طائرة من دون أجنحة: نعم هناك من فعلها

كانت حقبة الخمسينيات من القرن الماضي مليئة بأفكار مجنونة لاسيما في ما خص إنتاج الطائرات، حيث ظهر البعض من تلك الأخيرة بخصائص غريبة. فمنها لم يتطلب مسافات طويلة للتحرك على المدارج وأخرى يمكن أن تقلع وتهبط عموديًا، هذا وكانت شركتا Dassault و Snecma الفرنسيتان تستثمران بجدية في مفاهيم تصاميم الطائرات المختلفة.

لا أجنحة عادية

مشروع طائرة من دون أجنحة

هذه الشركة، المعروفة الآن باسم Safran، والتي كانت سابقًا تعرف باسم Snecma، كانت من الشركات التي أيدت المحرك النفاث كما وكان لديها فكرة إنتاج طائرة قادرة على الهبوط بشكل عمودي. اختبرت شركة Snecma المحرك التوربيني النفاث الذي طورته لتصميم الطائرات للهبوط والإقلاع العمودي في عام 1958، وقد نجح الاختبار الاول لهذا المحرك، كما أنه وبعد نجاح الاختبار، بدأ تصميم الطائرة.

هذا المحرك النفاث المسمى Atar Volant ، والذي سمح للطائرة بالاقلاع والهبوط عموديًا، واجه مشاكل استقرار خطيرة، كما وكانت الشركة قد ارتأت بأن تصميم الطائرة لا يمكن أن يكون تصميمًا مجنحًا كلاسيكيًا. لذلك تقرر تنفيذ تصميم يسمى "الجناح الدائري" على عكس الهيكل الكلاسيكي للجناح الذي نعرفه. وفي عام 1959، بدأ أول نموذج أولي من طراز طائرة C-450 Coleoptere بمحرك Atar Volant اختبارات الطيران، وقد تمتع التصميم غير العادي للجناح الدائري، بأربع جنيحات، هذا واعتبرت هذه الجنيحات مسؤولة عن تحريك الطائرة أو تثبيتها.

الاختبارات وصل عددها إلى تسعة

طائرة من دون اجنحة

في الاختبارات الأولى، كانت هذه الطائرة التي يمكن أن تقلع بوزن 3000 كجم، قد حلقت لمسافة 100-200 متر لكنها واجهت بعض المشاكل في التحكم في الطيران وتسببت هذه المشاكل في إنهاء أعمال التصميم. لكن وفي اختبار الطيران التاسع لـ Coleoptere، تمكنت تلك الأخيرة من الطيران بوضع أفقي بعد الإقلاع عموديًا، كما واستطاعت من أن تطير لفترة من الوقت مثل أي طائرة عادية.

كانت الطائرة ناجحة حتى مرحلة الطيران العادية، لكن وبمجرد أنها بدأت في الهبوط، ظهرت مشكلات خطيرة في أسطح التحكم، الأمر الذي سبب بتحطم الطائرة بسرعة. نتيجة لذلك، توقفت شركة Snecma عن الاستثمار في إنتاج الطائرة.

لم تتمكن هذه الطائرة بالتعامل مع الاعطال التي تطال المحرك، مقارنة بالطائرة المجنحة الكلاسيكية، ذلك أنه حتى إذا فشل المحرك في الطائرات ذات الأجنحة العادية، فمن الممكن ضمان هبوط آمن أو إعادة تشغيل المحرك بفضل قوة الرفع الناتجة من الأجنحة. أما في هياكل الجناح الحلقي، فعندما يتوقف المحرك، تختفي قوة الرفع بسرعة وتسقط الطائرة تلقائياً. كان هذا هو السبب الأكبر لفشل التصميم.

اقرأ أيضاً: عارضت فيراري إصلاحها بشدة: حكاية مثيرة عن اف 40 عادت للحياة

طائرات
loaing icon