أتعرفون كيف تكون الدولة الناجحة؟ عندما تكون البلاد كالأم حقاً، وعندما تكون سنداً للمواطن بدلاً من أن تجعل حياته عبئاً عليه، وعندما تسوق للأعمال الصالحة بدلاً من التسويق للحروب. فقد قام عامل التوصيل في أحد الأيام بعمل بسيط جداً يمكن أن ينقذ حياته فرد ما أو حتى عائلة بأكملها. إذ التقط أحدهم فيديو لهذا العامل وهو ينزل عن دراجته عندما كانت إشارة المرور حمراء ليزيل طوباً في منتصف الطريق. وقد وصل مقطع الفيديو بطريقة ما إلى ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد، الذي طلب بدوره عبر مواقع التواصل الإجتماعي أن يدله أحد على مكان هذا "الرجل الصالح".
وجدنا الرجل الصالح
ليست الإمارات العربية المتحدة أماً لسكانها فقط، بل أماً أيضاً وحاضنة للعمال الأجانب، والسياح، والسكان الأجانب... فكما تشيد الأم بأعمال أولادها عندما يقومون بعمل صالح، أشاد الأمير حمدان بن حمد بما قام به عامل التوصيل الأجنبي.
وبعد أن قامت إحدى صفحات اليوتيوب بنشر الفيديو للرجل، أعاد الأمير نشره وكتب عليه التالي: "عمل صالح في دبي يجب تقديره. هل يستطيع أحد أن يدلني على مكان هذا الرجل؟" وقد انتشر الخبر بأن الأمير يبحث عن عامل التوصيل البطل. ثم في وقت لاحق، نشر تغريدة أخرى كتب فيها: "وجدنا الرجل الصالح. شكراً، يا عبدالغفور. أنت شخص رائع. سنلقاك قريباً!".
كان عبدالغفور في طريقه لإيصال طلبية إلى أحد الزبائن، عندما توقف على أحد الإشارات الحمراء، فرأى طوباً في منتصف الطريق. نزل عن دراجته وهرع ليزيلها. ربما قد وقعت هذه الحجارة عن متن شاحنة ما. وربما كان ما قام به هو عمل بسيط، ولكنه بهذا العمل ربما قد أرواحاً من حادث خطير. وربما لم يتوقع أن ينال عمله هذا الكم من الانتباه، لكنه بعمله أيضاً سوّق للأعمال الصالحة وشجع عليها، ونال إعجاب صاحب السمو. فكم هي جميلة الأعمال الصالحة مهما كانت بسيطة، والأجمل أن نشجع عليها.
ويعود فضل صغير أيضاً إلى الذي قام بتصوير الفيديو ونشره. وأعلم أن هناك أعمالا صالحة أخرى كثيرة لم يسلط أحد الضوء عليها، ولكن رغم الظلام المستشري في عالمنا، إلا أن شرارة الضوء تبدأ بتعليم أولادنا أبسط الأعمال الجيدة، التي تشمل أيضاً السلامة الطرقية.
اقرأ أيضاً: مزاد "أنبل رقم" في دبي يسجل ثالث أغلى لوحة أرقام في العالم.. ما الهدف؟