يُعدّ تعطل محرك الطائرة أثناء الرحلة موقفًا خطيرًا يُثير الذعر لدى كل من الطيار والركاب على حدٍ سواء. ولكن بفضل التدريب المكثف، يعرف الطيارون كيفية التصرف بسرعة وفعالية في مثل هذه الحالات الطارئة والتي تتضمن نهجًا هادئًا لضمان سلامة جميع من على متن الطائرة.
ردة الفعل الأولية
يتحدد رد الفعل الأولي بناءً على شدة العطل. سيكون توقف المحرك الكامل واضحًا على الفور من خلال مزيج من مصابيح التحذير، وأصوات المحرك غير الطبيعية (أو عدم وجودها)، والاهتزازات غير العادية. هنا تتمثل أولوية الطيار في الحفاظ على السيطرة على الطائرة، من خلال:
- التحكم في الطائرة: يُؤكّد هذا المبدأ على الحفاظ ثبات الطائرة من خلال التحكم بالجنيحات والدفة، كما ويصبح الحفاظ على الارتفاع أمرًا بالغ الأهمية لكسب الوقت لمزيد من التقييم
- الملاحة: مع الحفاظ على التحكم، يقوم الطيار بتقييم الموقف بسرعة. يشمل ذلك تحديد طاقة المحرك المتبقية وموقع الطائرة وخيارات الهبوط المحتملة
- التواصل: يعلن الطيار حالة طوارئ مع برج المراقبة الجوية لإبلاغه بالموقف وطلب المعالجة الأولوية
بعد الانتهاء من هذه التصرفات يقوم الطيار بتقييم عمل المحرك أو إذا كان بإمكانه تشغيله من جديد، بالرغم من أن إعادة التشغيل على ارتفاعات عالية ليست دائمًا ممكنة. إضافة إلى ما ذكرنا، يحسب الطيار الطاقة المتبقية المتاحة وتأثيرها على أداء الرحلة، أي المسافة التي يمكن للطائرة أن تسافر بدون طاقة، إضافة إلى مواقع الهبوط المتاحة.
الهبوط الاضطراري
إذا كان هناك مطار مناسب، فقد يحاول الطيار تحويل مسار الطائرة للهبوط الآمن، أما إذا لم يكن هناك مطار مناسب للهبوط، فقد يحتاج الطيار إلى تحديد موقع مناسب لما يُسمى بـ "الهبوط الاضطراري". يمكن أن يكون هذا المكان حقلًا مفتوحًا أو امتدادًا لطريق واسع أو حتى مسطحًا مائيًا (لأنواع معينة من الطائرات).
إضافة إلى ما ذكرنا، قد يحتاج الطيار إلى التخلص من الوقود الزائد للتأكد من أنه يتوافق مع الحد الأقصى لوزن الهبوط. عادة، يقوم القبطان بإخبار برج المراقبة بالحاجة إلى تفريغ الوقود فيُصار إلى توجيه الطائرة إلى منطقة مناسبة للتفريغ (وفقاً لشركة بوينج، يجب تفريغ الوقود على ارتفاع يزيد عن 5000 قدم أو 1524 متراً، كما يجب أن يتبخر قبل وصوله إلى الأرض).
في 14 يناير 2020، كانت طائرة بوينج 777 تابعة لشركة دلتا إيرلاينز تغادر من لوس أنجلوس متجهة إلى شنغهاي. تعرضت الطائرة لعطل في محركها بعد وقت قصير من الإقلاع، وقد اختار الطيار العودة إلى مطار لوس أنجلوس الدولي.
ومع ذلك، تم إطلاق الوقود على ارتفاع 2300 قدم (700 متر) فوق المناطق المأهولة بالسكان خلافًا للإجراء العادي، وأدى هذا القرار إلى غضب المجتمعات المتضررة، حيث تم صب الوقود على الكثير من الطلاب في مدرسة ابتدائية عن غير قصد.
اقرأ أيضاً: ماذا يعني أن يسمونك "فيليب" على متن الطائرة.. لا تفرح بهذا الإسم أبدا
