مع مرور الوقت، تتغير الأمور، وعادة ما يكون ذلك للأفضل. انظر إلى تكنولوجيا الكمبيوتر، على سبيل المثال. كان جهاز الكمبيوتر يشغل غرفة بأكملها، أما الآن فبات يمكن وضعه في حضن الشخص أو حتى في جيبه.
الدرجة الأولى تبدو مختلفة
السيارات تتقدم بسنوات ضوئية من حيث بدأت. لكن ليس طائرات الركاب ما تزال تعتمد على التصميم ذاته. باستثناء المساحة الأقل للأرجل في شركات الطيران، إلا إذا كنت تجلس في الدرجة الأولى، فإن تصميم شركات الطيران لم يتغير كثيرًا.
لا يزال يتعين على الركاب أن يكافحوا في ممر ضيق للوصول إلى مقاعدهم الضيقة، كما أن مساحة الحمام ليست أفضل بكثير أيضًا. من المؤكد أن الدرجة الأولى تبدو مختلفة بعض الشيء، وهناك تحسينات طفيفة، مثل وجود شاشات تلفزيون صغيرة في ظهور المقاعد، لكن مقصورة طائرة الركاب اليوم لا تختلف كثيرًا عن بعض الطائرات المنسية التي حلقت في السماء ذات يوم.
أهمية الوزن
ربما يتساءل المرء عن سبب ركود الابتكار في مقصورات شركات الطيران إلى حد كبير. هناك عدة أسباب، ولكن الأمر كله يتعلق بالمال. كان على شركات الطيران أن تركز اهتمامها على جوانب أخرى من الطائرة، مما دفع بتصميم المقصورة إلى أسفل قائمة الاهتمامات. الآن، يواجه المسافرون صعوبة في العثور على الراحة على متن شركة طيران ما لم يعتمدوا على الدرجة الأولى.
قامت شركات الطيران بتخفيض مساحة الأرجل لصالح المزيد من المقاعد لحشر عدد اكبر من الركاب على متن الطائرة. تركز غالبية شركات الطيران التي تحلق اليوم استثماراتها على الوزن الإجمالي للطائرة بدلاً من التصميم الداخلي لاسيما وأن الطائرات كانت تعتمد على الألومينيوم والتيتانيوم.
قد تكون المركّبات من ألياف الكاربون وغيرها أكثر تكلفة من المعدن النقي، لكنها أيضًا أخف من الألومنيوم ولا تتآكل. تبحث شركات الطيران مثل بوينغ عن البوليمرات والسيراميك لإدراجها في بناء الطائرات، وهي أخف وزناً وقوية مثل المعادن والمواد المركبة.
تحسين كفاءة استهلاك الوقود
في عالم تعتبر فيه الاستدامة والطاقة الخضراء أولوية، تكون المواد الأخف مفيدة لأنها تعمل على تحسين كفاءة استهلاك الوقود في الطائرة. علاوة على ذلك، تنفق شركات الطيران مبالغ كبيرة من المال على تجهيز طائراتها بمحركات منخفضة الاحتراق، مما يوفر المال على الوقود، وهو الإنفاق الأول لشركة الطيران.
ولحسن الحظ، هناك بعض الابتكار في الأفق. في سبتمبر 2024، ستقدم الخطوط الجوية النيوزيلندية مفهوم "Skynest" لطائراتها من طراز Boeing 787. هذا المفهوم هو عبارة عن مجموعة من ستة أسرة بطابقين ستكون في الدرجة الاقتصادية، مما يمنح المسافرين تجربة أكثر راحة خلال رحلاتهم الطويلة.