نرى في الصورة أمامنا كيف كانت شركة مرسيدس تختبر سياراتها قبل أن تقوم بتسليمها إلى عملائها، فضلاً عن أن هذه الطريقة كانت غريبة نسبة لاختبارات الشركات اليوم.
المعمل المتنقل
بعد الحرب العالمية الثانية، كانت شركة صناعة السيارات الفاخرة الشهيرة، مرسيدس بنز، تعتبر من أفضل الشركات في صناعة السيارات، والمعروفة بمحركاتها الديناميكية، ومظهرها الرياضي، والتكنولوجيا التي كانت تقدمها. ولكن قبل أن تصل سيارات مرسيدس إلى السوق، كان لا بد من اختبارها أولاً، وقد جاءت هذه الاختبارات بأساليب وطرق مذهلة وباستخدام سيارات الليموزين التي تتصدر المجموعة.
في عام 1960، صممت شركة مرسيدس بنز وبنت معمل اختبار متنقلًا فريدًا من نوعه يسمى Messwagen، وهو مصطلح ألماني يُترجم إلى "سيارة القياس"، وقد تطلب معمل الاختبار هذا أدوات خاصة، لاسيما وأنه في ذلك الوقت كانت أدوات الاختبار تشغل مساحة كبيرة جدًا وكانت ثقيلة جدًا بحيث لا يمكن وضعها في سيارة ركاب عادية.
مقاعد الخيزران
كانت Messwagen في الأساس سيارة مرسيدس 300 W189، تم تصنيعها بين الأعوام 1957 و1962، وقد شمل الطراز هاتفًا محمولًا بتردد VHF، ومسجل صوت، ونافذة تفصل السائق عن الأشخاص الموجودين في الخلف.
هذه السيارة الفارهة تم تحويلها من سيارة سيدان إلى عربة ستيشن كي تكون جاهزة للختبارات. ومن أجل نقل المعدات الضخمة تم التخلص من المقعد الخلفي لإفساح المجال للمعدات، كما وقامت الشركة بتركيب زوج من الكراسي المصنوعة من الخيزران حتى يتمكن المهندسون من مراقبة عملية الاختبار في الوقت الفعلي.
لتوصيل هذه المعدات بالسيارة قيد الاختبار، تم تركيب سارية على سطح Messwagen، والتي انبثقت منها مجموعة من الكابلات المتصلة بالسيارة التي تخضع للاختبارات، وذلك بهدف الحصول على كل البيانات المطلوبة. هذا وزودت السيارة حينها بمحرك محرك بنزين سداسي الأسطوانات سعة 3.0 لتر.
السيارة ما تزال موجودة
ولاستيعاب المعدات الضخمة المطلوبة في ذلك الوقت، فقد هيكل السيارة الأبواب الخلفية وقد جاءت المركبة عوضاً عن الأبواب بنوافذ ضخمة. هذا وتمكنت المقصورة الواسعة من أن تستوعب بسهولة عشرات أجهزة التسجيل والبحث والاستشعار ومقعدين إضافيين جلس عليهما مهندسو مرسيدس.
وكما هو الحال غالبًا مع مرسيدس، كان الألمان يدركون الأهمية التاريخية لهذا الطراز بالذات. لذلك، لم يدمروه وما زالوا يحافظون عليها في حالة ممتازة، وهو متواجد في متحف المصنع الخاص بالعلامة التجارية.
وحتى يومنا هذا، تظل هذه السيارة شهادة حية ليس فقط على نهج شركة مرسيدس الذي لا هوادة فيه في إنشاء نماذج جديدة من المركبات المميزة، ولكن أيضًا على التحديات التي يمكن تحديها والتي كان لا بد من التغلب عليها قبل 60 عامًا.
اقرأ أيضاً: قصة صورة: اللحظة التي أطلت فيها بوجاتي بوليد على العالم