في الشهر الأول من العام 2024، كشفت شركة لوكهيد مارتن ووكالة ناسا عن الطائرة التجريبية X-59، والتي من المتوقع أن تطير بسرعة تصل إلى 1.4 ضعف سرعة الصوت ومن دون توليد دوي صوتي متفجر.
ويعمل الباحثون اليوم على غواصة يمكنها التحرك أسرع بثلاث مرات من طائرة X-59. نعم من الممكن التحرك بهذه السرعات تحت المياه، على الأقل من الناحية النظرية. ففي عام 2016، بدأ فريق من الباحثين في مختبر ولاية بنسلفانيا للأبحاث التطبيقية، وبتمويل من البحرية الأمريكية، أعمال التطوير على غواصة ثورية يمكنها تحقيق سرعات تفوق سرعة الصوت.
التقنية ليست جديدة
من الواضح أن أكبر مشكلة تواجه السفن التي تصل إلى سرعات عالية سواء على سطح الماء أو تحته هو مقدار القوة المواجهة الناتجة أثناء التحرك. ولكن هناك حل بسيط للتغلب على السحب تحت المياه، ألا وهو الفقاعة.
يعمل الباحثون على تقنية تسمى التجويف الفائق والتي تغلف الغواصة داخل فقاعة هواء لتخفيف السحب. هذه التكنولوجيا ليست جديدة، ذلك أن الاتحاد السوفيتي طوره خلال حقبة الحرب الباردة لطوربيد اسمه شاكفال، وقد وصل الطوربيد هذا إلى سرعة 370 كلم/ الساعة مما يجعله أسرع بكثير من أي طوربيد تقليدي آخر.
ومن المثير للاهتمام أن الباحثين في الولايات المتحدة ليسوا الوحيدين الذين يعملون على غواصة أسرع من الصوت، ذلك أن علماء في مختبر تابع لمعهد هاربين للتكنولوجيا في الصين بدؤوا العمل التطويري على غواصة أسرع من الصوت، والتي تعتمد أيضًا على نفس تقنية التجويف الفائق.
هل سنشهد هذا الاختراع في القريب العاجل؟
من الناحية النظرية، يمكن لهذه التكنولوجيا أن تساعد الغواصة على الوصول إلى سرعة تفوق سرعة الصوت تحت المياه، والوصول إلى سرعة 5800 كلم/ ساعة. وفي حال تطويرها، فإن الغواصة الأسرع من الصوت ستختصر وقت الرحلة من نيويورك إلى لندن على سبيل المثال إلى 50 دقيقة فقط.
لكن لا تتوقعوا أن تصبح الغواصة الأسرع من الصوت حقيقة في أي وقت قريب، حيث توجد بعض العقبات الرئيسية التي تمنع الوصول إلى الهدف المرجو. لن تتمكن المراوح التقليدية أبدًا من المساعدة في دفع السفينة إلى هذه السرعات، وسوف تحتاج إلى محرك صاروخي قوي ما يعني ان المشروع لا يزال بحاجة إلى التطوير.
إضافة إلى ما ذكرنا، هناك مشكلة في ما خص التوجيه، حيث أن الدفات التقليدية لن تعمل في فقاعة وبهذه السرعات، كما ويوجد أيضاً بعض التحديات الرئيسية الأخرى التي قد يستغرق حلها وقتًا طويلاً جدًا.
