تعد سيارة ريد بل RB18 واحدة من أنجح سيارات فورمولا 1 في تاريخ الرياضة. فهي قادت سائق ريد بل ماكس فيرستابن إلى لقبه العالمي الثاني والفريق إلى بطولة الصانعين الخامسة، وهي السبب في طريق ريد بل إلى بطولات أخرى. لكن ما سر نجاح هذه السيارة وكيف تفوقت على منافسيها ؟
الأرضية السفلية
تعتبر الأرضية السفلية أساسية تمامًا للأداء بموجب اللوائح الجديدة لسيارات فورمولا 1، مع القوة السفلية الناتجة عن الفتحات على جانبي العارضة المركزية المسطحة. تولد سرعة تدفق الهواء عبر هذه الفتحات وفرق ضغط الهواء بين الأرضية السفلية والسطح العلوي للسيارة قوة سفلية هائلة، مما يؤدي إلى امتصاص السيارة بشكل فعال إلى الأرض.
لكن معالجة ريد بُل للفتحات مختلفة تمامًا عن أي سيارة أخرى. قام آخرون بإنشاء عارضة مركزية على شكل دمعة لتشكيل الفتحات حولها، لكن عارضة ريد بل أقل اتساقًا في الشكل. إذ يبدو سقف الفتحات أعلى وأكثر تقوسًا. كما يبدو أن الجمع بين تغييرات المظهر الجانبي للعارضة والارتفاع المتفاوت للفتحات هو محاولة لمطابقة حجم الفتحة بعناية على طوله لإعطاء تدفق هواء أكثر اتساقًا.
لقد ثبت أن مفتاح هذه اللوائح لا يكمن في مقدار القوة السفلية التي يمكن أن تخلقها الأرضية من خلال الزوايا عالية السرعة عندما يكون ارتفاع الركوب الخلفي منخفضًا، ولكن المقدار الذي يمكن الاحتفاظ به في المنعطفات البطيئة عندما يكون ارتفاع الركوب أكبر. يعتبر ترتيب أرضية ريد بُل أكثر تسامحًا مع تغيرات ارتفاع الركوب من غيره، حتى لو أشارت بيانات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) إلى أنها لا تحقق أقصى قدر من القوة السفلية مثل فيراري أو مرسيدس في الزوايا الأسرع.
نظام التعليق
مثل مكلارين، تعتمد ريد بل على اللوائح الجديدة من خلال التبديل حول نظام التعليق من قضيب الدفع الأمامي / قضيب السحب الخلفي إلى العكس. شعرت ريد بل أن ترتيب قضيب السحب في المقدمة سمح بمسار تدفق هواء أفضل إلى مداخل الهواء بينما في الخلف، أعطى ترتيب قضيب الدفع تركيبًا ميكانيكيًا أفضل وأكثر صلابة وأخف وزناً.
يتمتع التعليق الخلفي بسفر طويل بشكل ملحوظ لاستيعاب مجموعة متنوعة من ارتفاعات الركوب. تصبح السيارة منخفضة جدًا عند السرعة العالية لتقليل السحب على الرغم من أنه عادةً ما يكون له ارتفاع ثابت أكبر من أي سيارة أخرى. كان هذا جزءًا أساسيًا من ميزة السرعة الثابتة للسيارة على المنافسة.
إن جعل السيارة تنخفض بهذه الطريقة يتطلب معدل تعليق ناعم نسبيًا، وفي السيارات الأخرى مثل هذا الإعداد من شأنه أن يؤدي إلى الارتداد. ربما كانت مقاومة أرضية ريد بل للتوقف الديناميكي الهوائي جزءًا من تمكين التعليق الأكثر ليونة من العمل.
التطوير والتحديث
تم تطوير سيارة RB18 على نطاق واسع من الناحية الديناميكية الهوائية، ولكن ربما كان أهم تطور هو برنامج إنقاص الوزن. بدأت السيارة العام بعيدًا عن الحد الأدنى للوزن. تعني الأحمال الديناميكية الهوائية الناتجة عن الأرضية السفلية أنها يجب أن تكون أثقل من ذي قبل لتظل صلبة وأن الإطارات الجديدة مقاس 18 انش والمكابح الأكبر أثقل بكثير من الإطارات السابقة مقاس 15 انش.
كان الكثير من الوزن الزائد للسيارة تجاه المقدمة، مما أعطى الإصدار الأول ركوباً أكثر انخفاضًا مما يحب فيرستابن وجعلها عرضة لقفل الفرامل الأمامية. عندما تم تعديل السيارة بأرضية جديدة في إيمولا، مكابح أعيد تصميمها، وتفريغ بعض المكونات التي تم تصنيعها في الأصل على أنها صلبة بسبب قيود الوقت، انتقل توزيع الوزن نحو الخلف. كان هذا خبرًا رائعًا لعلماء الديناميكيات الهوائية، مما مكنهم من إجراء تحول خلفي مصاحب في التوازن الهوائي، ومنح ثباتًا خلفيًا أكبر عند دخول الزاوية دون الإضرار بتغيير الاتجاه الأولي.
إقرأ ايضاً: سباق 1971: لماذا يقال عنه أفضل سباق في تاريخ فورمولا 1؟
