تعد نيسان واحدة من أهم وأكبر الشركات اليابانية في عالم صناعة السيارات، ونظراً لكونها حالياً جزء من تحالف رينو - نيسان - ميتسوبيشي، فهي أحد أعلى علامات السيارات مبيعاً، فدعونا نستعرض اليوم نظرة على أبرز المحطات الفارقة في تاريخها.
التأسيس
رغم أن تاريخ تأسيس اسم شركة نيسان يعود لعام 1933 على يد يوشيسوكي أيكاوا في مدينة يوكوهاما، إلا أن أصولها ترجع إلى 1911 عندما أسس ماشرو هاشيموتو شركة كاشينشا لمحركات السيارات لتكون أول شركة يابانية بذلك المجال، حيث حملت أول سيارة اسم DAT اختصاراً للأحرف الأولى من أسماء المؤسسين، ما أصبح لاحقاً اسم الشركة نفسها، وبعدها اندمجت مع شركة نيهون سانجيو التي كانت تحمل اسم نيسان اختصاراً في سوق البورصة الياباني، لتتأسس هنا شركة نيسان للسيارات كما نعرفها اليوم.
داتسون
كانت علامة DAT تمتلك علامة سيارات خاصة تعرف باسم داتسون (Datsun)، حيث ظهرت لأول مرة في عام 1931، وبدأت نيسان لاحقاً في صنع بعضها، ولكن الحرب العالمية الثانية قاطعت ذلك وجعلت الشركة تنتقل لصناعة محركات طائرات الجيش الياباني الإمبراطوري.
التطور التقني
بعد انتهاء الحرب، اتجهت نيسان للعمل على استغلال أحدث التقنيات والمعدات الأمريكية لتحديث قدراتها الإنتاجية والصناعية، حيث ساهمت شركة جراهام-بايج الأمريكية في ذلك بشكل كبير، ما سمح لعلامة داتسون التابعة لنيسان بالحصول على اتفاقية مع شركة اوستين البريطانية لصناعة سياراتها لها ما بين عام 1934 حتى 1959، واستفادت في الوقت نفسه من براءات الاختراع الخاصة بهذه السيارات كي تطور محركات وتقنيات خاصة بها مثل محرك نيسان L الذي كان شبيهاً بمحرك مرسيدس OHC.
التوسع العالمي
في 1966، اندمجت نيسان مع علامة برنس اليابانية للسيارات، والتي كانت تختص بإنتاج سيارات ذات جودة أعلى، مثل سلسلة سكايلاين، ما ساهم في استحواذها على 32% من السوق الياباني بحلول 1972، كما انطلقت نيسان لاحقاً في السوق الأمريكي والعالمي بفضل موديلاتها الأنيقة التي سمحت لها بمواجهة فولكس واجن في الستينيات لتصبح أكبر شركة سيارات موردة للولايات المتحدة، حيث كانت أبرز الطرازات حينها 240Z الرياضية بسعر 3,526 دولار وقتها، ما كان أقل من ثلث أسعار الموديلات الألمانية المنافسة، لتكون من أنجح سيارة رياضية في التاريخ عبر ملايين النسخ المباعة.
المشكلات المالية
طرحت بعض أهم موديلاتها الكلاسيكية في السبعينيات والثمانينات تحت اسم داتسون خارج اليابان، مثل داتسون 280ZX و 280Z و 1600 بالإضافة إلى سيارات بيك أب داتسن التي اشتهرت في منطقتنا العربية بشكل خاص، ذلك قبل وقف العلامة رسميا في 1986، كما واجهت الشركة خسائر لسبع سنوات متتالية بداية من عام 1993، حيث عانت من طرق تسويق تقليدية وإدارة بطيئة إضافة لعدد كبير من الأيدي العاملة، حيث انخفضت المبيعات في الولايات المتحدة بنسبة 25%، كما خسرت حوالي 5.6 مليار دولار في عام 1999 فقط، لتصل ديونها إلى 22 مليار دولار.
العودة للقمة والتحالف مع رينو
لأجل النهوض من الخسائر المتتالية، تحالفت نيسان مع رينو في 1999، لتستحوذ العلامة الفرنسية على 37% من أسهمها ويتسلم كارلوس غصن منصب المدير التنفيذي الذي ساهم في تحول الشركة جذرياً بشكل مذهل لتصل للمركز الثاني في المبيعات داخل اليابان ويتم خفض النفقات بشكل هائل مع التخلي عن كثير من الأصول التي لا تمثل فائدة حقيقية، فتعود الشركة لتحقيق أرباح خلال عام واحد، كما انخرطت نيسان لاحقاً في مجال السيارات الكهربائية عبر موديل ليف الذي أصبح أعلى سيارة كهربائية مبيعاً بالعالم بعد بيع 300,000 وحدة، وتصل قيمتها السوقية الحالية إلى 45.3 مليار ريال.
