إن مواجهة الاضطراب أثناء الرحلة أمر مثير للقلق بدرجة كافية، لذلك لا يساعد بالتأكيد النظر خارج نافذتك ورؤية جناح الطائرة يرتد لأعلى ولأسفل كما لو كان مصنوعًا من البلاستيك.
علامة على السلامة
في حين أن كل هذا التذبذب قد يبدو سببًا للذعر، فإن مرونة أجنحة الطائرة هي في الواقع علامة على السلامة. وتتطلب إدارة الطيران الفيدرالية أن تكون جميع الطائرات قادرة على تحمل 150 بالمائة من الحد الأقصى للحمل المتوقع لمدة 4 ثوانٍ.
هذا يعني أن أجنحة الطائرة يمكنها تحمل الاضطرابات دون أي مشاكل. ومن أجل امتصاص كل هذه القوة، يتم بناء الأجنحة لتهتز. فإذا كانت صلبة وعنيدة، سيستغرق الأمر طاقة رياح أقل بكثير حتى تنفجر.
أمر يتعلق بالفيزياء
أما عن سبب استجابة الأجنحة للاضطراب من خلال الارتداد لأعلى ولأسفل، فإن الأمر يتعلق ببساطة بالفيزياء. إذا كانت الطائرة تحلق بسرعة وارتفاع ثابتين، فإن القوة الكلية التي تدفعها لأعلى ولأسفل ستصل إلى الصفر.
إذا تحركت الطائرة في منطقة ذات كثافة هواء أعلى أو تعرضت لتغير مماثل في الغلاف الجوي، فإن هذا ينتج عنه رفع أكبر مما كان عليه من قبل. ويؤدي هذا إلى تسارع الطائرة مؤقتًا لأعلى، وتنحني الأجنحة أكثر. عندما تعود الطائرة إلى مكان به كثافة هواء أقل، ينخفض الرفع، مما يتسبب في ثني الأجنحة للأسفل. التغيرات المفاجئة في قوة الرفع، وهو ما يحدث خلال فترات الاضطراب، هي التي تسبب التذبذب.
لذا في المرة القادمة التي ترى فيها جناح طائرتك يتأرجح أثناء رحلة وعرة، تذكر أنه مجرد نتاج أساسيات الفيزياء. وإذا كان ذلك لا يريحك كثيرًا، فربما حاول إغلاق ستارة النافذة.
اقرأ أيضًا: أسرار لا تعرفها أبداً عن عالم الطيران بينها خطوة تعتيم الأضواء الخادعة