نشهد في الفترة الأخيرة تطور تقني رهيب في عالم السيارات، لتخرج علينا العديد من التقنيات المتقدمة سواءً فيما يتعلق بالسلامة أو مساعدة السائق وغيرها من التقنيات، واليوم، سنلقي نظرة فاحصة على واحدة من أبرز هذه المزايا وهي مثبت السرعة في السيارات.
مثبت السرعة
هو نظام حديث نسبياً في السيارات، وتتمحور وظيفة هذا النظام حول تثبيت سرعة السيارة وفقاً لسرعة معينة يختارها السائق، وبالتالي يمكن للسائق التوقف عن الضغط على دواسة الوقود عند تشغيل النظام، وبذلك يسهل عملية القيادة أثناء الرحلات الطويلة، ولا تقتصر وظيفة مثبت السرعة على التثبيت فقط، بل يمكن زيادة السرعة وخفضها حسب رغبة السائق كما يمكن تخزين سرعة معينة يمكن العودة إليها لاحقاً.
كيفية عمل مثبت السرعة
قبل التحدث عن طريقة العمل، يجب أن تعرف أن نظام مثبت السرعة يتكون من خمسة أزرار رئيسية هم:
-
زر التشغيل "on"
- زر إيقاف التشغيل "off"
- زر ضبط السرعة والتسارع " Set /ِ Accel"
- زر العودة إلى السرعة المثبتة سابقاً "Resume"
- زر خفض السرعة "Coast"
يتواجد زر مثبت السرعة عادة في الجهة اليمنى من المقود، ويكتب عليه "on/off" وأحياناً اخرى يكتب عليه "Cruise"، ثم بعد ذلك قم بتحديد السرعة التي ترغب في تثبيتها، ويتم بعد ذلك الضغط على زر Set/ِAccel، فحينما يتم الضغط على هذا الزر سرعان ما تزداد السرعة على الفور، الضغط على زر Coast يعمل على تقليل السرعة، بينما الضغط على زر off أو الضغط على دواسة الفرامل يقوم بإنهاء تشغيل النظام، وفي حالة الرغبة بالرجوع للسرعة المثبتة قبل ذلك قبل أن يتم إنهاء التشغيل يتم الضغط على زر Resume.
اعطال مثبت السرعة
عند تشغيل هذه الميزة تبقى السيارة بسرعة ثابتة محددة من قبل السائق، فإذا تم تعيين سرعة السيارة إلى سرعة تفوق الـ 80 كم / ساعة، فلابد من الحذر عند استخدام المكابح خاصة في حالة الدوران، حيث قد يؤدي التحكم أوتوماتيكي للسرعة إلى تأخر توقف السيارة.
كذلك لا ينصح باستخدام مثبت السرعة فى الطرق المبللة فقد يؤثر تأثيرا كبيرا على التحكم فى إطارات السيارة، وهذا بدوره يمكن أن تجعل الإجراءات التصحيحية لا تحقق النتائج المرجوة لذلك ينبغي أن تظل حالة تأهب أثناء القيادة، فالشعور الزائف بالأمن يمكن أن يؤدي إلى كارثة.
أما في حالة تعطل مثبت السرعة فعلي على السائق أن يجرّب وضع ناقل السرعة في الوضع N، ومن ثم محاولة إطفاء المحرك بالمفتاح بالنسبة للسيارات القديمة، أو الضغط المستمر على زر التشغيل في السيارات الحديثة.
وإن فشلت الخطوات السابقة، فمن الضروري الضغط على المكابح بقوة ثم بشكل متقطع عدة مرات، وإذا لم يفلح الضغط على المكابح، سيتوجب على قائد المركبة وقتها رفع فرامل اليد بشكل تدريجي، مع الإمساك بقوة بمقود السيارة.
وفي حال إخفاق كل الحلول السابقة، على السائق وقتها تغيير ناقل السرعة من وضعية N إلى القيادة D، باستمرار لحين تجاوب المركبة.
مخاطر السرعة الزائدة
- تساهم السرعة الزائدة في وقوع حوادث السيارات وفرص فقدان السيطرة. وقد يكون السائقون المسرعون أكثر عرضة للانحراف عن طريق ووقوع حوادث تنقلب فيها السيارة. وتعتبر السرعة العالية إحد الأسباب الرئيسية للحوادث حول العالم ومن أخطرها، لأنها تؤدي في أغلب الأحيان إلى إعاقات وحالات وفاة.
- مع انتقال السيارات بشكل أسرع تزداد الطاقة المطلوبة للتغلب على السحب الديناميكي الهوائي أضعافًا مضاعفة تقريبًا، ما يزيد من كمية إستهلاك الوقود.
- تساهم السرعة العالية في إرتفاع حرارة الإطارت، ما يؤثر بشكل مباشر على سرعة إستهلاكها أيضًا، مع العلم أن كل إطار لديه سرعة محددة لا يجب تخطيها كي لا ينفجر أثناء القيادة.
مبتكر مثبت السرعة
عندما كان رالف بعمر الخامسة، أصيب بالعمى نتيجة لحادث بسكّين، ليصاب بعدها بالرمد التعاطفي، وهو ما ادى الى إصابة عينه الثانية بالعمى نتيجة الصدمة التي مر بها بعد إصابة العين الأولى.
كان رالف يعشق الهندسة من الصغر، حيث كان يحب العبث بمختلف الأدوات والقطع في ورشة والده، وبدأ بعمر العاشرة يطور موهبة الشعور بالأشياء الميكانيكية ليعمل بعدها على تصميم مختلف القطع رغم إصابته، لتصبح يديه بديلاً عن أعينه، مما جعله يشعر بأنه يمكن أن يصبح مهندساً، ولكن الكثير من الجامعات رفضته بسبب عجزه عن الرؤية، حتى قبلته جامعة بنسلفانيا في قسم الهندسة الميكانيكية، ليتخرج منها ويعمل في البحرية الأمريكية متولياً أعمال الصيانة للمحركات البخارية التوربينية.
ترك رالف البحرية بعدها كي يعمل مع والده و3 من أعمامه لإنتاج حلقات المكابس ليصبح في النهاية رئيس الشركة ويتولى عدة مشروعات صغيرة خاصة به، كما اسبح في الوقت ذاته رئيساً للجمعية الأمريكية لمهندسي السيارات.
خلال الحرب العالمية الثانية، كانت الحكومة الأمريكية تدعو السائقين للقيادة على سرعة لا تتعدى 55 كم/س فقط لتوفير الوقود، وهنا بدأ رالف يعمل على تقديم جهاز يساعد السائقين على الإلتزام بسرعة محددة أثناء القيادة من دون الحاجة أن يقوم السائق بذلك بنفسه، وهو ما تم تقديمه في عام 1948 باسم سبيدوستات 'Speedostat'، ولكنه استغرق عقد كامل لاحقاً كي يصل لنسخة اختبارية يمكن استخدامها في السيارات بثقة تامة.
اقرأ أيضاً: سيارتك قد تكون ذاتية القيادة وانت لا تعلم! اليك كيف