؟
ينطبق المبدأ نفسه إلى حد كبير على الطائرات العائدة إلى الأرض أيضًا. فمن خلال الهبوط في رياح معاكسة، يتم دفع هيكل الطائرة للخلف فتتباطأ بشكل أسرع، مما يسمح للطيارين بالوصول إلى سرعات متدنية بشكل أسرع بكثير ومن دون تآكل للمكابح. علاوة على ذلك، يُصار إلى الاعتماد على سرعة هبوط منخفضة، كي يكون الهبوط أكثر أمانًا على المدرج. وبمجرد أن تصل الطائرة إلى السرعة المطلوبة، يمكنها بشكل سلسل وسهل الوصول إلى بوابتها.
ليست كل الرياح جيدة
من المهم ملاحظة أنه على الرغم من أن الرياح المعاكسة مفيدة في بداية ونهاية الرحلات الجوية، والرياح الخلفية مفيدة أيضاً أثناء التحليق الجوي، إلا أن الرياح ليست كلها جيدة. تعتبر الرياح المتقاطعة سيئة جداً، حيث تتسبب هذه الرياح في فقدان الطائرة لتوازنها، مما يخلق مشهدًا مخيفاً يُرى في عمليات الهبوط لاسيما خلال العواصف.
اقرأ أيضاً: الصندوق الأسود.. قطعة برتقالية تساعد في الكشف عن أسباب الكوارث الجوية