لماذا تقلع الطائرات وتهبط في عكس اتجاه الرياح؟

عالم الطيران الواسع مليئ بالأمور التي يجهلها الكثير من الناس، كما أن هذا العالم يعتمد على الفيزياء، فكيف يمكن لطائرة تزن الآلاف من الكيلوجرامات أن تحلق من ارض المدرج بشكل جد سلسل؟

الرياح مهمة جداً

طائرات

بشكل عام، تحتاج الطائرات إلى تدفق الهواء فوق الأجنحة لتوليد قوة الرفع حتى يتمكن الطيار من الاقلاع. كما أنه كلما كان تدفق الهواء أسرع، تم توليد المزيد من الرفع. من خلال الإقلاع في مهب الريح، تزداد سرعة الهواء المتدفق فوق الجناح مما يسمح للطائرة بالإقلاع في مسافة أقصر من الحالات العادية.

هذا وتتمتع الطائرات بسرعتين عند الإقلاع، هما السرعة الأرضية والسرعة الجوية. لتبسيط الأمور إليكم الشرح التالي: تخيل طائرة ثابتة على المدرج في يوم هادئ. في تلك اللحظة، تبلغ سرعتها الأرضية صفرًا وسرعتها الجوية صفرًا. أما إذا هبت رياح بقوة 20 عقدة على الطائرة من الأمام (رياح معاكسة)، فستكون سرعة الطائرة 20 عقدة، وسرعة الأرض صفر. هذه السرعة الجوية الإضافية تساعد في جعل الطائرة تقلع بشكل افضل.

إضافة إلى ما ذكرنا، قد يكون الإقلاع والهبوط في مهب الريح أحد الاعتبارات المهمة أيضًا لتقليل الضوضاء. إذا كانت هناك مناطق مأهولة بالسكان بالقرب من المطار، فقد يتم توجيه الطائرات للإقلاع والهبوط في مهب الريح لتقليل تأثير ضجيج المحرك على المجتمعات المحلية.

الإقلاع والهبوط

طائرات

عندما تتحرك الطائرة في الهواء، تولد الأجنحة قوة الرفع، وهي القوة التي تقاوم الجاذبية وتسمح للطائرة بالتحليق في الهواء.

يتيح الإقلاع في مهب الريح للطائرة أن تتمتع بسرعة أرضية أعلى، مما يؤدي إلى زيادة تدفق الهواء فوق الأجنحة، وبالتالي ارتفاع أعلى. وهذا أمر بالغ الأهمية لتحقيق الرفع اللازم للطيران.

هذا ويؤدي الرفع المتزايد الناتج عند الإقلاع في مهب الريح إلى تقليل مسافة الإقلاع المطلوبة، كما وتسمح السرعة الأرضية الأعلى للطائرة بالوصول إلى سرعة الإقلاع بسرعة أكبر، مما يمكن الطيار من التحليق في الجو بشكل أسرع. وهذا مفيد بشكل خاص في المطارات ذات المدارج القصيرة.

إن الهبوط في مهب الريح يقلل من السرعة التي تهبط بها الطائرة. تعتبر السرعة المنخفضة أثناء الهبوط مفيدة لأسباب عدة، أبرزها أنها تقلل من الضغط على معدات الهبوط الخاصة بالطائرة، وتوفر إمكانية تحكم أفضل أثناء المرحلة التي تسبق الهبوط مباشرة، كما وستحتاج الطائرة إلى مسافة هبوط أقصر.

ماذا عن الرياح الخلفية؟

طائرات

يوفر الإقلاع والهبوط في مهب الريح تحكمًا أفضل في الطائرة. يتمتع الطيارون بتحكم أكبر في توجيه الطائرة وسرعتها عند مواجهة الريح، وهذا مهم بشكل خاص خلال المراحل الحرجة من الرحلة، مثل الإقلاع والهبوط، عندما يكون التحكم الدقيق ضروريًا.

يوفر التشغيل في مهب الريح هامش أمانًا إضافيًا أثناء الإقلاع والهبوط. فأثناء الهبوط، تقلل الرياح المعاكسة من السرعة الأرضية، مما يمنح الطيار مزيدًا من الوقت والمسافة لتنفيذ الدوران أو بدء الكبح.

يتم عمومًا تجنب الإقلاع أو الهبوط مع رياح خلفية (رياح تهب من خلف الطائرة) لأنها تقلل من السرعة الجوية الفعالة، مما قد يؤثر على أداء الطائرة. يمكن للرياح الخلفية أن تزيد ايضاً من مسافات الإقلاع والهبوط المطلوبة، فضلاً عن أنها تؤثر على التحكم في الطائرة واستقرارها.

اقرأ أيضاً: ليس الدخان.. ما هو الخط الأبيض الذي تتركه الطائرات خلال التحليق؟

طائرات
loaing icon