كثير من متابعي عالم الطيران، يتساءلون عن الدخان الذي يظهر خلف الطائرات لاسيما خلال العروض المميزة. بدأ كل شيء في عام 1957 في معرض فارنبورو الجوي، حين تم استخدام تأثيرات الدخان في العرض البهلواني الذي قامت به الطائرات.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت تأثيرات الدخان في العروض الجوية هي الاتجاه السائد، حيث تستخدم كل فرق الأكروبات تقريبًا الدخان في معارض الطيران الخاصة بها. ولكن كيف تقوم هذه الطائرات بإنتاج الدخان خلال العروض؟
كيف تصنع الطائرات هذا الدخان؟
تصنع الطائرات البهلوانية الدخان من خلال نظام يضخ زيت يعتمد على مادة اسمها البارافين من خزان عبر حاقنات إلى نظام العادم في الطائرة. تأتي هذه الخزانات بأحجام مختلفة، كما ويتصل الخزان بمضخة متصلة بصمام أو بحاقن لتحسين تدفق الزيت.
وبعد مرور الزيت القائم على البارافين والقابل للتحلل عبر الحاقن، يتبخر على الفور ونشاهده خلف الطائرة. هذا الدخان الأبيض اللامع، غير سام وصديق للبيئة. إنه زيت مكرر للغاية تم تفتيته بشكل صحيح مع لزوجة منخفضة لذلك لا يترك ايضاً أي بقايا على الطائرة نفسها.
استخدامات نظام الدخان
تعمل أنظمة الدخان كنظام بصري لتجنب الاصطدام بحيث تكون الطائرة مرئية أثناء التحليق والعرض الجوي. هذا المسار الكبير من الدخان الأبيض يجعل من السهل على الطيارين الآخرين رؤية الطائرات الاخرى.
إضافة إلى ما ذكرنا، يعمل هذا الدخان المميز على جعل العرض أجمل خصوصاً متى كان ملوناً. هذا وتقوم بعض البلدان التي تستضيف إحدى جولات بطولة العالم للفورمولا 1، بعرض جوي مميز قبل السباق بحيث تصدر الطائرات المشاركة في العرض دخان ملون رائع الشكل. إلى جانب ما ذكرنا، تستخدم إدارات مكافحة الحرائق أنظمة الدخان لتحديد المناطق المثالية لطائرات الهليكوبتر لإسقاط حمولتها من المياه أثناء حرائق الغابات.
ماذا عن الخط الأبيض الذي تتركه الطائرات خلال التحليق؟
إن المسار الأبيض الذي نشاهده أحياناً خلف الطائرات المدنية التي تقل المسافرين لا علاقة لها بالدخان الذي نراه في طائرات الاستعراض. فما هو إذاً هذا المسار الأبيض؟
تقوم محركات الطائرات، التي تحرق الوقود في درجات حرارة عالية، بإطلاق بخار الماء كمنتج ثانوي، فيمتزج بالهواء البارد الموجود على ارتفاعات عالية، حيث تكون درجة الحرارة والضغط أقل بكثير مما هو عليه على الأرض.
يؤدي هذا الانخفاض المفاجئ في درجة الحرارة إلى تكثيف بخار الماء، مما يشكل بلورات ثلجية صغيرة أو قطرات ماء تصبح مرئية على شكل أثر أبيض.
